ثلاث نساء متخيلات جعلن الأميركية ستوكيت كاتبة شهيرة


*

بيروت- “عاملة المنزل- ثلاث نساء على وشك اتخاذ خطوة استثنائية مشتركة”، هي رواية من تأليف: كاثرين ستوكيت، ترجمة وتحقيق: حسان البستاني – مركز التعريب والبرمجة.

صدرت في نسختها العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون في عدد من الصفحات بلغ قرابة 663. “عاملة المنزل” هي ترجمة لرواية “المساعدة The Help” للكاتبة الأميركية كاترين ستوكيت Kathryn Stockett، والتي تصدّرت قائمة الكتب الأكثر مبيعا على لائحة نيويورك تايمز على الرغم من أنها الرواية الأولى لكاتبتها ستوكيت.
في هذه الرواية تحاول الكاتبة أن تخلق عالما مغايرا من ثلاث نساء استثنائيات، كان قدرهن حين تبدأ حركة خاصة بهنّ لإحداث تغييرات في المدينة، وفي الطريقة التي يُنظر بها إلى الأميركيين السود.
وهنا، تأخذنا الروائية إلى مفصل تاريخي مهم من تاريخ الولايات المتحدة الاجتماعي والسياسي في ستينات القرن الماضي، حيث كان التمييز العنصري على أشدّه، وبذلك يكون من الأجدر أن تسمّى الرواية بـ “عدالة مسروقة”.
“عاملة المنزل The Help” تدور أحداثها في عالم النساء بداية من موضوعها “العلاقة بين سيدة المنزل والخادمة” ومرورا بشخصيات الرواية الرئيسية “آيبلين” و”ميني” و”سكيتر”، ومن خلال هذا العالم، سوف نقرأ التعاطف والفهم جنبا إلى جنب مع الكيد اللاذع والظرف الحاد.
وعلى يد سكيتر تحوك الروائية أحداث روايتها، بأسلوب سردي متماسك يطغى عليه التحليل النفسي والاجتماعي في جميع مراحل عملها الأدبي. فبعد تخرُّجها من الجامعة، تعود سكيتر إلى مدينتها حالمة بالعمل ككاتبة، فتراسل مجموعة من دور النشر، حتى يصلها ردّ من إحداها تنصحها فيه “هيلي” المحررة، بمساعدتها في كتابة مشروع حملة، تدعو فيها السيدات البيض إلى إدراج حمامات خاصة بـ”الملونين” كما تصفهم، في أقنية المنازل الخلفية للوقاية من إصابة الأسر البيضاء بالأمراض. هنا يهتزّ هدوء سكيتر، ويتشكّل أمامها بالتدريج ما تريد أن ترويه.
فالكتاب تحكي فيه الخادمات السوداوات، بأسماء مستعارة، حكاياتهن عن الخدمة في منازل الأسر البيضاء. ومع هذا القرار تفجّر الروائية بلسان سكيتر مشكلة التفرقة العنصرية بسماع قصص النساء المروعة، لتحوّلها إلى رواية تعيد الأمل والفخر إلى المجتمع الأسود، وتضخ الشجاعة في نفسها في خطوة إلى الأمام تحطّم فيها قيود مجتمعها دافعة أحلامها بقوة مطالبة بحقوق السود المدنية.
إنه اعتراف مؤثر وعميق لجريمة التمييز العنصري، عبّرت عنه الروائية في حوارات عاملات المنازل، يعيدنا بالذاكرة إلى حركات التحرر الشعبية التي كان مارتن لوثر كينغ من بين قادتها، وأدّت في نهايتها إلى حصول الأميركيين السود على حقوقهم كاملة، والتي سُمّيت فيما بعد بحركة الحقوق المدنية.
_________
*العرب

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *