5 نصائح للكتابة من بيكو آير*


**ترجمة: ميادة خليل

منذ بضعة أسابيع, زار الكاتب بيكو آير جامعة تشابمان للحديث عن الإبداع. لم يكن توقيت زيارته جيدا بالنسبة لنا ونحن نستعد لعطلة صيفية, تفرغ, أو حتى لمجرد الراحة من حياة الكتابة. هذه المبادئ الخمسة يمكن ضبطها مع حياة الكتابة لمساعدة أي شخص على إعادة النظر في أولوياته وتحسين استخدامه للوقت لخدمة أولوياته الحقيقية.

التراجع الكبير 
يمضي بيكو آير ثلاثة أشهر من السنة في منطقة نائية نوعا ما في اليابان, حيث يعرف عددا قليلا من الناس الى جانب عائلته, لا يعرف اللغة, ولا يوجد تواصل سهل مع الأنترنت. هناك, كل التزاماته هي الكتابة. هناك, هو الى مكتبه كل يوم.
ألا يريد الكاتب أن يكون شخصاً يكتب كل يوم, بغض النظر عن المكان, المهام الأخرى التي يجب القيام بها, بغض النظر عن الضجيج الذي يحيط به؟ لكن, يوما بعد يوم تصبح الحياة اليومية معقدة ومليئة بالأحداث. التراجع الكبير هو التزام كبير, يشكو ما قبله. الكاتب يكتب أكثر بكثير خلال تلك الفترة بعيداً عن الروتين اليومي, وهذا التركيز الطويل جيد, خاصة للمشاريع الكبرى.
جهاز السبت
يوم واحد في الأسبوع, يوم راحة, يتخلى فيه آير عن معظم الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي أصبحت جزءا من حياتنا اليومية على مدى العقود الماضية. لا هاتف, لا آي باد, لا كيندل, لا كمبيوتر. لفت آير الانتباه الى أن أكثر الأشخاص نشاطاً في مجال التكنولوجيا هم أكثرهم أهتماماً في الانفصال عنها. بدلاً من التفكير في راحة أسبوعية مليئة بالقيود, يمكن أن تكون راحة ليوم واحد من أجل تجديد النشاط ومكافاة نفسك. إذا لم تكن قادراً على أخذ يوم راحة الكترونية كل أسبوع, ربما يجب عليك هذا الآن. من المحتمل أن هذا سيساعدك على القراءة وخلق صداقات. وكل هذه الأشياء جيدة بكل تأكيد.
تعطيل الأنترنت
يقضي بيكو آير خمس ساعات في الكتابة الى مكتبه يومياً. يسمح لنفسه بتشغيل الأنترنت بعد أن ينتهي من عمله. هو حذر, خاصة من البحث في غوغل عن تفاصيل أثناء الكتابة لأنه من السهل أن تصبح محاصراً في بحث واحد يقودك الى آخر، ومن ثم قراءة بريدك الألكتروني. بدلاً من ذلك, يستخدم آير الـ “TK” ــ اختصار للصحيفة الألكترونية ــ كبديل عن المعلومات غير المتوفرة أو الناقصة, كدفتر لمراجعة حقيقة معينة قد كتبها من قبل. عندما يقوم آير بكتابة ملاحظاته اليومية, يرغب في الاستمرار قدر استطاعته في جلسة واحدة.
توقيت المهام التي يجب القيام بها. تعطيل الأنترنت له علاقة بالأولويات. الكتابة قبل البريد الألكتروني والفيسبوك إشارة الى أولويات الكاتب وكيفية تعامله مع الوقت. 
مهرب الراحة القصيرة
عندما يكون بيكو آير في اليابان, يمشي الى صالة الألعاب الرياضية, ثم يمشي الى المنزل. يتحدث عن هذا النشاط كجزء من عملية التفكير والكتابة أكثر منه كجزء لرغبته في صحة بدنية جيدة. لذا هو يقضي 5 ساعات من يومه, يجلس الى المكتب, ويردد دائماً أن عمله الفعلي لا ينجزه الى المكتب. في الحقيقة, هو ينظر الى مكتبه على أنه مكان يعمل فيه على التفاصيل, ومستوى الجملة. الراحات القصيرة هي تغييرات كبيرة, على حد قوله.
التفكير في مهرب الراحة القصيرة كعادة يجب تعلمها في يومياتنا, بدلا من الركود, أعد تشكيل عقلك. لكن الراحة القصيرة قد تكون إحدى أهم متطلبات عملية التفكير والكتابة.
الكتابة باليد
يكتب بيكو آير بيده. يكتب ملاحظاته بيده, ويكتب كل مخطوطاته باليد. ملاحظاته اليومية هي جمل كاملة وفقرات, مسودة بالفعل, لكن بعد سنوات من صقل هذه المسودات, يعود فقط الى التحقق من الأحداث وإستعادة التفاصيل, الملاحظات, على الرغم من أنه يتعامل معها بجدية, ليست مهمة مثل الذاكرة, ولهذا هو يكتب من الذاكرة. لكن بالطبع, كتابة الملاحظات هي طريقة للتوقف والتذكر ووضع الذكريات في كلمات عندما تتشكل تلك الذكريات.
من السهل التخلي عن عادة الكتابة باليد, هي ليست جزء من الأساس العام الذي يوجه تعليم أطفالنا. لكن الدراسات تبين أن الكتابة باليد تحسن الذاكرة, تماماً مثلما يدعي آير. الطباعة مباشرة على جهاز الكمبيوتر أسرع, لكن التباطؤ قد يُحسن الكتابة. وبالطبع, تحويل نسخة مكتوبة باليد الى نسخة مطبوعة يضيف خطوة مراجعة ويجعل النسخة تبدة منسقة بعناية.
خواطر النهاية
كل كاتب يمكنه تطوير عاداته ونهجه الخاص. ما يصلح لــ بيكو آير قد لا يصلح لنا, وما يصلح لنا منذ 5 سنوات قد لا ينجح مرة أخرى. جاذبية هذه الخيارات الخاصة للكتابة في أنها ربما تُعرف الكتابة على إنها أولوية في حياتنا اليومية وربما لزيادة الوعي بالنسبة لخياراتنا حول كيفية قضاء وقتنا, وكيفية العيش ككاتب أو كاتبة. حتى لو كنت لست كاتباً, التراجع الكبير أو جهاز السبت قد يكون هو فقط كل ما تحتاجه لإعادة صياغة أسلوبك في قضاء وقتك.
المصدر: Huffpost Books 
بيكو آير: 11 فبراير 1957 هو كاتب وروائي بريطاني المولد, هندي الأصول. كتب العديد عن موضوع تلاقي الحضارات. يكتب المقالات في التايم منذ 1986 . من اهم اعماله: “فيديو ليلة في كاتماندو”, “السيدة والراهب”, و”الروح الكونية”. 
______
** العالم الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *