هاروكي موراكامي..تعلمت من الموسيقى الإيقاع والتجانس


*إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله

تحدث هاروكي موراكامي – الكاتب الياباني عن الكتابة وأبطال الروايات والحياة المنزلية، والأحلام وكيف ان حياته مصدر رواياته، وكان كذلك في حديثه لنادي الكتاب في الغارديان، خلال حضوره مهرجان الكتاب العالمي في ادنبره مؤخراً.

عندما يبدأ القارئ بقراءة روايات هاروكامي يتخيل الحياة التي تبدأ فيها، وهذا الأمر هو سحرها الخاص، وهي تسجل ارقاماً كبيرة في المبيعات، وقال جون مولان، الذي ادار الندوة التي انعقدت في الغارديان وحضرها جمهور كبير: ( عندما كنت في القطار متوجهاً الى أدنبرة، طلبت من العاملة القهوة، قالت لي انك مثل هاروكي موراكامي، وهي تلقي نظرة على روايته (نهاية يوميات طائر) التي كانت لدي، اجل يا لها من مصادفة، قال لها انه سيقابل الكاتب الياباني في المساء).
وكان موراكامي مبتهجاً، ونادراً ما يكون كذلك مع الحضور من الصحفيين، وكان ايضاً لطيفاً عند إجاباته لكافة الاسئلة، بالانكليزية (لقد عشت في هاواي فترة من الزمن، ولهذا تبدو انكليزيتي مختلفة عنكم) وعلى أي حال كانت لدينا مترجمة ساعدتنا في ذلك، وكانت سابقاً تعمل في بار، وكان هو و زوجته يوكو يديرانه في طوكيو.
ان كاتبا لـ 13 رواية والعديد من القصص القصيرة، اعترف انه قد نسى ما كتب وعندما قام البعض بمناقشته حول نقطة معينة خاصة بأحد أعماله، يتساءل ببساطة (احقاً؟ انا لا اتذكر ذلك)، وكانت هذه الكلمات هي التي يرددها باستمرار، ما دفع الحضور الى الضحك لبساطته في كل مرة، ويقول احياناً : (لقد طبعت قبل 20 سنة، ولم اقرأها منذ ذلك الحين).
وكانت الاسئلة التي وجهت اليه واجاباته عليها كما يلي نذكرها باختصار:
1- (لا أحس بالراحة عندما اكتب بضمير الغائب: ابدو وكأنني أتطلع على شخصياتكم) 
لقد كتبت روايتي الاولى عام 1979، ومنذ ذلك الحين، وانا اكتب كل رواية بضمير المتكلم، ولقد حاولت مرات عدة الكتابة بضمير الغائب واستغرق الأمر مني 20 سنة وكانت الاولى – كافكا على الضفاف – وفي كل مرة اجد نفسي غير مرتاح، وكأنني أتطلع من فوق الى تحت، ولذلك اردت ان اقف على مستوى واحد، كما هي شخصيتي – انها الديمقراطية.
2- عندما كنت اصغر، اردت ان اكون شخصاً هادئاً واعيش حياة هادئة.
ان تورو (في روايتي الاخيرة) هو بطلي ، عندما كنت صغيراً أردت ان أكون مثله، كنت لا أريد غير ان اكون انساناً هادئاً واعيش حياة هادئة وهي اليوم غير هادئة، ان الحياة غريبة!
3- (انا احب كي الملابس، واكوي ملابس زوجتي ايضاً)
ويقول موراكامي ان الكثير من الموضوعات المتكررة في كتبه هي من حياته الشخصية، قططه ، طبخه للطعام، وهواجسه، اما تعليقاته عن الأمور الكثيرة التي يؤلفها في كتاب واحد فيقول: (عندما اكتب رواية، فانها تستغرق مني عاماً او عامين – و أكتب يوماً بعد يوم، و أحس بالتعب، وأحس بالرغبة في فتح النافذة للحصول على هواء نقي، واكتب سطراً آخراً من الرواية لكي استمتع – و ارجو ان يكون القراء ايضاً مستمتعين، وانا اكتب لغة المتكلم، ولذلك احتاج الى أمور اخرى (رسائل مثلاً)، او قصة شخص آخر).
4- لا احب الكتابة عن العنف او العنف الجنسي – ولكنني ارغم على ذلك حسب متطلبات العمل، وبعض أعماله عن أمور فظيعة.
لقد فزعت وانا اكتبها، وكان علي ان اكتب، العنف والجنس من الأمور المحفزة في العمل، انا لا اريد كتابتها، ولكنني مرغم بسبب الرواية.
5- (ان حلم حياتي الجلوس في قعر البئر)
اجل انه حلم حياتي، الجلوس في قعر البئر وحيداً، انه امر مدهش.
6- (وماذا عن الترجمة .. هل يمكن الارتياح اليها)
يقول: ( انا استطيع القراءة بالانكليزية، ليس بالفرنسية، الروسية او غيرها، وعندما اجد ان الترجمة الانكليزية لرواياتي جيدة، وارتاح اليها ويعني ذلك ان الترجمة جيدة، واحياناً اجد بعض الأخطاء فيها، و اتصل بالمترجم، ولكنها مجرد ثلاثة او أربعة أخطاء فالأمر بسيط.
7- عندما اكتب (في كل يوم) لا اعرف عما سأكتب على الإطلاق.
– العديد من القراء يرغبون بمعرفة مراجل الكتابة، وعندما تبدأ بالكتاب هل تكون الراوية متكاملة في الذاكرة، ام انها رحلة بالنسبة اليك ككاتب كما هي رحلة لنا نحن القراء.
– لا امتلك أية فكرة على الإطلاق عندما ابدأ بالكتابة، بالنسبة للرواية الاخيرة، أول ما خطر ببالي كان صوت الطائر في خلية ذاكرتي (كان ذلك للمرة الاولى التي اسمع فيها ذلك) ولذلك أردت الكتابة عنه، وخطر ببالي ايضاً، طبخ المعكرونة، وأمضيت عامين في الكتابة، انه أمر ممتع! وانا لا ادري ما الذي سيحدث مستقبلاً، فأنا استيقظ من النوم، اذهب الى مكتبي، افتح الكومبيوتر، واقول لنفسي (ما الذي سيحدث اليوم؟) انه امر ممتع.
ويقول ايضاً (ان ذاكرتي مثل نوع من الحيوان فكيف ابقيها حية؟).
8- ان ذاكرتي نوع من الحيوان فماذا افعل لأبقيها حية؟
لقد اهتممت بالبئر و الفيل والثلاجة والقطة وكي الملابس، لا استطيع شرح الأمر.
9- حياتي مليئة بالمصادفات
ويتحدث عن ذلك قائلاً ان روايات ديكينر مليئة بالمصادفات، وكذلك رايموند جاندلر، وفيليب مارلو، يواجه جثثاً متعددة في مدينة لوس انجلس، ولا احد يتذمر من ذلك، وهكذا تحدث الكثير من الصدف في حياتي الحقيقية.
10- ماهو الأمر الجيد في ان تكون روائياً؟ لا تغيير، لا اجتماعات ولا مدير عمل.
11- عندما اكتب رواية احتاج الى موسيقى.
ويسأله احد الحاضرين عن كيفية اختيار القطع الموسيقية التي تتضمنها رواياته، اضافة الى اسئلة اخرى من الحاضرين.
وهذه اجابات الكاتب:
انها أمور تحدث طبيعياً وعند كتابة رواية ما، احتاج الى الموسيقى والأغاني تأتي تلقائياً الى ذاكرتي، لقد تعلمت الكثير من الموسيقى : الهارموني، الإيقاع والارتجال، الإيقاع مهم بالنسبة لي.
12- “ليست لدي نية للكتابة عن شخصيات حزينة”
وسأل احد الحاضرين، لماذا معظم شخصياته حزينة جداً:
فسأله الكاتب: (حقاً؟)،
اجابه المترجم (كلها كذلك).
عن: الغادريان

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *