إشارات


*عائشة المؤدب

( ثقافات )

ذَاكَ الغَرِيبُ …
ذَاكَ الَّذِي أَعْلَنَ الفَجِيعَةَ 
و لَمْ يَكْتُمْ عَوْرَةَ البَيَاضِ
ذَاكَ الَّذِي اسْتَمَاتَ عِنْدَ بَوَّابَةِ الانْدِهَاشِ
و انْعَتَقَ… 
رَابَطَ خَلْفَ الأُحْجِيَةِ 
و ارْتَحَلَ دُونَمَا طَرِيقٍ
ذَاكَ الَّذِي حِينَ أَيْقَنَ أَنَّهُ التَّالِي
أَرْسَلَ إِلَى الغْوَايَةِ
يَسْتَشِيرُهَا فِي مَسْأَلَةٍ 
سَكَتَ عَنْهَا الرُّوَاةُ 
ذَاكَ الَّذِي امْتَهَنَ العَرَاءَ
و اكْتَمَلَ عَلَى إِيقَاعِهِ العَوِيلُ
ذَاكَ الَّذِي 
أَوْدَعَ نَفْسَهُ للسَّرَابِ 
ثُمَّ تَرَمَّلَ
ذَاكَ الْمُكَابِرُ لَوْعَةً
يَرْتَخِي مُتَّقِدَ السَّوَادِ
مُحْتَضِنًا فَيْرُوزَةَ الأُفُقِ
ذَاكَ الَّذِي عَبَسَ
لَمَّا انْغَرَزَتْ زُمُرُّدَةٌ فِي مَحَاجِرِ السَّمَاءِ 
وَبَاحَ لِلْبَحْرِ بِالرَّحِيلِ
فَمَا تَوَقَّفَ مِنْ يَوْمِهَا عَنْ وِلاَدَةِ الأَمْوَاجِ
ذَاكَ الَّذِي إِذَا أَمْطَرَ الْحُزْنُ
رَقَصَ
و إِذَا ارْتَجَفَ الغِيَابُ 
انْتَشَى 
بعطرِ الانْهِيَارِ
ذَاكَ الَّذِي هُوَ لَيْسَ إِلاَّ هُوَ …لَيْسَ إِلاَّ
لَيْسَ إِلاَّ الْجُذَاءَ الدَّقِيقَ الْمُتَنَاهِيَ
لِزَوْبَعَةٍ قَرْقَعَتْ كَبْدَ الارْتِخَاءِ
فِي شَهْقَةِ الانْدِهَاشِ
رَافَقَ الطَّرِيقَ قَاصِدًا عَوْدَةً مُفْتَعَلَةً
حِينَ تَكَلَّمَتْ لِتَنْعَى الطَّرِيقَ
لَمْ تَجِدْ مِنَ العَابِرِينَ غَيْرَ الرِّيحِ
تُشَيِّعُ جَنَازَتَهُ وَحِيدًا
عَلَى مُوسِيقَى مِنْ فَرَاغٍ 
ذَاكَ الَّذِي أَوْقَفَ الْمَاءَ
يَسْأَلُهُ عَنْ لَوْنِ الغِيَابِ
و اسْتَمَالَ اللَّيْلَ غِوَايَةً
ثُمَّ خَانَهُ مَعَ ارْتِجَافَةِ شَمْعَةٍ مُحْتَضِرَةٍ
ذَاكَ الوَاقِفُ هُنَاكَ
حَيْثُ يَشْهَقُ إِلَيْهِ الأُفُقُ
ذَاكَ الْمُنْعَتِقُ 
ذَاكَ الْمُعَتَّقُ بِالوَجِيعَةِ
خَائِنُ الاسْتِكَانِ
مُبَاحٌ كَالطَّرِيدَةِ
مَسْفُوحُ الْهَذَيَانِ
ذَاكَ الَّذِي …
أَ
حَـ
ـبَّـ
نِـي
__________
* تونس

شاهد أيضاً

الرسالة الأخيرة

الرسالة الأخيرة تيد هيوز-شاعر بريطاني ترجمة: محمد عثمان الخليل- مترجم وأكاديمي سوري   ماذا حدثَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *