“مجرّد مرآة”


*نزار حسين راشد

( ثقافات )

سأفتح صدري لسيف السماء الفضي
وأتواطأ مع صخور الجبل،
الأعشاب المنسية
وراء الحوائط الواطئة،
وكل زاهد في المنافسة
مع العالم المتوحش….
بالرغم من جبني المدّعى
تجرأت أن أهمس في أذن امرأة
في مترو الأنفاق
بالرغم من أنّهم حذّروني من التحرش،
وفزت بابتسامة
ولكنّها ترجّلت في محطّة أخرى
حاولت أن أتقن تقاليد الغرب
فألقيت قطعة نقد
في قبّعة العازف الأعمى،
ولكنّي اكتشفت أن:
ليس هذا كل شيء
وأنّ هناك مجازر كثيرة
لا أستطيع أن أشارك في ارتكابها!
وهكذا أصبح تديني امتناعاً
وظفرتُ بلقب شيخ
من” المغاربة” الواثقين من أنفسهم
والباحثين عن المغامرة!
ومع ذلك فقد واصلت بحثي: 
تجولت بين أعمدة الضباب
حتّى عثرتُ على مخيم الغجر
كان نافراً مثل تقطيبة احتجاج
ومرسوماً بخطوط منحنية من دخان أزرق
متوثباً نحو سماءٍ قريبة!
ومُعطّراً بروث البهائم
سألوني ماذا أشرب؟
فطلبت عصير القصب!
لووا شفاههم في ازدراء
فهم لا يملكون إلّا الخمر
المثقلة بالحُمرةِ والسُكَّر
ومع ذلك تظاهروا بالفهم
وأحضروا لي شيئاً لأشربه!
تركت توقيعي هناك
وعبرت إلى الضاحية الفارهة المُضجرة!
حيثُ لم أظفر إلّا بالنظرات المتشككة!
أي مكان تذهب إليه!
لا ترى في الوجوه إلا مرايا
تعيد إليك صورتك وهمومك!
صدّقني:هذه هي حكمة السفر!
______
*الأردن

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *