*إيمان إبراهيم
قبل ساعات من انطلاقه، كان حفل الفنان زياد الرحباني في مهرجان «أعياد بيروت» مفتوحاً على كل الاحتمالات، إما الألغاء لأسباب تتعلّق بطبيعة الحداد غير المعلن في لبنان بسبب المعارك التي تدور بين الجيش اللبناني ومجموعات إرهابية على الحدود الشرقيّة مع سوريا، وإما لأسباب صحيّة كما حصل في مهرجان إهدن قبل أيام، حيث فاجأ زياد جمهوره قبل الحفل بساعات، من خلال الإعلان عن إلغائه بسبب وعكة صحيّة ألمّت به، تبيّن لاحقاً أنها التهابات في عصب اليد منعته من العزف.
مزاج متعكر
الحفل بيعت كل بطاقاته قبل موعده بأسبوع، وكان الجمهور متلهفاً للقاء زياد على الرغم من كثرة حفلاته في الفترة الأخيرة، إلا أنّ الأجواء لم تكن حماسية كما كانت العادة في حفلات زياد، ربما بسبب المزاج المتعكر في البلد، وربما بسبب الفنانين الذين اختارهم الفنان لإحياء الحفل والذين لم يكونوا بقدر الآمال التي علّقها عليهم.
عدم التزام
الحفل تأخر عن موعده أكثر من ساعة، وهو ما أثار تململ الجمهور الذي اعتاد من الرحباني التزاماً بمواعيد الحفلات، وبدا أنّ كثافة الحضور، وزحمة السير التي أحاطت بمكان الحفل في الواجهة البحرية لمدينة بيروت، وصعوبة وصول الحضور إلى الأماكن المخصصة لهم أدّتا إلى هذا التأخير، الذي بات تقليداً معتاداً في أغلبية الحفلات.
نص ساخر
«وليس غداً» عنوان الحفل الذي انطلق بمشاركة عازف السكسوفون الشهير تشارلز ديفيس البالغ من العمر 81 عاماً، وشاركت فيه الممثلة اللبنانية ندى بو فرحات التي افتتحت الحفل بتلاوة نص نقدي ساخر، كتبه زياد وأجادت التعبير عنه، وحصدت استحسان الجمهور، ليدخل بعدها زياد إلى المسرح وسط تصفيق حار من الجمهور، ولم يدل سوى بكلمات ترحيبية مقتضبة بدأ بعدها العزف.
المغنية منال سمعان من سوريا غنت على أنغام زياد مجموعة أغاني لفيروز مثل «يارا»، «فايق ولا ناسي»، «بكتب اسمك»، «حبيتك تنسيت النوم»، في حين قدّم حازم شاهين من مصر أغنية «راجعة بإذن الله»، أما شيرين عبده، فقدمت أغنية «ضاق خلقي»، وقدمت ماري تيريز أغنية «يا شاويش الكاراكون».
عنصر مفقود
لم تصل أصوات المطربين الذين اختارهم زياد إلى جمهور بدا جلياً أنه أصيب بخيبة أمل، عوّضها الرحباني بتعليقاته الساخرة، خاتماً أمسيته بنشيد «جايي مع الشعب المسكين».
لم يعزف زياد طوال الحفل، وكان يكتفي بالعزف بيد واحدة، وبدا أنه لم يشف بعد من وعكته الصحية، وبدا أن ثمة عنصراً مفقوداً في حفل لم يكن بمستوى الحفلات التي قدّمها زياد في السنوات الأخيرة، وقد كان لافتاً غياب النجوم عن حفل زياد، على العكس من حفلاته السابقة، فضلاً عن غياب شقيقته ريما التي يبدو أن خلافها معه لم ينته بعد، ووسط هذا الغياب حضر أسامة الرحباني الحفل، مما يؤشر إلى انتهاء حالة التوتر بين أولاد الراحل منصور الرحباني وزياد، الذي لم يدخل أصلاً في الخلاف بين أولاد عمه ووالدته والذي وصل إلى أروقة المحاكم.
______
*القبس الكويتية