*ماجد شاهين
( ثقافات )
الصحن الوحيد الذي تركته امرأة للطيور عند حافّة النافذة ، لم تسقط الشمس عليه بكامل وهجها و ضوئها … فاختفت نصف ملامحه و اختلطت ألوان ما فيه .
.. الأمر ُ أربك الطيور التي كانت تجيء ، في العادة وفي مثل هذا الوقت من النهار ، إلى النافذة .. تجيء فتحطّ على الحافة نصف المستوية و تقرأ ُ الحبّ َ !
.. ظهر الصحن فارغاً في نصف ٍ منه ، فــ تاه سرب الطيور الذي كان يحطّ إلى جوار جهة الصحن التي لم تُحظ َ بضوء الشمس ، بينما في لجهة الواضحة كان سرب ُ الطيور يلتهم الحبّ و الخبز المغمّس بالفاكهة .
.. اليمامة وحدها كانت تراقب و ترسم و تحاول أن تدفع السرب الذي فقد الضوء لكي يقترب من نصف الصحن المُضاء .
…
طيور ٌ قليلة من السرب الذي كانت الشمس عنده واضحة ، السرب الذي التهم و أدركه الشبع ، طيور قليلة منه اعتمت الحكاية و دلقت الصحن فسقطت منه بقايا الحبّ والخبز على حيطان النافذة .
.. بعد وقت قصير ٍ عادت الشمس و فردت لونها في ارجاء النافذة والصحن ، لكن الصحن بدا فارغا ً و ما استطاعت الطيور الجائعة ، التي فقدت فرصة الاستفادة من أوّل الشمس ، أن تحصل على نصيبها في الخبز المغمّس بالفاكهة ولا في الحبّ .
…
الشمس لم تشرق بما يكفي لوضوح الطيور و الطعام والحيطان ، فانقسمت الطيور إلى سربين ، أحدهما كان الضوء ينفعه ويكفي لكي يلتهم طعامه ، والآخر كان نصف الجهة معتماً في جهته .. وحين أخذت الشمس في إتاحة وهجها في الصحن والنافذة ، تحركت طيور قليلة من جهة الصحن الأخرى و بعد أن شبعت أو أدركها الشبع ، دلقت صحن الحبّ .
.. تأخرت الشمس قليلا ً عن نصف الصحن ونصف الجدار و نصف النافذة ، و خسر سرب الطيور حظّه في أوّل سعيه نحو الحبّ والخبز .. و انداح على الجدار ما تركه السرب الآخر من بقايا خبز و حبّ .
هل تفعلها الشمس و يغيب نصف ضوئها مرة أخرى و تجوع الطيور في جهة الضوء الغائب و تحزن اليمامة ؟