تمثال لـ’شاعر المقاومة’ الفلسطينية في موسكو


*

ازيح الستار عن تمثال للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في أحد مدارس الاستشراق بالعاصمة الروسية موسكو في احتفال ثقافي وبمشاركة عدد من الدبلوماسيين والاعلاميين الروس والأجانب والعرب.

ومحمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن.
ويعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.
وفي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى.
وشهدت تجربة الشاعر محمود درويش تحولات عديدة عكست في إطارها العام تحولات الوعي الجمالي وارتباطها بالذات والحياة والتجربة الفلسطينية التي عاشها، ولذلك كانت مواقفه وتحولات تجربته مثار مواقف متنافضة منذ خروجه من الأرض المحتلة نحو القاهرة في بداية سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي دفعه أكثر من مرة إلى مخاطبة منتقديه ومحبيـه بأن “حررونـا من هذا الحب القاسي”.
وكان درويش شاعر المقاومــة يريد لتجربته أن تكون متحررة من تقييدها داخل إطار، كان يضيق به، ويحاول بخروجه من الأرض المحتلة أن يوسع في آفاق حياته وتجربته كشاعر وإنسان، دون أن تغيــب فلسطــين كوطن وقضيــة عــن مرمى قلبــه وروحه.
ووضعها الكثيرون اشعار درويش في أغنيات وأناشيد مثل: مارسيل خليفة، وأحمد قعبور، وبشار زرقان، وماجدة الرومي، وجورج قرمز، وأصالة نصري.
وذكرت سفارة فلسطين في موسكو في بيان صحفي أن التمثال صممه ونحته المستشار الثقافي بالسفارة المصرية في روسيا أسامة السروي، تقديرا وتخليدا للدور الكبير الذي لعبه الراحل درويش في اثراء الثقافة العربية والإنسانية.
وسبق ان نحت أسامة السروي تماثيل لكل من الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف، والموسيقار الروسي بيوتر تشايكوفسكي، والكاتبين العربيين طه حسين وعباس محمود العقاد، وغيرهم من رجال الادب والفن الروس والعرب.
وتطرق سفير دولة فلسطين لدى روسيا فائد مصطفى م إلى المكانة العالية التي يتبوأها درويش في قلوب الفلسطينيين والعرب وكشخصية عالمية.
وقال: “الشاعر الراحل صاحب رسالة وطنية وثقافيه وإنسانية، ولم يكن في نظر الفلسطينيين شاعرا عاديا، وانما كان ملهما لجيل بأكمله كان ولا يزال يناضل من أجل حقوقه الوطنية المشروعة”.
زتحدث سفير جامعة الدول العربية في موسكو جلال الماشطة عن انطباعاته الشخصية عن محمود درويش والذي تعرف عليه عن قرب في موسكو في بداية السبعينات، واشاد بجمال روح الشاعر الراحل وبإبداعه الشعري.
وتلا خلال الاحتفالية بعض المستشرقين عددا من أشعار درويش التي ترجمت الى اللغة الروسية.
وكان الفنان الفلسطيني فائق عويس استلهم قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (قافية من اجل المعلقات) لانجاز عمل فني باستخدم فن الكتابة والتطريز.
وعرض عويس الحائز على شهادة الدكتوراة عن عناصر الوحدة في الفن الاسلامي 12 لوحة فنية حملت كل منها مقطعا من احدى قصائد درويش مكتوبة بالخط العربي الكوفي مطرزة بالحرير مساء الاحد في متحف درويش في رام الله.
ويرجع عويس استخدامه الى الخط الكوفي الهندسي في تصميم اللوحات الفنية الى انه “خط ثابت وقوي يناسب كلمات قوية ككلمات درويش وربما كتبت المعلقات الاصلية قبل 2000 عام بخط شبيه”.
وتستوقف اللوحات كل من ينظر اليها لمعرفة ما هو مكتوب فيها. ويكفي العارفين باشعار درويش قراءة كلمة واحدة لاكمال باقي الجملة.
_______
*ميدل إيست أونلاين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *