ملهمة إبراهيم ناجي الحقيقيّة في قصيدة «الأطلال»



د.يوسف بكّار



(1)

إبراهيم ناجي الطبيب الشاعر والشاعر الطبيب (1898-1953) معروف، وكان من الدّعاة إلى تأسيس رابطة الأدب في مصر وأول رئيس لها.
أما قصيدته «الأطلال»، وهي من ديوان «ليالي القاهرة» (1)، فالأكثرون لا يعرفون سوى أنّها الأبيات التي غنّتها «أم كلثوم» (نيسان 1966)، في حين أنّها طويلة في اثنين وثلاثين مقطعاً رباعيّاً ومقطعين في ثلاثيّات (ثلاثة أبيات) هما الثالث والعشرون والسادس والعشرون جميعها من بحر واحد (الرّمل) وقوافٍ شتّى، فضلاً عن بيتين مجزوءين من البحر عينه ملحقَين بالمقطع الثالث والعشرين، ومثلهما بعد المقطع السادس والعشرين، فيكون عدد أبياتها مئة وأربعة وثلاثين، وربّما وُصفت لطولها هذا، بالملحمة.
أمّا ما غنّته أمّ كلثوم منها، وهو أشدّها أسراً، فأبيات مصطفاة، كما كان ديدنها، عددها خمسة وعشرون؛ فضلاً عن سبعة أبيات من قصيدة «الوداع» من ديوان «وراء الغمام» (2) بدأتها بمطلع الأطلال:
«يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهَوى».
وأنهتها بالمقطع التاسع والعشرين كلّه:
«يا حبيبي كلّ شيء بقضاءْ
ما بأيدينا خُلقنا تعساءْ
ربّما تجمعنا أقدارُنا
ذات يومٍ بعد ما عزّ اللّقاء
فإذا أنكر خِلٌّ خلّه
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌّ إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظّ شاء» (3).

(2)


جوهر هذا المقال، كما العنوان، عن ملهمة الشاعر الحقيقيّة في نظمه «الأطلال» تحديداً، ولا شأن لنا بقصائد أُخرى كثيرة نظمها في عدد من الفنّانات والممثلات والشاعرات وغيرهنّ، سمّى صالح جودت عدداً منهنّ وذكر القصائد التي نظمها الشاعر فيهنّ، وقال إنّها «تحايا لا ترقى إلى مستوى الحبّ، وإنّما تقف عند حدّ الإعجاب» (4). ووصفه الشاعر والناقد حسن توفيق، أولُ باعث حقيقي لآثاره الشعريّة والنثريّة، بأنّه كان «فراشة حائرة تنتقل من غصن إلى غصن عساها أن تجد بديلاً عن (الزّهرة) التي كان ينشدها، لكنه حُرم منها طيلة حياته على الرّغم من أنّها لم تكن بعيدة عنه»(5). قد يكون هذا مأتى وصف عبّاس محمود العقّاد له بشاعر «الرّقة العاطفيّة» (6) بعد أن نقده بدءاً، هو وطه حسين كذلك، نقداً شديداً قاسياً انصرف بعده، كما هو معروف، عن نظم الشعر مدّة، وكاد يودّعه نهائيّاً، لكنّ الله سلّم!

(3)


في «أخبار الأدب» القاهرية (العدد 10، 7 تشرين الأول 2012)، مقال عنوانه «أنا ملهمة شاعر الأطلال» لمحمد رجب، الذي نقل عن الفنّانة الراحلة «زوزو حمدي الحكيم» ما باحتْ به، كما يقول، قبيل وفاتها، فقالت: «تظلّ قصّتي مع الشّاعر الطّبيب إبراهيم ناجي من أشهر القصص. لن أقول قصص الغرام، لأنّه لم تربطني بناجي أيّ علاقة حبّ. الحكاية كلّها بدأت عندما كان يأتي إلى المسرح الذي أعمل به يشاهد ويتابع أعمالنا الفنيّة لاهتمامه بالفنون مثل اهتمامه بالطبّ. ثم توّلى بعد ذلك علاج أعضاء الفرقة، ومن هنا بدأت العلاقة تتوطّد بيننا خاصة بعد مرض والدتي. أخذ يتردّد على منزلنا لعلاجها ونحن نتردّد على عيادته. بعدها أصبح صديقاً لنا…
في إحدى المرّات سمعت أغنية السّيدة أم كلثوم (الأطلال)، وإذا بي أكتشف أنّني قرأت هذه الأبيات من قبل! لكن أم كلثوم تغنيها بطريقة مختلفة. عدت إلى (الرّوشِتّات) التي كان يكتبها ناجي لوالدتي. وجدتُ كل بيت من أبيات القصيدة على كلّ (روشتة) من (الروشِتّات)! ويناديني فيها بـ (زوزو) أو (حياتي) أو (صديقتي الحبيبة) أو (صديقتي المقدّسة)! لا أنكر أنّني بادلته بعض أبيات الشّعر، لكنّه ليس كشعر الغرام الذي يكتبه لي… ناجي لم يكن يكتب الشّعر لي فقط».
وقالت: «كان زوجي (تقصد زوجها الثاني حسين عسكر، وكان الأول الصّحافي الكبير محمد التابعي) يقرأ قصائد ناجي التي أرسلها إليّ، وخطابات الحبّ التي يلاحقني بها، وما كان ليغار منه! أولاً لأن ناجي ماضٍ وانتهى، وثانياً لأن ناجي كان هزيلاً ضئيلاً لا يملأ عينَي امرأة ولا يثير غيرة رجل. فقط كان شاعراً غير عادي وروحاً شفّافّة».
وروى صاحب المقال نفسه رواية لمصطفى أمين صديق زوجها الأول، أنّها «ألهمت شاعراً من أكبر شعراء مصر، هو الدكتور إبراهيم ناجي. وقد لا يعرف كثيرون أنّ أغلب قصائد الغزل التي نظمها إبراهيم ناجي كانت من وحي حبه لزوزو الحكيم؛ وقصيدة (الأطلال) التي تغنّيها أم كلثوم هي وصف ناجي لقصة غرامه مع زوزو».

(4)


ثمّة ما ينقض ما سبق نقضاً كاملاً من خلال وثائق وروايات وأخبار أوْثَق وآكَد ممّا قالته زوزو الحكيم ومصطفى أمين الذي قد يكون سمع منها هي ذاتها ما رواه، فحسن توفيق زميلي في الدراسات العليا بالقاهرة، وهو حجّة في تراث ناجي الأدبيّ وحياته، بان له من خلال حديث ناجي نفسه عن الكتب التي أثّرت فيه وأهمّها رواية «دافيد كوبر فيلد» لتشارلز ديكنز أن لـِ «زهرة المستحيل» التي أبدعت «مثال» ناجي وجودين: خيالي وحقيقي. الخيالي هو «دورا» بطلة رواية ديكنز(7)، والحقيقيّ قريبة جميلة للشاعر هي التي ألهمته «الأطلال» والتي كان يرمز لها بـ «ع.م» وأهداها كتابه «رسالة الحياة» (8) وديوانه «ليالي القاهرة». وكان الإهداء، في المرّتين، مموّهاً بذكر «الصديق الحبيب ع.م» وصديقي «ع.م»، ما أغرى دارسي الشاعر وشعره بالكشف عن هذا الصديق الحبيب حتّى ظنّه بعضهم الشّاعر المهندس علي محمود طه تِرْب ناجي وصديقه.
كان إهداء «رسالة الحياة»: «إلى الصّديق الحبيب ع.م. أيّها الصديق الكريم، كيف أُؤدي لك بعض فضلك عليّ؟ أتذكر كيف كتبت هذه الرسائل؟ كتبت بوحيك وتمّت في ظلال صحبتك، فمنك وإليك مرجع هذه الكلمات. أيّها الصّديق، لقد رضيت أن يتوّج حرفان من اسمك كتابي هذا، وحسبي شرفاً وحسبي مدى العمر سعادة وهناء».
وكان إهداء «ليالي القاهرة»: «إلى صديقي ع.م الذي ندّى الزّاهر الذّابل من خمائل الماضي، وأنبت في روض الحاضر زهوراً نديّة مخضّلة بالأمل والحياة. إليه أقدّم ما أوحى به إليّ».
لقد كشف حسن توفيق عن أن الاسم الذي يرمز له الحرفان (ع.م) هو «عنايات محمود الطوير» من خلال الآتي (9):
1. سأل حسنٌ صالحَ جودت في السنوات الأخيرة من حياته، وقد كانت علاقته به وثيقة على الرّغم من اختلاف الأهواء والثقافة والنشأة والأجيال، عن ملهمة «الأطلال» لناجي، فكان الجواب تأكيده «أن ناجي لم يكتب رائعته من وحي أيّ ممثّلة من اللّواتي ادعين ذلك الادعاء»، وأنّها «من وحي حبّه الأول (ع.م)»، وأخبره باسمها ورجاه أن يحتفظ بالأمر سرّاً لأنّها كانت، آنذاك، على قيد الحياة، وأن ناجي كان يحبّها من جانبه هو فقط.
لكن، لماذا صالح جودت؟ لأن في كتاباته، قبل ما باح به لحسن توفيق، ما يأتلف معه ويختلف.
فمن المؤتلف ما ذكره صالح جودت أن سبعة من «سراة» القاهرة انتقلوا من أماكن سكناهم المختلفة فيها، وبنوا بيوتاً سبعة أقرب إلى القصور في «شبرا الصّغرى» سمّوها «مدينة الأحلام» (10)، كان من بينها بيتا «أحمد ناجي» والد إبراهيم، و»حسّونة الطّوير» الذي كان بينه وبين أُسرة الشاعر وشيجة قربى، ثم قال: «وفي بيت من هذه البيوت السبعة أيضاً -ولا أُسميّه- كان الحبّ الأول في حياة الشاعر. صحيح أنه كان حبّ طفولة، ولكنه كبُر من جانب واحد هو جانب الشاعر حتّى ملك عليه مشاعره، وطارد خياله طوال حياته على يأس. وظلّ هذا الحبّ مصدراً لإلهام الشاعر كلّما أعوزه الإلهام. بل لقد كان هو مصدر إلهامه الأصيل يجترّه كلما شارفه أيّ جمال في أيّ زمان وأيّ مكان».
ومن المختلف أن صالح جودت في كلامه على «الأطلال» ذهب مذهباً آخر، كأنّه نسي ما قاله عن «مدينة الأحلام» وقصورها السبعة وأُسرها، لا سيّما أُسرتا ناجي والطّوير، فقال (11): «وما كاد الشاعر يخلص من قصته مع الممثّلة (ر) التي خرج منها بملحمة (ليالي القاهرة)، حتّى بدأ قصّة جديدة مع هذه الممثلة الأخرى (ز رقم 1)، ووقعت بينه وبينها وقائع، بل مواقع خرج منها بملحمة أُخرى اسمها (الأطلال)».
2. حاول حسن، بعد وفاة صالح جودت، أن يتأكد ممّا اعترف له به، فسأل المهندسَ الراحل حسن ناجي شقيق الشاعر الأصغر فأكدّ الاسم «عنايات محمود الطّوير»، وأعاره، كذلك، كتاباً مخطوطاً كتبه الشاعر الراحل محمد مصطفى الماحي عن ناجي، وكان من أصدقائه المقرّبين، تحدث فيه عن (ع.م) دون أن يشير إلى اسمها الصريح، واكتفى بأن قال: «وحدث أن هيأ القدر لناجي طفلة من قريباته تماثله في السنّ، وتقيم في أحد قصور (مدينة الأحلام)؛ فنشأت بينهما صلة ودّ إلى جانب القرابة. وبدأت عاطفته تتحرك بشيء لا يدرك كنهه، وبدأت ملكة الشّعر تثمر في وجدانه فنطق بالشّعر وهو في سنّ العاشرة، وقد أطمعته هي في استمرار هذا الحبّ وفي أن ينتهي بالرّباط الوثيق بينهما حتّى تأصّل في قلبه، وأصبح يتمثّل فيها الوجود كلّه».
وقال في مكان آخر: «وتعاهدا أن يكون أحدهما للآخر في حياة سعيدة. فلمّا وصل إلى مرحلة الدراسة في مدرسة الطبّ أبت الانتظار حتّى يتمّم دراسته، وحقرت عهده وتزوّجت غيره، وظلّ هو على حبّه العفيف الذي لازمه طول حياته. وكلّما مرّت به سانحة حبّ أو إعجاب بامرأة كان يتمثّل فيها فتاة حبّه الأوّل».
وفزع ناجي، بعد هذا، إلى قصيدة «سنارا» (Cynara) للشاعر «إرنست دوايدسون»، فترجم بعضها ونشره، بدءاً، في مجلة «الحديث» (1950) الحلبيّة لسامي الكيالي، وعاش في أجوائها لأنه كان يرى فيها خلاصة قصته مع «زهرة مستحيله» كما يبدو من تصديره لها: «عندما هجرته حبيبته (سنارا) كان يبحث عن أُخرى تشابهها فلم يعثر عليها، فكتب الشّاعر (دوايدسون) هذه المقطوعة يعبّر فيها عن أحاسيسه أصدق تعبير». ومنها (12):
«معذرةً يا سنارا لقد كنت يائساً منك
وقد كنت متعباً، ولكنّي أخلصت لك على طريقتي:
ظللت أشرب وأرقص، وأرقص وأشرب
حتّى انتهى الخمر وانتهى الرّقص
فإذا اللّيل كلّه لكِ يا سنارا».

(5)


ويذكر وديع فلسطين، وقد كان من أصدقاء ناجي المقرّبين ووكيلاً لرابطة الأدباء التي كان ناجي رئيسها، أنه شاهد «زوزو ماضي» على شاشة التلفزيون تعترف بأنّها هي بطلة «الأطلال» بعد أن قال: «الذين أرّخوا للشاعر الكبير الدكتور إبراهيم ناجي، ولا سيّما صالح جودت، زعموا أن بطلة ملحمة (الأطلال) هي واحدة من ممثلاتٍ يحملن اسم زوزو، وهنّ: زوزو ماضي، وزوزو نبيل، وزوزو الحكيم. وظنّوا أنّهم كشفوا بذلك عن سرّ أدبيّ» (13). أما هو فيميل إلى ما ذهب إليه حسن توفيق، ويؤكده في مقاله «جوانب مجهولة عن حياة الشاعر إبراهيم ناجي» (14) حيث يقول: «لكنّ الذي أعرفه وأكاد أُؤكده أنّ الشّاعر ناجي كان مقصد هؤلاء الفنّانات بل والأديبات أيضاً لاستشارته في أعراض صحيّة يعانين منها، وكان من جملة مرضاه الشاعرة جليلة رضا (15)، والأديبة منرفا عبيد محرّرة مجلة (الطالبة). وكان ناجي يستقبلهنّ بحفاوة وروح وديّة حانية يصف لهنّ العلاج كطبيب وليس كعاشق. فإن تلّقى، بعد ذلك، رسالة من إحداهنّ ردّ عليها بهذه الروح الإنسانيّة الشفيفة. فالزوزات جميعاً خارج نطاق (الأطلال)، وإنّما البطلة الحقيقيّة هي جارة قديمة لناجي عندما كان يقيم في حيّ شبرا».
ويروي وديع فلسطين عن الصحافيّة الشّاعرة أماني فريد الرّواية الآتية، التي يؤكد، من خلالها، أنّ الصديقة التي عرفها ناجي في صدر شبابه هي وحدَها بطلة «الأطلال» التي قدّم لها بقوله: «هذه قصة حبّ عاثر، التقيا وتحابّا ثم انتهت القصّة بأنّها هي صارت أطلال جسد، وصار هو أطلال روح».
ينقل وديع فلسطين (16) عن أماني فريد أنّها دعت ناجي «لتناول الغداء في بيتها مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات. واكتمل الحاضرون إلاّ ناجي الذي وصل متأخراً، وكان في حالة نفسيّة مضطربة. ولمّا استوضحه الضيوف جليةَ الأمر، قال: إنّه دخل إلى محل (جروبي) (17) لشراء علبة من الشكولاته يقدّمها إلى المضيفة، فتقدّمت منه سيّدة وسألته: ألست الدكتور ناجي؟ فقال: نعم. فسألته: ألا تعرفني؟ فأجابها بالنّفي، وعندها ذكرت اسمها، استيقظ كلّ الماضي الذي ربط ناجي بهذه الجارة القديمة، واعتذر لها عن غفلته، ولم يقل لها إن الشّيب الذي غزا شعرها، والعينين اللّتين ذبلتا، والأسنان التي تهشّمت قد غيّرت من ملامحها. وعوضاً عن أن يتناول ناجي غداءه في بيت المضيفة، تناول قلماً ومضى يسجّل قصيدة (الأطلال)، ومطلعها:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى».

(6)


ولإبراهيم ناجي نفسه مقال بعنوان «ثلاث زوزات عرفتهن» (18)، يقول فيه:
«زوزو ماضي: عرفتها وهي أديبة صافية لم تشُبْها السينما بشائبة، ولم ترفق (كذا) حياتها أكدار الشاشة، عرفتها وهي تستوحي البحر وتنظم فيه شعراً…
زوزو نبيل: عرفت زوزو نبيل وهي في مستهلّ جمالها وعنفوان رونقها، عرفتها قبل أن تقبض عليها الإذاعة فتمرمط هذا الرّونق في تمثيلياتها، وتقضي على إشراقها الفخم في كواليس شارع علوي.
زوزو الحكيم: هي الأخرى أديبة صافية، عرفتها قبل أن تنزلق إلى الشاشة. عرفتها وهي تكتب مذكّراتها عن أدباء مصر جميعاً، وقرأت لها أجمل فصل قرأته في حياتي عن زكي مبارك. عرفتها وهي تجاهد في تَعَلُّم الفرنسيّة، وتناضل لتعلُّم الإنجليزيّة، وتقاتل لتكون أوّل فتاة مثقّفة في مصر! فلّما جرفتها السّينما انتهت إلى (عفريت امراتي) فسكن العفريت بيتها، ومن يدري هل دبّ إلى قلبها؟ مسكينة زوزو، إنّها تحمل دماغاً رهيباً، وقلباً طيّباً».
وما أصدق سؤال وديع فلسطين. بعد هذا: «فهل يستنتج القارئ من هذه الأوصاف أن الشاعر ناجي كان متيّماً بواحدة من الزوزات؟!» (19).

(7)
لقد كانت «عنايات محمود الطّوير»، إذاً، هي «زهرة مستحيل» ناجي ووجوده العزيز، كما كانت «دورا» وجود «ديكنز» العزيز، وملهمته «الأطلال». وممّا قاله فيها، في غير الأطلال، هذه الرباعيّة من قصيدة «من ن إلى ع» في ديوان «ليالي القاهرة» (20):
«يا شطر نفْسي وغرامي الوحيدْ
يا من رأتْ حزني العميق البعيد
ما شئت يا ليلاي لا ما أُريدْ
داويتِ لي جرحي بجرح جديد!».

الهوامش

1. إبراهيم ناجي: «الأعمال الشعريّة الكاملة»، ص308-322. تحقيق ودراسة: حسن توفيق. المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 1996. وراجع دراستي النقديّة لهذه الأعمال في كتابي «العين البصيرة: قراءات نقديّة»، كتاب الرياض، ص186، مؤسسة اليمامة، السعوديّة، 2001.
2. «الأعمال الشعريّة الكاملة»، ص160-163؛ وانظر: حسن توفيق، إبراهيم ناجي: «الأعمال الشعريّة المختارة»، ص14، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، الدوحة، قطر، 2003.
3. أصل هذا الشطر: «لا تقل شئنا! وقل لي الحظُّ شاء».
4. «ناجيز. حياته وشعره»، ص173-192، دار العودة، بيروت، 1977. وانظر: وديع فلسطين، «ناجي.. حياته وأجمل أشعاره»، ص97-98، دار المستقبل، القاهرة، د.ت.
5. حسن توفيق، مقدمة «الأعمال الشعريّة الكاملة»، ص15.
6. «شاعر الرّقة العاطفيّة»، مقدمته على كتاب «ناجي حياته وشعره» لصالح جودت، دار العودة، بيروت، 1977.
7. راجع: «إبراهيم ناجي.. الأعمال النثريّة الكاملة»، تحقيق ودراسة، 2، ص257-258، حسن توفيق»، الدوحة، قطر، 2001.
8. أُعيد نشره في: «الأعمال النثريّة الكاملة»، الجزء الأول.
9. «الأعمال الشعريّة الكاملة»، المقدّمة، ص30-40.
10. «ناجي حياته وشعره»، ص23 و37 و39؛ و»بلابل من الشرق»، ص6-7، سلسة اقرأ، دار المعارف، القاهرة، 1972.
ويرى صالح جودت أنّ إبراهيم ناجي استوحى منها قصته القصيرة «مدينة الأحلام» التي نُشرت في كتاب بالعنوان نفسه في العام 1935، الذي أعاد حسن توفيق نشره في الجزء الأول من «الأعمال النثريّة الكاملة» لإبراهيم ناجي.
11. «ناجي حياته وشعره»، ص193.
12. النصّ الإنجليزي والترجمة في: «الأعمال النثريّة الكاملة 2، ص243-245.
13. راجع مقاله: «الشاعر إبراهيم ناجي والزوزات» في كتابه «من مقالات وديع فلسطين في الأدب والتراجم»، ص154-155، دار البشائر الإسلاميّة، بيروت، 2012.
14. المصدر السابق، ص246-250، و»وديع فلسطين يتحدّث عن أعلام عصره»، 1، ص29، دار القلم، دمشق، 2003.
15. راجع مبحث «مجهولات جديدة في حياة إبراهيم ناجي وأدبه» في كتابي: «العين البصيرة.. قراءات نقديّة»، ص59-71، كتاب الرياض، 86، مؤسسة اليمامة، 1421هـ/ 2001 م.
16. «وديع فلسطين يتحدّث عن أعلام عصره»، ص30.
17. «جروبي» مقهى ومكان بيع حلوى مشهور في وسط القاهرة مقابل مكتبة «مدبولي»، وله فرع آخر في «مصر الجديدة» يرتادهما الموسرون والزوّار في الأغلب.
18. «الأعمال النثريّة الكاملة»، 2، ص429.
19. «من مقالات وديع فلسطين في الأدب والتراجم»، ص155.
20. «الأعمال الشعريّة الكاملة»، ص371.


* ناقد وأكاديمي من الأردن
الرأي الثقافي

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *