د.محمود الشلبي*
للفجر رونقُــه المُــقفى
من رحــيقِ اللــيلِ،
حيــن يزفّهُ وعــدٌ،
ويرقبــه انتظاري.
هذا الرنينُ يــعود لي..
وينافِــسُ الطيرَ المُــغَرِّدَ،
منذ فجر الأُمنيــاتِ،
عــلى غــصونِ الســَّمعِ،
يحملني إلى فرحٍ خــفيــفٍ،
زاد من شغفي..
وأَمعنَ في اختــصاري.
الوقــتُ في التقويم،
منتــصرٌ على نمطّيةِ المعنى..
ومحتفلٌ بما يأتي عــلى يــدها..
من البــوح الخفــيِّ،
مـع الأثيرِ،
كأنه حــلمٌ تمــاثلَ في إطــار.
وعلى جبين الوقــت ومضةُ عازفٍ،
ألقى تحيته،
ولخّص شوقه.. ومضى لمطلعه المُنار.
وعلى رنينِ الســـادســة..
تتهيّــأُ البسماتُ في مَهدِ الشِّفاهِ،
لديَّ مِن رَجعِ الهوى في الصّدرِ،
قلبٌ حافلٌ بتتابع الخَفَقان،
والأفكارُ كالهذيان في عُرف الحقيقةِ،
أسعفتني في مواكبة المسارِ.
آنَستُ صورتَها الأثيرةَ في خيالي..
ساقها هبُّ النسيم،
يموجُ من طيف الحبيــبة
غُــصنُ غارِ.
هذي القصيدةُ تستبيحُ مشاعري..
وتُعيدني لرذاذ نشوتها..
وأُلفة صوتها…
فكأنني وترٌ كلاميٌّ من الغزل الأنيق،
يئنُّ من وقع العواطفِ في يساري.
الصوتُ يلمعُ حين يمتدُّ الحديثُ بنا..
فاسمعُها على حدِّ الكلامِ،
تقول:
هذا الصوتُ مثلُ بريق عينيكَ..
انتبه! فأصيرُ بين ندىً.. ونارِ.
يا بنتُ إن تَسَلي عن الايقاع،
هذا اللحنُ فاضَ من الرنينِ،
وخَصّني بالصّحوِ،
جاء يعيدُ لي زَمَن اخضراري.
إني استعنتُ بخاطر الصبر النحيلِ،
وصدمة الذكرى…
فقلتُ: تماثلي مثل الجناحِ عليّ
واختصري عناق الأبجدية
في سؤالي،
حينما يشتدَّ شوقُ دمي
إلى دفءِ الحوار.
ولتطلقي معناك في ناي الحقولِ،
إلى هوى بيّارةٍ،
ندمت عليكِ، فساءلتني عنكِ..
قلتُ لها: استفيدي
من صدى إيقاعها الباقي..
بذاكرة المكانِ…
وقطري دَمعَ الثِّمارِ.
هذا الرنينُ إذاً.. نداءٌ
سوف أسمَعُه..
وأُرجعُه إليكِ،
مع القوافي مورقاً
في السّطر
قبل خُطا النهارِ.
* شاعر من الأردن
( الرأي الثقافي )