امْرأةٌ مُلْتبِسَـة


*محمد الزهراوي

( ثقافات )

امْرأةٌ
مُلْتبِسَـة..
باذِخٌ لَيْلُكِ معَ
النُّدامى !..
نجْمَةٌ لا تَموتُ
تحْلُمُ بالوِدْيان في
سُفوح أنْدَلُسٍ.
بيْني وبيْنَكِ أفُقٌ
وأُصارِعُ ريحاً حتّى
أرى وَميضَكِ..
أقولُ الآنَ تدُقُّ
مِنَ اللّيْلِ السّاعةُ
الأخيرَةُ ويَبْدَأُ
النّهـار.
كَـمْ أبْحثُ
عَنْكِ فـي
قفْرٍ وأنا بيْن
ي د ي ك !
أنْتِ مَنْ هَمّ
بِيّ فــي ..
زوايا مُظْلِمَـةٍ
وفَوْقَ السّطوحِ..
أوْ هكَذا أحْلُمُ عَلّكِ
تعْبُرينَ سَمائي
كغَيْمـَةٍ أو
صُراخٍ خِلالَ
قُرونٍ أوْ
بعْد قَليـل .
أنا رأْسُ كِبْرِيائكِ
الْمَقْطوعُ..
وقْتي لا يَمَلُّ
انْتِظارَكِ
أنْتِ امْرأةٌ مُلْتَبِسَة .
كَمْ شَرّدْتِ
في الفَيافي
مِن نَهْـرٍ ..
فكَيْفَ أرى في
الدّروبِ صَهيلَكِ ؟
أيْنَ أمْضي وَقَد
تَوَرّطْتُ مَعَكِ
في الإثْـم..
كُلُّكِ غابَةُ أمْداحٍ
وأغانٍ وأقاحٍ؟
وَحيداً أوغِلُ
خَلَفَ قِمَمِ
أقاصيكِ الذّهَبِيّةِ..
مِثْل نَفَقٍ.
تَدورُ بِيَ الأرْضُ
وَتَنْأيـْنَ !
كَأنّما أنـْتِ
الْجُزُرُ التي
يلوحُ لِيَ: دَ مُ هَ ا
دائِماً تُثيرينَ
فِيّ جَـَدلاً.
أرى لَكِ صَخَبَ
الأنْهـار.
وقَدِ اكْتَمَلَ في
الظّلّ حَياءُ
رُكْبَتِيْكِ البِكْر.
دائِمـًا تَموجُ
بِحَقْوِك الأغاني
وما زالَ في
رَمْشِكِ إعْياءٌ
وَفي كَفلِكِ رَمَقٌ ِ
لتَسْلِيّةِ البَحـْر.
كُلّ نَصٍّ فيكِ
يَنِمُّ بِذلـِكَ
فوَجْهُكِ أشْهى
مِــْن
لُجَيْنٍ ورَغيـف.
دائِماً لَكِ صَدى
الأسْطورَة والغَلَبَةُ
في الكُحْل.
و حدْى أعْزِفُ
لَكِ ترْنيمَةَ اغْتِرابي.
ضاعَتْ أشْرِعَتي
فـي هذا
الْبَيْنِ..فَسدَ
الأمْرُ كُلّهُ إذْ ضيّعَ
عُمْرَكِ غاصِبوا
الجَمالِ لَيْلَــةَ
الرّابِعَ عشَرَ مِن…
ساقوكِ سَوْقَ
السّوائِمِ فطَيّرَتْني
الرّيحُ مَـعَ
الْحُلْمِ حَيْثُ لا
أعْلَمُ وطارَتْ .
كَأنّما وحْدي
الْمدْعـُوُّ
إلـى بُعْـدِكِ
الفَضيـع.
في النّوْم أحْلامُكِ
تتَسَلّـلُ إِلَيَّ..
وفي رَأسـي
يُعَرْبِـدُ صَدى
عُرْيِكِ الماطِرِ
كَما في
أعْراسٍ بَعيدة .
أنْتِ البَحْرُ..
وحْدي عَلى
الشّاطِئ اُسَرِّحُ
بقَرَ زَبَدِكِ
إِلى أنْدَلُسٍ..
بِبَسماتِكِ في
عَتْمَةٍ ..
أُضيءُ الأرْجاءَ.
لكَأنّكِ نَديمي
هـا أنـا
أنُـُّز بِلَغْوِكِ
الحَضارِي ! ؟
أسْئِلَةُ الرّحْلَةِ
لا تنْتَهـي..
وَجَوادي دائِماً
في حـالـَةِ
هُيـامٍ إلى الغَيْبِ
يتَقَصّـى
أحْلامَ جِرارِكِ
التي خـلْـفَ
آفـاقٍ مُسَوّرَةٍ
بِعُـواءِ القِفارِ
النّابِحَةِ كأَنّما
دونَها فَيالِـقُ
اللّيْـلِ
والرّعْدُ الْماطِرُ
وَالأسْـلاك !

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *