الصّمت . . .


*علاء المحياوي

( ثقافات )

1-
في الهزيعِ الأخيرِ من الصّمتِ
سوف تقرأُ الأرضُ خطوطَ كفّها
كي تعرفَ أينَ ستقضمُ الفوضى تفّاحَتها . .
من أيِّ بابٍ سيدلفُ غُبارُ الفزعْ . .
أيّ بلادٍ تتمطّى الآن
فوق أريكةٍ من وعودٍ
ريثما يُطبخُ تأريخُها
على نارٍ هادئة . . !
2-
تنغلقُ الأبوابُ على الصّرير . .
يلتفُّ الحفيفُ على الثياب . .
ينسكبُ الليلُ خيطاً فخيطاً
وتفوحُ من الأغطيةِ رائحةُ الموسيقى التي لا تُشَمْ .
أنتَ لن تُروِّضَ هذا الصّمت 
مهما أغدَقتَ عليهِ من نِعَمِ الإصغاء
فلدَى الأشياء الكثير الكثير لتحكيهِ . .
أُنظُرْ لهذا الزمن
هل غامرَ مرّةً وصارَ حمامةً
وجَدَتْ أعشاشَها فيك . .؟
منْ
يفتحُ
الآن ذراعيك
لاحتضانِ خُصور الأغاني . .؟!
3- 
بغتةً
يرنُّ الحفيفُ في المرايا . .
لم يذُبْ شمعُ الأغاني
لكنَّ خيطَ البريق 
لم يُحرِّرْ بعدُ آخرَ أطرافهِ
عن نافذةٍ في أقاصي القلب . .
أفيغدو جَبَلي جليداً
حين تكشفُ مجاهيلَهُ نجمةٌ عبَرتْ . . ؟
أمِ السفائنُ مرَّتْ وما ألقَتْ بماءِ الحُلمِ
صاريةً . . ؟
عمّا قليل
يصِلُ الليلُ إليَّ
وهو مُثخَن بالصّمتِ . .
عمّا قليل
سوف يُفتّشُ موجُ الجفونِ عن صخرةٍ
لكي يُفجِّرَ ماءَهُ
في وجهٍ
أحرقَ الانتظارُ أنفاسَهُ . . .
_________
*شاعر من العراق

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *