المطبخ يوحّد ثقافات العالم في «رحلة المئة خطوة»


*غسان خروب

بعد 14 عاماً مرت على تقديمه فيلم «شوكولاته» من بطولة جوني ديب وجولييت بينوش، والذي فتن به آنذاك عشاق السينما، أطل علينا المخرج السويدي لاس هالستروم هذا العام بفيلم «من مومباي إلى باريس: رحلة المئة خطوة»، الذي يستند فيه إلى رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الأميركي ريتشارد موراس، وصدرت في 2010،.

ليقدم لنا شكلاً جديداً من صراع الحضارات وحواراتها، متخذاً من المطبخ جسراً لتوضيح طبيعة الخلاف بين الحضارات، وكيف يمكن أن تتوحد في ظله الثقافات، ناقلاً ذلك لنا بطريقة جميلة مفعمة بالعاطفة والرومانسية والمضامين والقيم الكبرى، معتمداً في ذلك على فريق عمل محترف، وصورة سينمائية لا تقل جودة وروعة عن أفلامه السابقة مثل «ماذا يأكل جلبرت جراب» (1993)، و«قوانين منزل العصائر» (1999).
قيم عالية
رغم أن أحداث الفيلم الذي صور بين فرنسا وهولندا وحل تاسعاً على شباك التذاكر بمجمل إيرادات تجاوزت 41 مليون دولار، تدور في معظمها بين أروقة المطابخ، وتتمحور في أساسها حول المطبخ والأكل، إلا أنها في حقيقة الأمر تذهب إلى القيم العالية والعمق الحضاري، في حوار يعتمد احترام الآخر والاحتفاء به والبحث عن الكمال في الذوق والتذوق، والذي نلمسه عبر حكاية الطاهي حسن كاظم (الممثل مانيش دايال)، والذي تعصف به الأيام وبأسرته في الهند.
ويضطر للهجرة إلى فرنسا مع أسرته بقيادة والده «بابا كاظم» وبعد رحلة وألم ومعاناة، تستقر به الأمور في بلده سان انتوني «نوبل» في جنوب فرنسا، حيث يجد فيها الأب المكان المثالي لافتتاح مطعمه الهندي.
والذي يقع قبالة مطعم فرنسي تقوده طاهية فرنسية معروفة تحمل نجمة ميشلان، لنتابع من بعدها صراعاً خفياً بين مطعمين وذوقين وحضارتين وثقافتين، نعتقد للوهلة الأولى بأنها ستكون حرباً طاحنة، إلا أن المفاجأة تكمن في مدى العمق الذي يتجه إليه الكاتب عبر تحويل الصراع إلى حوار جميل، ينسج سحراً بين ثقافتين ومطبخين يتعداه إلى الأشخاص أنفسهم في خطوة تعتمد احترام الآخر واستيعابه واكتشافه.
آراء متباينة
آراء النقاد حيال الفيلم جاءت متباينة على موقع «روتن تميتوز» الذي نشر 110 مقالات نقدية، معظمها أجمع على أن الفيلم يجعلك تعتقد بأنك تشم رائحة الأكل وتتذوق طعمه المقرون بالإبداع والتكامل، عبر ما يضيفه «حسن» من لمسات وبهارات أعطت بعدا جديدا للطعم الذي اشتهرت به المائدة الفرنسية.

فريق العمل
يتشكل طاقم الفيلم من ممثلين مبدعين، تتقدمهم الممثلة هيلين ميرين التي تعد إحدى سيدات السينما والمسرح البريطاني، وكذلك مانيش دايال الذي يلعب شخصية «حسن»، والممثل الهندي أوم بوري، والذي أطل علينا في فيلم «غاندي» (1982)، كما ضم العمل أيضاً الممثلة الكندية شارلوت لوبون التي قدمت شخصية «مارغريت».
أما إدارة التصوير، فتولاها لينس ساندغرتي الذي شاهدنا له العام الماضي فيلم «أميركان هوستل»، فيما حملت الموسيقى التصويرية لمسات الموسيقار الهندي «آي. أر. رحمان».
__________
*البيان

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *