ينشر أحد المواقع الإلكترونية إعلانا بـ»بيع القصائد والشعر والخواطر مقابل المال»، تحت عنوان «نسعى فى خدمتكم بسرية تامة جداً»، حيث يستطيع أي شخص «طلب ما يريد، سواء قصيدة، أو ديوانا كاملا، مقابل المال وبعدها ينسبها، أو ينسبه، لنفسه مع تأكيد الموقع أن الأمر سيكون فى سرية تامة».
الإعلان يشير إلى فداحة الهشاشة والرداءة التي راحت تعم الأوساط الثقافية العربية، حيث كل شيء قابل للبيع والشراء، بطريقة مباشرة لا تخلو من الاستخفاف بالإبداع، والعبودية على الصعيد الإنساني..
«الدستور» تنشر «مقتطفات» من الإعلان، ليس من باب الترويج، ولكن من باب التأشير إلى مكمن الرداءة، فتحت عنوان «مميزات الديوان المطبوع»، نقرأ ما يلي:
«كتابة جميع القصائد بقلم شاعر واحد وأسلوب واحد ومسار واحد أو شاعرين حسب الرغبة. كتابة القصائد على قوافي سلسة ورائعة ونادرة أحياناً. التنويع في عدد أبيات القصائد حيث تترواح بين 5 أبيات إلى 30 بيتا وحسب الرغبة. التنويع في أغراض القصائد مثلاً: قصيدة في المدح، وقصيدة في الغزل، وقصيدة في العتاب، وقصيدة في الحكمة، وقصيدة في المعاناة، وهكذا.. وحسب المواضيع التي تطلبها. التنويع في بحور الشعر. يحق لك لاحقاً طلب قصيدة أو قصائد بنفس أسلوب الشاعر. تكون الـ 30 قصيدة ملكا لطالبها ويحق له بيع بعضها أو بيع الديوان المطبوع بكامله لشخص آخر يطرحه باسمه أو إهداؤه والتصرف فيه كما يشاء. نضمن ونتعهد لك سرية القصائد وهي تحت مسؤوليتنا كافة. مدة كتابة الديوان المطبوع شهر واحد، وسعر الديوان المطبوع خمسون ألف ريال فقط».
وإذا أراد شخص ما «احتكار شاعر» فهذا أمر ممكن وفق الشروط التالية: دفع مبلغ قيمة الاحتكار وقدره مليون ريال. عمل عقد مع الشاعر لمدة خمس سنوات بأن يتنازل لك عن حقوقة الشعرية ولا يكتب لغيرك نهائياً وأن لا يظهر في وسائل الإعلام طوال هذه الفترة إلا بموافقة المحتكر. يكون العقد خمس سنوات وقابل للتجديد عند رغبة المحتكر في التجديد. يشترط على الشاعر كتابة كل ما يريده المحتكر من مواضيع وطلبات في أي زمان ومكان. يشترط على الشاعر الالتزام بالسرية والخصوصية التامة لمن يكتب له القصائد.
وثمة، ضمن الإعلان نفسه، عرض بـ»قصائد المسابقات»، حيث تكتب القصيدة وفق المميزات التالية:
«نكتب القصيدة بأجزل وأجمل المفردات والأساليب والصور الشعرية. نكتب القصيدة على بحر يناسبها ويناسب موضوعها وألفاظها. تكون القصيدة مكثّفة شعرياً وتحتوي على مادة دسمة. تكون القصيدة بعيدة عن الألفاظ والقوافي المستهلكة. تكون القصيدة ذات موضوع مميز لم يطرقه أحدٌ قبلك في المسابقات أو حسب الموضوع الذي تطلبه. تعرض القصيدة بعد كتابتها على 3 نقاد بسرية تامة وكل على حدة لإخراجها بأجمل صورة. نضمن لك بإذن الله تعالى إجازتها بكل قوة من لجان تحكيم المسابقات بشرط أن تجيد إلقاءها أمام اللجنة. تكون القصيدة خاصة وحصرية لك ولا تعطى لغيرك نهائياً
– الدستور