ستظلِّينَ جمرتيَ الحبيبة والأحلام شِوائي


* علاء المحياوي

( ثقافات )

حينَ تمتدُ السماءُ الى حدودِ يدي سأرفعها
وأبحثُ عن نجمةٍ ضلَّلتْني
وعن طيورٍ قَطَّرَتْ في العينِ زُرقَتها
سأسألها عن زهرةٍ صرختْ
تحتَ سياطِ الريح
وما أرتضَتْ أن تُبادِلَ لونَها بلونِ الطُحلبِ.. 
أنا ما عرفتُ أيّ فصلٍ
مرّ قربَ نافذتي
لكني رأيتُ جسداً يتسلقُ سورَ أوجاعهِ
كي يتفادى السقوطَ في دموعِ مدينةٍ
ضَغطتْ على زنادِ القلبِ ..
أنا ما عرفتُ إلّا أغنيةً واحدةً
أطبَقَتْ أهدابي على قنديلٍ عابسٍ
وجرجَرتْ ظلالي تحت حوائط الغياب ..
*****
رؤاي خمرةٌ
أو حمامةٌ محشورة بين غُصنين
أتنهَّدُ كل مساء وأُهدهدُ ساعديَّ
حتى لا ينهدَّا فتبعثرُ الأرضُ أقدامي
وتطير أفكاري هباءً في الأُفق ..
أزيحُ الحُلمَ بتنهيدةٍ
فيسقطُ الوهمُ على وجهي
أدورُ .. أُجنُّ من رؤىً
تتورَّمُ كالدَّماملِ في الرؤوس
أو كجذوعٍ استمرأتْ طعمَ الفؤوس
أهذي بخطايا برئتُ منها
وأُردّدُ أسماءً شائكةً
قُلتها في يقظةٍ
فأتاني شوكُها في المنام !.
*****
أتَلمَّسُ الأجفانَ بالّلوعةِ
وأتمنى أن لا يطلَّ عليَّ من المرايا خريفٌ
يذرفُ آخر الأوراقِ في وجهي..
أتشبَّثُ بالنسيم إذا أتاني
وأُلاحِقُ الغُصن إذا تخطَّاني
أطبعُ بصمتي على رمال القَدَر
فتغرق الروحُ في غيبوبةِ الضَجر
أُنادي على فجرٍ مُرهَفٍ
فتُسرع فوق رُفاتِ الحزن مواكبُ الندى
لن يأوي المُنشدون الى مهاجِهم
ما دامتْ هناك امرأة في شُرفات النعاس
ترسمُ زورقاً وتُحمِّلهُ بالغيم
وتمضي لتُغرِق أسراري بالمطر ..
*****
في لحظةٍ تتخلى الكلماتُ
عن إيقاعِ شَراستِها
وتُنصِّبُ نفسهَا أغنيةً وقتَ اصطفافِ الشجر..
في لحظةٍ سأركلُ بالأماني
غيمةً منتوفةَ الماء
وأُقبّلُ رأسَ الأرض
وأهمسُ :
أيتها الأرضُ
ستظلِّين جمرتيَ الحبيبة
والأحلام شِوائي..
_________________
*شاعر من العراق

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *