التشكيلية خلود الزوي: نسائي لسن مستسلمات




*خلود الفلاح
( ثقافات )
خلود الزوي واحدة من جيل الفنانات الليبيات اللواتي برزن في السنوات الأخيرة من القرن العشرين. لوحاتها ترصد الإنسانية بشرائحها الاجتماعية المختلفة، وكأنهن تقدم تفاصيل للوحة واحدة. نساءها مستسلمات، يائسات ولكنها بالفرشاة والألوان تمنحنا فرصة الاقتراب منهن وسماع أصوتهن.

في العام 2007، أقامت أول معارضها التشكيلية بعنوان “عيون الآخر”، وعن سر التسمية قالت الفنانة خلود الزوي: المجتمع الليبي يرى ” بعيون الآخرين”. بعد ذلك، أقامت معرضها الثاني “طلاسم الروح” وكان تخليدا للذكرى السنوية الأولى لوفاة والدها الكاتب محمد الزوي وعن لوحات المعرض قالت: استخدمت فيها اللون الأصفر الذي كان والدي يفضله، والذي شكل بالنسبة لي منذ رحيله لوناً للحداد. في العام 2013 أقامت معرض “بوحهن” وعن نساء لوحاتها قالت: نساء بوحهن مختلفات بعضهن مستسلمات وبعضهن قويات، نساء “بوحهن” مارست عليهن كل الانتهاكات من عنف وتهجير وخطف واغتصاب، وأضافت الفنانة خلود الزوي: حاولت في “بوحهن” أن أوصل صوتهن، قصص حزنهن وفرحهن، نعم الفن لديه الجرأة والأدوات لتسليط الضوء عن الجانب المعتم من المجتمع بحرية وبالكيفية التي يراها الفنان.

مرسمي وألواني ملاذي
وعن متى تبدأ اللقطة التشكيلية عند خلود الزوي لانجاز لوحة فنية؟ قالت: مرسمي في بيتي اقضي فيه معظم وقتي. شغفي وحبي للفن يأخذ كل وقتي، وتضيف الفنانة خلود الزوي: في لوحاتي أحاول دائما البحث عن الجديد في الفن، أسعى لتطوير أدواتي في إنجاز لوحاتي بالاجتهاد والحب. عن اللوحة التشكيلية قالت الفنانة خلود الزوي: لوحاتي تمثل لي ملاذاً آمناً وحماية اتجاه القلق. مرسمي وألواني دائما ملاذي الوحيد. فالرسم نوع من التعبير وهو أيضا علاج نفسي.

المتلقي صديقي
وهل مهمة الفنان التشكيلي تحقيق متعة المشاهدة للمتلقي قالت الفنانة خلود الزوي: الفن يحمل رسالة سامية والفنان الحقيقي هو من يخاطب المشاهد ويكون قريب منه من معاناته الحقيقية والفنان الحقيقي هو من لديه الجرأة في الطرح لا يهاب البوح ولا يهاب أللون وهذا من رأيي متعة المشاهدة عند المتلقي. مرسمي وألواني دائما ملاذي الوحيد فالرسم نوع من التعبير ويعتبر علاج نفسي.
وعن الألوان التي تفضلها وتميل إلى استخدامه في لوحاتها قالت خلود الزوي: أحب اللون الأحمر وبصفة عامة يغلب على لوحاتي الألوان الساخنة وكذلك اللون الأزرق بتدرجاته واللوحة أو العمل الفني دائما يعكس الحالة الداخلية للفنان وأحيانا الفنان يتأثر بمشاكل الآخرين والحالات التي يمرون بها.

مغامرة التجريد

هل تستطيع الفنانة التشكيلية أن تقدم نساءها بالشكل الذي تريد داخل اللوحة بعيدا عن تقاليد وعادات المجتمع؟ فكان رد الزوي: نعم في معرض بوحهن كانت المغامرة كبيرة بالنسبة لي لأنني لأول مرة عرضت لوحات تحمل ملامح شخصيات واقعية. فأنا من محبين الفن التجريدي ومعارضي السابقة كانت تجريد وكانت الجرأة في الرسالة التي يحتويها معرض بوحهن هو إننا دائما نخشى البوح برغم أن البوح سلوك جميل. في معرضي بوحهن لم يكن تركيزي على ملامح النساء بل أردتهن أن يكون رمز لبوح اللوحة.
______
*شاعرة وإعلامية من ليبيا

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *