*
هل ترى المرأة ما لا نراه، أم إن في عينيها من الألوان ما تستطيع هي وحدها أن تراه؟.. خمس رسامات؛ اثنتان من الهند واثنتان من سورية وواحدة من هولندا.. جغرافيات مختلفة، ولكن جمعهن البحث عن الألوان، وجمعتهن الرسامة الكندية سانثيا ريتشارد في معرض واحد في الغاليري الذي تشرف عليه وهو «غاليري آرت كوتور» الكائن في نادي الغولف في دبي، برعاية مجموعة الرواد للإعلام. بدأ المعرض في 19 أبريل/نيسان الماضي، ويستمر حتى 5 مايو/أيار الجاري.
يطرح المعرض وجهات نظر متباينة عن الفن. لا تحتاج الفنانات إلى اللغة، فهي موجودة في الألوان. تحاول الفنانات الخمس أن يعبّرن عن حقيقة واحدة؛ وهي ما تراه العين من أعماق النفس البشرية، ويستخرجن ألوان لوحاتهن: فيجي راماتشانداران من الهند تقدم مجموعة من اللوحات تحت عنوان «الثوب القرمزي». إنها ترسم البورتريهات تجريديةً تغوص في أعماق ملامح الوجه، وتستشرف قلق كل شخصية. وتذهب إلى أبعد من الشخصيات إلى أعماقها. وقد رسمت الفنانة جداريات للأطفال، وتقول: إنني امرأة، وأشعر بآلام النساء وأفراحهن، وهي آلامي وأفراحي. إنني أستوحي من النساء القويات من حولي. أرى الحياة من خلال عيونهن، ووجوههن عبارة عن خريطة لمصائرهن. إنني أكرمهن من خلال البورتريهات. شيرين أبراهام من الهند أيضاً، تشترك بمجموعة من اللوحات تحت عنوان «إنها في التفاصيل»، وهي تعلمت الرسم تعلماً ذاتياً، إنها فنانة تجريدية تقيم في دبي، وتخوض أساليب التجريب المختلفة التقنيات. وقد استقت لوحاتها من الموسيقى ونكهات الطعام. وهي تعتقد أن الألوان يمكن لها أن تشفي الأمراض. لذلك تستخدم في لوحاتها الألوان المريحة، وتمزج بين الرسم ووسائل الميديا المختلفة من أجل خلق لوحة حداثية.
مايسة محمد من سورية، تشترك بمجموعة من اللوحات تحت عنوان «ملك الأطراف»، وهي فنانة اهتمت بالصوفية والطبيعة في لوحاتها. حازت مؤخراً الجائزة الثانية في بينالي صالون الخريف العاملي في القاهرة. تقول: أحاول أن ألقي الضوء على الأطراف المؤثرة في هذا البحث. من خلال الرأس، واللسان، والقلب، ورسمها بشكل تفصيلي، يُظهر أهمية كل طرف في الإنسان ككل. لوحاتها تحاول أن تقيم توازناً بين الحلم والحقيقة. ألوانها تسرد هذا البحث الذي يضيء الجوانب المظلمة في أعماقنا. أما مواطنته
ا جوسلين يوسف فتشترك بمجموعة من اللوحات تحت عنوان «عالمي في ألوان»، استوحت من عوالم القرية الكثير، وخاصةً أفراحها وأعراسها. وهي تحاول أن تصور ذلك من خلال الألوان وطريقة امتزاجها في الحياة. بدأت الرسم قبل خمسة أعوام فقط، ولكنها برعت في إظهار الجمال الداخلي للشخصيات التي ترسمها. تحتوي ألوانها على فكرة السعادة والمرح والنجاح، واستطاعت أن تشكل خطوطها الخاصة عبر رؤية الواقع كما تراه عين امرأة.
ديزيريه ريدر من هولندا، عنوان مجموعتها هو «مشكال». تتميز لوحاتها بديناميكية خاصة في الطبيعة والناس والحيوانات، وأسلوبها يتميز بالألوان الصارخة. تحاول في لوحاتها أن تسبر أغوار العواطف الإنسانية، وتستوحيها من الحياة الحقيقية. وهي لا تؤمن بأن اللوحة يجب أن تُفرح المشاهد، بل يجب أن تمس روحه. عاشت سنوات طويلة في العالم العربي؛ ما جعلها تفهم واقع الناس وهمومهم. وقد قامت «رواد ميديا» بنقل افتتاح المعرض على الهواء؛ ما أتاح للكثيرين مشاهدة حفل الافتتاح بشكل مباشر، وعرض فيلم يتناول الأعمال المقدمة في المعرض، ورؤية كل فنانة لمجموعة اللوحات المشاركة بها.
____
*مجلة الصدى