*إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله
في الوقت الذي سيصدر فيه كتاب عن والدها الشاعر بول إيلوارد للمرة الاولى باللغة الانكليزية تستعيد سيسيل إيلوارد 95سنة؛ شبابها الذي أمضته بين عباقرة مثل ماكس إيرنست ؛ سلفادور دالي ومارسيل دوجامب.
وبسبب كونها ابنة اشهر السورياليين ؛بول إيلوارد فان طفولتها كانت حتماً أمراً استثنائياً . وقد نشأت سيسيل في منزل العائلة في ايوبون / شمال باريس في اواخر اعوام العشرينات من القرن الماضي ؛وكان ماكس أيرنست – الدادائي الالماني ؛يرسم على الجدران إضافة الى نومه مع والدتها.
وتتذكر قائلة : “لقد صبغ إيرنست على الجدران ؛وتقريبا في كل غرف الدار”. وإيرنست الرسام الالماني ؛غدا افضل صديق لبول إيلوارد ؛وكان في الثلاثين من عمره إضاقة الى كونه عاشقاً لوالدتها غالا .وتقول :”لقد عشنا جميعاً معاً وبشكل طبيعي لعدة اعوام ولا اتذكر اني اعتبرت ذلك الامر غريبا”..
وبسبب حياتها ونشأتها مع عدد من ابرز الفنانين اللامعين في القرن العشرين فانها بالتأكيد تمتلك الكثير من الذكريات ولكنها تبدوا متمنعة عن الحديث عند الطلب منها ومع ذلك فأن هناك جيشاً غفيرا من المؤرخين مازالوا مسحورين بالحركة السوريالية والتي سيطرت على اوروبا في المرحلة الزمنية مابين الحربين العالميتين . وتمتلك إيلوارد كنزاً من الذكريات ولكنها أصبحت مؤخرا لاتحب مشاركة الاخرين بها . وهي طوال حياتها لم توافق الا على ثلاثة لقاءات اجريت معها . وبمناسبة صدور طبعة جديداً لكتاب اطفال كتبه والدها الشاعر (1951) احست برغبة للتحدث .
واحب الذكريات اليها كانت مع بيكاسو كصديق مقرب وكان يأخذها لمباريات الملاكمة وتقول انه لم يكبر قط ولم احس مرة بفارق السن بيننا (40 سنة) وكنا نذهب لنسبح معاً وكان بإمكاني زيارته متى ماشئت في الاستديو العائد له في شارع غراندز اوغسطين في باريس وكان حيوياً وذكياً جدا.
وكان والدها بول ايلوارد وغالا ،التي كان اسمها إيلينا إيفانوفا دياكونوفا قد التقيا في سويسرا عام 1913 وكان والدها في الـ18 سنة وهي في الـ 19من عمرها ؛وتزوجا في عام 1917 . وبعد عام من ذلك انجبا سيسيل وهي الابنة الوحيدة للزوجين .وكانت ماتزال طفلة لا تجيد الا بعض الكلمات عندما التقى والدها بماكس إيرنست في عام 1921. واللوحات الجصية لإيرنست في العشرينات من القرن الماضي فقدت معظمها ؛ وعندما اخبرت سيسيل زوجها عن تلك اللوحات على الجدار بعد عدة عقود من الزمن سافرا الى حيث البيت القديم والذي كان يسكنه آنذاك صائغ مجوهرات اواخر العشرينات واستطاع زوجي من تأجير المنزل من الصائغ لثلاثة اشهر واستعان بأحد العاملين في البناء لتقشير ورق الجدران الذي كان يغطي جدران المنزل واستعادة جصيات إيرنست ؛ وفي المساء الذي سبق موعد مغادرة العامل سقط بعض الجص من السقف وظهرت لوحة اخرى لماكس إرنست وكانت سيسيل لاتعرف عنه شيئاً وكانت تمثل راقصة بالية عارية في زورق واتصلت سيسيل بايرنست الذي كان سعيداً جداً لرؤية تلك اللوحة القديمة .وقد وقع ايرنست على تلك اللوحات الجصية مقابل مبلغ من المال ثم اجري مزاد عليها واشترت (فرح ديبا) زوجة شاه ايران القطعة الاكبر ؛ وهي تعرض حالياً في متحف الفن الحديث في طهران .
وعن سؤال . لماذا لم تحتفظ هي بتلك الكنوز ؟
قالت : “لم اكن في يوم ما غنية جداً اوعلى الاقل غنية بقدر ماتستحق واليوم قد انتقل الى رحمة الله كل من كانت له علاقة بالامر” . وكان لبول الوارد هاوٍ لجمع اللوحات والكتب ويرتاد الاسواق الفنية وقد يكون ذلك أن الشعر لايمنح ثروة لصاحبه وهو بالتأكيد كان يريد دعم وضعه المادي بشراء وبيع اللوحات الفنية وكان يملك ايضاً مجموعة ضخمة من الكتب التي تعود الى عصر النهضة . وبعد وفاته باعت ارملته مجموعة الكتب تلك ومراسلات الشاعر الخاصة قطعة بعد اخرى وعاشت مرفهة بعد ذلك .
ولكن ماذا عن والدتها غالا التي تركت الوارد وتزوجت سلفادور دالي وكانت ايضاً ملهمة الاسماء مثل لوي ارغون واندرية بريتين.
أجابت : “بعد مقابلتها لدالي في 1929لم تعد تهتم بي . وكنت في الحادية عشرة من عمري.”
وعاشت سيسيل بعد ذلك مع جدتها وكانت تزور والدها بانتظام ووالدتها مرتين في العام .
ومع الاجتياح الالماني لفرنسا ؛ غادرت سيسيل باريس الى الجنوب حيث كانت والدتها تملك منزلاً هناك.
__________
* الديلي تلغراف