ترجمة: د. حسن سرحان
أخبرني، كيف بدأ كل شيء؟
لا أعرف، لم أعد أعرف، حدث ذلك منذ زمن طويل جداً، لم أعد أتذكَّر الوقت الآن، هذه هي الحياة التي أعيش. ولدتُ في البرتغال في أريسيرا التي كانت آنذاك قريةَ صيادين صغيرة غير بعيدة عن لشبونة، قرية كلها بيضاء، تقع فوق سطح البحر. بعد مدة، كان على والدي أن يغادر القرية لأسباب سياسية لكي نستقرّ في فرنسا رفقةَ أمّي وخالتي. أما جدّي فلم أرَه أبداً مرّة أخرى. كان ذلك بعد الحرب تماماً. أظن أنه مات في تلك الفترة. لكني أتذكّره جيّداً. كان صيّاداً، وكان يروي لي الحكايات غيرَ أني الآن لم أعد أتحدَّث البرتغالية إلا قليلاً. فيما بعد، عملت كـمساعد بنّاء مع أبي الذي مات بعد مدّة، وأصبح لزاماً على أمّي أن تشتغل هي الأخرى. أما أنا فقد توظّفت في شركة تتولّى إعادة تجديد البيوت القديمة. كانت الأمور تسير على ما يرام.
آنذاك كنت كغيري من الناس: لديّ عمل، متزوِّج، ولي أصدقاء. لم أكن أفكِّر بالغد ولا بالمرض ولا بالحوادث. كنت أعمل كثيراً والنقود شحيحة، لكني لم أكن أعرف أني كنت محظوظاً. مرّ وقت تخصَّصت فيه بأعمال الكهرباء. كنت أعمل بتصليح الدوائر الكهربائية ونصب الأجهزة المنزلية، الإضاءة، والتوصيلات الكهربائية. أعجبني ذلك العمل جدّاً. كان عملاً لا بأس به.
أسأل نفسي أحياناً إذا كان ما يجري لي حقيقياً، إذا كان فعلاً يجري بتلك الطريقة أو أنه كان مجرّد حلم أعيشه في تلك اللحظات. كان كل شيء في حياتي هادئاً وطبيعياً. حينها، كنت أعود إلى البيت مساءً عند الساعة السابعة، أفتح الباب فأشمّ هواء المنزل الدافئ، أو أسمع صياح الصبيان وصوت زوجتي التي ما إن تراني أدخل البيت حتى تأتي نحوي لتقبّلني. اعتدت أن أتمدّد على السرير قبل الأكل لأني أرجع إلى البيت متعباً جداً. من فوق سريري، كنت أنظر إلى السقف فأرى بقع الظل التي يصنعها فوقه ضوءُ الغرفة. لم أكن أفكّر في شيء حيث إن المستقبل لم يكن له وجود في ذلك الوقت، مثله مثل الماضي. لم أكن أعرف أني كنت محظوظاً.
والآن؟
آه، الآن تغيَّر كل شيء. المزعج أن الأمر حدث بلا مقدّمات عندما فقدت عملي بسبب إفلاس الشركة التي كنت أعمل فيها. قيل إن صاحب الشركة هو الذي كان وراء إفلاسها. كان غارقاً في الدَّيْن. رَهَن كل ما يملك. هكذا، غادر خلسةً في أحد الأيام من دون إخطار بشر، بعد أن قبض عربون عمل جديد. كنّا نطالبه براتب عن ثلاثة شهور. تكلّمت الصحف عن الأمر، لكن لم يره أحد ثانية لا هو ولا النقود. وجد الجميع أنفسهم- إذاً- معدَمين. كان ذلك يشبه حفرة كبيرة وقعنا فيها جميعاً. لا أعرف ما الذي حلّ بالآخرين. أعتقد أنهم رحلوا إلى أماكن أخرى. ربما كانوا يعرفون أناساً يستطيعون مساعدتهم.
في البداية، تصوَّرتُ الأمور ستستقيم، وأني سأجد عملاً بسهولة، لكن لا شيء من هذا حصل، لأن المقاولين يوظِّفون الأجانب والناس الذين لا عوائل لهم. هذا أسهل عندما يريدون التخلُّص منهم. أما بالنسبة للكهرباء، فلم أكن حائزاً على شهادة الكفاءة المهنية، لا أحد كان سيعهد لي بعمل وأنا على هذه الحال. هكذا مضت الشهور، وأنا- على الدوام- معدم. صار من الصعب علينا توفير الأكل ودفع أجور تعليم أولادي، فزوجتي، التي كانت تعاني من مشاكل صحية، لم تكن تستطيع العمل. لم يكن لدينا حتى المال اللازم لشراء الأدوية. بعد ذلك أعارني صديق لي، كان قد تزوَّج توّاً، عملًه. ذهبت للعمل في بلجيكا مدّةَ ثلاثة أشهر في مصهر حديد. كان ذلك قاسياً، خصوصاً أنه كان يتوجَّب عليَّ العيش وحيداً في الفندق. كسبت مالاً لا بأس به، فعن طريقه استطعت شراء سيارة ماركة بيجو، شاحنة صغيرة هي تلك التي لا زالت عندي. في ذلك الوقت، وضعتُ في رأسي فكرةَ أني مع تلك الشاحنة ربما سأستطيع أن أعمل بنقل البضائع للورش، أو أن أنقل الخضار في السوق. لكن، فيما بعد أصبح الأمر أكثر صعوبة لأني لم أعد أملك شيئاً البتة حتى إنني خسرت المساعدات المالية التي كانت الحكومة تمنحني إيّاها. أوشكنا أن نموت جوعاً، أنا وزوجتي وأطفالي. هكذا، اتَّخذت قراري بأن أصبح لصّاً. في البداية قلت لنفسي إن الأمر مؤقَّت فقط بما يسمح لي بالحصول على القليل من المال، وأن عليَّ أن أصبر. مضت الآن ثلاث سنوات وأنا على هذه الحال. أعرف أن الأمر لن يتغيَّر. لو لم يكن لديَّ زوجة وأولاد لكان بإمكاني- ربما- أن أذهب، لا أدري، إلى كندا، أستراليا، أيّ مكان. ربما استطعت أن أغيّر مكان عيشي، أن أغيّر حياتي…
وهل هم يعرفون؟
أولادي؟ لا، هم لا يعرفون شيئاً. لا أستطيع أن أخبرهم بذلك. لا زالوا صغاراً ولا يدركون أن أباهم أصبح لصّاً. في البداية، لم أكن أريد إخبار زوجتي بالأمر. قلتُ لها إنني انتهيت إلى إيجاد عمل كحارسٍ ليلي في ساحات ورش البناء. لكنها كانت ترى جيداً أن كل ما كنت أعود به عبارة عن أجهزة تلفيزيون وأجهزة ستيريو وأدوات بيتية أو آوانٍ مزخرفة وفضّيّات. كنت أضع كل ذلك في المرآب، وانتهت هي إلى أن شكَّت بالأمر. لم تقل شيئاً، لكني كنت أرى أنها خمَّنتْ المهنةَ التي كنت أمارس.
ما الذي كان إمكانها أن تقوله؟ عند النقطة التي كنا قد وصلنا إليها، لم يعد لدينا ما نخسره. كنت بين أمرين: إما أن أسرق، أو أن أتسوّل في الشارع…لا، لم تقل شيئاً. غير أنها- في أحد الأيام- دخلت إلى المرآب في الوقت الذي كنت أفرغ فيه حمولة السيارة بانتظار أن يصل المشتري. كنت قد وجدت مشترياً جيداً مباشرة، أنت تفهم، كان هو يربح كثيراً من دون أن يجازف بشيء. عنده محلّ للأدوات الكهربائية في المدينة، ومحلّ ثانٍ للأنتيكات في مكان آخر، في ضواحي باريس على ما أظن. كان يشتري كل ما أسرقه بعِشْر القيمة. كان يدفع سعراً أفضل في الأنتيكات، لكنه لم يكن يشتري كل شيء. كان يقول إن ما يشتريه يجب أن يستحقّ العناء ما دام في الأمر مجازفة. ذات يوم، رفض أن يشتري مني ساعة دقّاقة قديمة بحجّة أنه لم يكن موجوداً منها إلا ثلاث أو أربع في العالم، وأنه كان يخشى أن يتمّ التعرّف إليها عنده. أعطيت الساعة لزوجتي لكنها لم تعجبها. أظن أنها رمتها في صفيحة الزبالة بعد عدّة أيام. ربما كانت تشعر بالخوف منها. نعم، في ذلك اليوم إذاً، وبينما كنت أفرغ حمولة الشاحنة في المرآب، وصلت زوجتي. نظرت إليَّ. ابتسمت قليلاً، لكني كنت أشعر جيداً أنها كانت حزينة في داخلها. قالت لي فقط، وأتذكَّر ذلك جيداً: لا خطرَ في هذا الذي تفعل؟ شعرتُ بالعار، قلت لها: لا، وطلبت منها المغادرة لأن المشتري كان على وشك الوصول، ولم أكن أرغب بأن يراها. لا، لم أكن أريد أن يعرف أبنائي هذا، ما زالوا صغاراً. هم يظنون أني أعمل مثل السابق. الآن أقول لهم إني أشتغل ليلاً، وإني لهذا السبب ملزم بأن أتركهم في أثناء الليل، وأن أنام جزءاً من النهار.
– هل تحبّ حياتك هذه؟
– لا، في البداية لم أكن أحبّ هذا أبداً، لكن، الآن، ما الذي أستطيع فعله؟
– تخرج كل ليلة؟
هذا يعتمد على الأماكن. هناك أحياء يهجرها أهلها في الصيف، وغيرها تخلو في أثناء الشتاء. مرات أبقى وقتاً طويلاً من دون أن أخرج، إذ يجب عليَّ أن أنتظر مخافةَ أن يُقبَضَ عليّ. لكن، أحياناً، نكون بحاجة إلى المال من أجل شراء الملابس أو الأدوية أو عند وجوب دفع بدل الإيجار أو فاتورة الكهرباء. لا بدّ حينها من أن أتصرف. أبحث عندها عن الموتى.
– الموتى؟
– نعم، أنت تعرف، تقرأ الصحيفة وعندما ترى أن أحد الأغنياء قد مات، تعرف أنه سيكون بإمكانك زيارة المنزل يوم الدفن.
هكذا تعمل عموماً؟
– حسب الوضع. ليست هناك قاعدة. مرات لا أسرق إلا ليلاً، لا سيّما عندما تكون السرقة في الأحياء البعيدة لأني أعرف أني سأكون على راحتي. أحيانا أستطيع السطو في النهار نحو الساعة الواحدة بعد الظهر. عموماً لا أريد عملَ ذلك نهاراً. أنتظر الليل أو الفجر، كما تعلم، حوالي الثالثة أو الرابعة صباحاً، هذه أفضل ساعة تخلو فيها في الشوارع، حتى الشرطة ينامون في تلك الساعة. لكني لا أدخل أبداً بيتاً فيه أحد.
– كيف تعرف أن لا أحد في البيت؟
هذا يُرى مباشرة، خصوصاً عندما تعتاد السطوَ على البيوت. هناك علامات: الغبار الذي أمام الباب، الكراسي المهجورة أو الصحف المتراكمة أمام صندوق الرسائل.
– تدخل عن طريق الباب؟
– عندما يكون الأمر سهلاً، نعم، أكسر القفل أو أستخدم مفتاحاً مزيَّفاً. إذا لم ينجح ذلك، أحاول المرور عبر النافذة. أكسر الزجاج بمطرقة صغيرة، وأعبر من النافذة. أرتدي دائماً قفازات كي لا أترك آثاراً، وأيضاً كي لا أجرح نفسي.
وأجهزة الإنذار؟
عندما يكون الأمر معقَّداً، أصرف النظر عن السرقة. لكن، عموماً، هذه الأشياء بسيطة تراها من النظرة الأولى، ليس عليك سوى أن تقطع التيار.
ما الذي تفضِّل سرقته؟
أنت تعلم، عندما تدخل، هكذا، بيتاً لا تعرفه، يصعب عليك تحديد ما سوف تجده. يجب عليك أن تنجز العمل بسرعة، هذا كل ما في الأمر، فقد يرصدك أحدهم. تأخذ -إذاً- ما يسهل بيعه، ولا يجلب المشاكل، التليفزيونات، أجهزة الستيريو، الأدوات المنزلية أو الفضيات، التحف، شرط ألا يتراكم بعضها فوق بعض، اللوحات، الفازات، التماثيل.
– المجوهرات؟
– لا، ليس غالباً. على أي حال عندما يسافر الناس لا يتركون مجوهراتهم خلفهم. زجاجات النبيذ هي أيضاً مغرية ذلك أنها تُباع جيداً. ناهيك عن أن الناس لا يعيرون انتباهاً كبيراً إلى مخازن نبيذهم، ولا يضعون عليها أقفال أمان. هم لا يراقبون كثيراً ما يحدث هناك. ومن ثَمَّ يجب تحميل ذلك بسرعة وترك المكان. لحسن الحظ، لدي سيارة، بدونها ما كنت لأستطيع إنجاز العمل. لولاها لكان لزاماً عليّ أن أنضمّ إلى عصابة، وأصبح بذلك لصّاً حقيقياً. لكن هذا ما كان ليرضيني؛ لأن أفراد العصابات يسرقون- حسب ظني- من أجل المتعة أكثر من الحاجة، هم يريدون أن يغتنوا. إنهم يبحثون عن أقصى ما يمكن، أن يقوموا بأكبر سرقة، بينما أنا أسرق كي أعيش، ومن أجل أن أوفِّر لزوجتي وأطفالي ما يأكلونه ويلبسونه، ولكي يحصل أولادي على تعليم مناسب ومهنة حقيقية.
إذا وجدتُ عملاً ثانياً، سأتوقَّف مباشرة عن السرقة. سيكون بإمكاني ثانية أن أعود إلى بيتي هادئاً في المساء، وأن أتمدَّد على السرير قبل العشاء، وأن أنظر إلى بقع الضوء على السقف من دون أن أفكر في شيء، من دون أن أفكر في المستقبل، من دون أن أخشى شيئاً…
الآن لديّ شعور أن حياتي فارغة، وأن لا شيء خلف هذا، مثل ديكور فارغ. البيوت، الناس، السيارات، لدي إحساس أن كل هذا مزيَّف وشكلي، وأنه سيأتي يوم يقال لي فيه إن كل هذا ملهاة، وإن الأمر لا يعني أحداً. من أجل أن لا أفكر في هذا، أخرج بعد الظهر إلى الشارع، وأبدأ بالسيرِ كيفما اتَّفق، أسير، أسير تحت الشمس أو تحت المطر، وأشعر بنفسي غريباً كما لو كنت قد وصلت توّاً بالقطار، وأني لا أعرف أحداً في المدينة، لا أحد.
– وأصدقاؤك؟
– أوه، أنت تعلم حالَ الأصدقاء عندما تكون لديك مشاكل، وعندما يعرفون أنك فقدت عملك، وأنك لم تعد تملك المال. في البداية، هم لطيفون، لكن بعد ذلك يخشون أن تأتي لتطلب منهم نقوداً، ﻓ…
أنت لا تنتبه كثيراً حتى يأتي يوم تلاحظ فيه أنك لم تعد ترى أحداً منهم وأنك بتَّ بلا معارف…حقيقةً، كما لو كنت غريباً، ونزلت توّاً من القطار.
– تعتقد أن الحال سيعود كما كان؟
– لستُ أدري… أحياناً أفكِّر أنها لحظة صعبة وستمضي، وأني سوف أستأنف عملي في البناء أو في الكهرباء، كل ما كنت أمارسه في السابق… لكن في أوقات أخرى، أقول أيضاً لنفسي إن هذا لن ينتهي أبداً، أبداً لأن الأغنياء لا يفكِّرون بأولئك الذين هم في الشقاء. يسخرون منهم، ويحتفظون بغناهم لأنفسهم، منعزلين في بيوتهم الفارغة، في خزناتهم. من أجل أن تكسب شيئاً منهم، من أجل أن تكون لك فضلاتهم، يلزمك أن تدخل بيوتهم، وأن تأخذ منهم ذلك الشيء بنفسك.
– ما الذي تشعر به عندما تفكِّر أنك أصبحت لصّاً؟
– إذا كنت أشعر بشيء فليس سوى الخوف والإحباط. أشعر أن الهموم تسحقني. أحياناً، عندما أعود في المساء إلى المنزل في ساعة العشاء، أرى أن الأمر لم يعد كما في الماضي، ليس غير ساندويشات باردة آكلها وأنا اشاهد التلفاز مع الأولاد الذين لا يقولون شيئاً. حينها، ألاحظ أن زوجتي تنظر إليّ من دون أن تقول شيئاً هي الأخرى، لكنها تبدو متعبة جداً، عيناها رماديتان وحزينتان. أتذكَّر حينئذ ما قالته لي في المرة الأولى عندما سألتني إن كان في الأمر خطورة. كنت قد أجبتها بالنفي، لكن ذلك لم يكن صحيحاً؛ لأني أعرف جيّداً أن مشكلة ما ستحصل ذات يوم. سبق أن حصل ذلك ثلاث مرات أو أربع، كاد الأمر فيها ينقلب إلى مأساة. حدث في تلك المرات أن أطلق عليَّ أناس الرصاصَ من مسدَّساتهم. ولأني أرتدي السواد الكامل فوق ملابسي، ولديَّ قفازات سود وغطاء رأس، فإنهم، لحسن الحظ، أخطاوني؛ لأنهم لم يروني في الليل. لكن، ذات مرة سيحصل المُقَدَّر، ذلك حتمي، سيحصل لا محالة. رُبَّما هذه الليلة. ورُبَّما غداً. من يحزر؟
محتمل أن تلقي الشرطة القبض عليّ، وسأقضي سنوات في السجن، وربما لن يكون بإمكاني الجري بسرعة كافية، عندها سيطلق أحدهم النار عليّ، وسألقى حتفي. إنها هي التي أفكّر فيها، زوجتي، أفكِّر بها لا بنفسي، أنا لا أساوي شيئاً، لا أهمية لي. أفكّر أيضاً بأولادي. ما الذي سيصيرون إليه؟ ومن سيفكِّر بهم على هذه الأرض؟ عندما كنت لا أزال أعيش في أريسيرا، كان جدي يعتني بي جيداً. أتذكَّر قصيدة كان يغنّيها لي غالباً، وأتساءل: لماذا أتذكَّر هذه القصيدة من دون غيرها؟ ربما ذلك هو المقدَّر والمحتوم؟ هل تفهم البرتغالية قليلاً؟ هكذا كانت تنشد القصيدة، استمع:
أيها اللّص، أيها اللّص،
أيَّة حياة هي حياتك؟
أكلٌ وشربْ
سيرٌ في الشارع.
كان الوقت منتصف الليل
عندما جاء اللّص
طَرَقَ الباب ثلاث مرات.
_________
*مجلة الدوحة