محمد عبد الرحمن
في اليوم الذي شهدت ساعاته الأولى ثلاثة تفجيرات أمام جامعة القاهرة، عادت منى الشاذلي إلى جمهورها في برنامج «معكم» عبر cbc two أحدث قنوات الشبكة المصرية. أطلّت على الشاشة في حوار خاص مع ماجدة الرومي. صحيح أنّ اللقاء مسجّل، إلا أنّه نجح في الصمود أمام طوفان البرامج المباشرة الذي راح يحلّل التطوّر الجديد الذي تشهده الحرب على الإرهاب في مصر. نظرياً، كان ممكناً أن تتأثّر الشاذلي سلبياً بعودة مسجّلة ولو كانت عبر لقاء نادر مع «الماجدة». لكن على الأرض نجحت في جذب الانتباه، لأن الجمهور كان يحتاج إلى استراحة، وفّرتها له صاحبة أغنية «خدني حبيبي».
ربحت الشاذلي الرهان في الجولة الأولى، وحقّقت جدلاً من حلقة واحدة ربما لم يتوافر لها طوال عام كامل على شاشة «mbc مصر» التي غادرتها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. لكن العين ستراقب الاعلامية كل أربعاء وخميس ابتداء من الأسبوع المقبل للتأكّد من قدرتها على توفير ضيوف استثنائيين، يحملون الشاذلي إلى أعلى نقطة ضوء في ساحة الفضائيات المصرية، كما اعتادت لسنوات قبل أن تغادر هي نقطة الضوء طواعية بتركها «دريم 2» عام 2012. الأهم أنّ رسالة الفنانة اللبنانية المسجّلة ضد الإرهاب جاءت كأنها تَعلم أنّ الحلقة ستبثّ في ليلة تسبقها ساعات من الجزع والقلق بسبب تفجيرات جامعة القاهرة. أثّرت رسالتها في الجميع إلى حدّ كبير. سألت المتطرفين في كل مكان وهي تتمالك نفسها من البكاء: «كيف تقتل أخاك عسكري الجيش أو الشرطة في مصر، ولا توجّه سلاحك للعدو الإسرائيلي؟.
ربما لو فعلت ذلك لكنت قد حرّرت فلسطين بالفعل». وكرّرت الرومي هذه الرسالة لمن يقفون وراء العمليات الإرهابية في بيروت ودمشق وبغداد، وكل مكان في العالم العربي.
باتت صاحبة «كلمات» مقتنعة بأنّ هناك مخطّطاً حقيقيّاً لتقسيم الدول العربية، مؤكّدة مراراً وتكراراً أنّ مصر هي خط الدفاع الأول الذي لا يجب أن يسقط. الحلقة التي لم تخلُ من بعض الأخطاء الفنية والمعلوماتية، شهدت العديد من المواقف المهمة، أبرزها بكاء الرومي بعد عرض مقاطع لها من فيلم «عودة الابن الضال» (1976ــــ إخراج الراحل يوسف شاهين) لأنّه «فيلم يذكرني بأشياء كثيرة حلوة ويذكرني ببشاعة حرب لبنان». عندها، طلبت لها الشاذلي «ماء ومناديل» لتجفّف دموعها. تحدّثت الرومي عن شاهين الذي «أرشدها إلى الطريق الذي يجب أن تسير فيه حتى تكتسب حبّ الناس واحترامهم، لا الأموال والشهرة فقط». ورغم أنها لم تمثل إلا معه، إلا أنّها لا تزال تحلم بتجسيد شخصية الأديبة الراحلة مي زيادة على الشاشة، إذا جاءتها الفرصة المناسبة. ولمعت عينا ماجدة بالحنين عندما عرضت الشاذلي شريطاً نادراً لها وهي تغني «أنا قلبي دليلي» في برنامج «استديو الفن» عام 1974. واحتفلت معها الشاذلي بمرور أربعين عاماً على احترافها الغناء. كذلك استقبلتا سوياً اتصالاً من الشاعر عبد الرحمن الأبنودي. وتلى تسجيل الحلقة زيارة للشاذلي والرومي إلى منزل الأبنودي في مدينة الإسماعيلية (شرق القاهرة) حيث جرى تصوير حلقة أخرى سيتم بثها قريباً. وكانت الرومي قد طلبت من الشاعر المصري أن يضيف «كوبليه» جديداً إلى قصيدته «أحلف بسماها وترابها» التي غناها عبد الحليم، حتى تغنيها. ويفترض أن تنتهي الأغنية بعد حوالى شهرين وسيكون المقطع الأول منها بصوت الراحل عبد الحليم، والمقطع الثاني تغنيه الرومي، على أن يعبّر «الكوبليه» المضاف عما يحدث اليوم من تطورات سياسية.
-الأخبار اللبنانية