“عشيقات النّذل” لكمال الرياحي : عودة للواقعية القذرة في ردائها العربي



أمضى مؤخرًا الروائي التونسي كمال الرياحي عقدَ روايته الجديدة والثالثة مع دار الساقي اللندنية/ اللبنانية؛ الدار التي تعاقد معها منذ 2011 وسبق ونشرت روايته الغوريلا وأعادت نشر روايته المشرط في طبعتها الثالثة. الرواية الجديدة تحمل عنوان “عشيقات النذل” والمتوقع أن تنشر الرواية في شهر مارس 2015 لتكون حاضرة في معرض تونس الدولي للكتاب وبقية معارض الكتاب العربية والأجنبية. وقد حرصت دار الساقي على توزيع رواياته السابقة في كل انحاء العالم مما دفع بالمترجمين إلى الشروع في ترجمتها إلى لغات عديدة، حيثُ ظهرت فصول ومقاطع ومقتطفات من أعماله الروائيّة والقصصية مترجمةً إلى الاسبانية والبولونية والفرنسية والانجليزية والعبرية والسويدية. كما وقدمها الكاتب بنفسه في ايطاليا وانجلترا وايرلندا وأمريكا ولبنان والامارات ومصر والجزائر. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأعمال سبقَ وتمّ تقديمها في سنوات سابقة على الركح في الجزائر وفرنسا. 
رواية عشيقات النذل لكمال الرياحي هي رواية موغلة في التجريب على صعيد مخيالها الروائيّ، حيث تروي في حبكة بوليسية حياة حبلى بالتشوهات لجيل سقط في الحقد الآسود، عاكسة هشاشة المجتمع الطبقيّ الذي لا يمكن أن يتعايش إلا في منظومة صراع. وهي بهذا تتخطّى حدود الأدب المحليّ وترهّلات معانيه، بأناقة سرديّة متّخذة من أسلوب الكوميديا السوداء والمراوحة بين الفانتازيا والحقيقة وسائل رشيقة لتكتب أعماق النفس البشرية وتفتح كوى عن الأعشاش الصغيرة التي يتربى فيها الشر، حيث تتمدد الجريمة قبل أن تنفجر الدماء في السطح. 
عشيقات النذل هو نصّ يعطي للأنذال صوتًا ومعنىً فلسفيًا عميقًا ويثور على واقع المعطيات والأفكار المجتمعيّة الجاهزة. 
تستعين الرواية في تشكيلها بكل الأشكال السردية من كتابة اوتوبيوغرقية ومسرحيّة إلى رسائل وأخبار صحفية وتداع حر وهلوسات ولا تتردد في استعمال كل المعاجم الممكنة متقلبة بين لغة الأديب ولغة السافل ولسان العشيق ولسان النذل. 
رواية تختبر كل المعاجم داخل فضاء هجين أراد أن يؤسس لعلاقة هجينة فأصابته لعنة التنافر.
رواية الرياحي مغامرة سردية جديدة ونقطة تحوّل مفصليّة في عالمه الروائيّ، قريبة من عوالم الرواية الأمريكة المعاصرة وتتقاطع في أجوائها مع جنون بوكوفسكي وايروسية هنري ميللر وأسلوب تيار الواقعية القذرة وفجاجة الجيل الغاضب ورهافة جيمس دروت. هي عودة الحساسيّة للواقعيّة القذرة في ردائها العربيّ.
تجدّد دار الساقي ثقتها في الرياحي مؤكدةً نجاح التجربة معه وكانت قد تعاقدت مع الكاتب التونسي بعد فوزه بجائزة بيروت 39 لأفضل 39 كاتبًا وفوزه بجائزة أفضل رواية في تونس سنة 2007 عن روايته المشرط التي تحقق مع الساقي نجاحًا كبيرًا بعد أن تصدرت قائمة أكثر الكتب مبيعًا في بعض الدول العربية ومنها البحرين وتونس.
هذه هي التجربة الثالثة لكمال الرياحي مع دار الساقي والثانية في تعاملها مع الأدب المغاربي المكتوب بالعربية بعد تجربة محمد شكري، وهذا النجاح هو ما سيفتح المجال لحضور أهم للأدباء المغاربة في المشهد الروائي العربي.
( الفريق الإعلامي للكاتب )

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *