*عبدالله وافيه
نفى الدكتور سعد البازعي ما أشارت إليه الروائية والكاتبة بدرية البشر، خلال تعليقها على نتائج جائزة البوكر في عدد أمس من «الحياة»، من أنها لم تعرف عن البازعي اهتماماً بالرواية، وأن أعضاء لجنة التحكيم غير معروفين عدا المغربية زهور كرام. وقال البازعي إن لجنة التحكيم «تضم أربعة نقاد عرب، وكان التجانس بينهم فاعلاً جداً ومثمراً، ولهم سيرتهم الطويلة في الأدب والثقافة، أما عن كوني لا علاقة لي بالرواية فهذا كلام مغلوط، ولي كتابان عن الرواية صدرا أخيراً عن درا طوى، ولي اهتمام بالرواية الأوروبية تحديداً، ولا تخفى على صحيفة «الحياة» مقالاتي التي تنشرها عن السرد وتقنياته».
وأوضح البازعي في حديث إلى «الحياة» أن رواية بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى» «من أنضج الأعمال السعودية وتستحق الوصول إلى القائمة الطويلة»، مشيراً إلى أنه قرأها باهتمام بالغ «لما فيها من شهادة ولغة دفعت بالعمل إلى مرحلة متقدمة، ولكن كانت الأعمال الستة متفوقة فنياً، ليس على هذا العمل وحسب ولكن حتى على أعمال لأسماء مكرسة في المشهد السردي العربي».
ودافع رئيس لجنة التحكيم عن أعضاء اللجنة، وقال إنهم «لم ينظروا إلى مسألة المناطقية البتة، ولم يدر في نقاشاتها موضوع التوزيع الجغرافي، كما أنه لم يكن وارداً خيار التصويت، لكون هذه اللجنة لم تدخل في صدام من أي نوع تجاه الأعمال التي تم اختيارها، ابتداءً من القائمة الطويلة التي ضمت أسماء مهمة وذات باع طويل في الرواية العربية، إلا أن الأعضاء لم يروا في تلك الأسماء عائقاً يحد من موضوعية الاختيار للقائمة القصيرة». وأضــــاف أنـــه «فــي جميع اللجان يصعب تجاهل الاسم المعروف، إلا أن المعيار الحقيقي هو العمل بغض النظر عن كاتبه، ولا شك في أن تلك الأعمال كانت طموحة وجادة في موضوعها مثل رواية «رماد الشرق» لواسيني الأعرج التي تعالج موضوعاً مهماً في تاريخ النهضة العربية الحديثة، ولكنها من وجهة نظر اللجنة لم تكن قادرة على الحضور في القائمة القصيرة، لما وجدته اللجنة في الأعمال الستة من مؤشرات جديرة بالدلالة على قدرة تلك الأعمال على التجديد ونقل السرد العربي إلى آفاق حديثة، متجاوزة الرواية الكلاسيكية والمحفوظية».
وذكر أن لجنة التحكيم ستعقد أول لقاء مفتوح مع الجمهور للوقوف على أسباب اختيار الأعمال التي تضمنتها القائمة القصيرة، «وهذه أول خطوة من اللجنة العليا للجائزة، وذلك للحد من السجال الذي يتبع كل إعلان للقائمة القصيرة في دورات هذه الجائزة، فالمشاهد العربي لا يعرف النقاشات والاجتماعات التي تحدث وما يتم التوصل إليه داخل اللجنة، لذا فضّلنا إطلاع الجميع على ذلك في جلسة مفتوحة بمعرض أبوظبي المقبل».
وكان تعليق الكاتبة بدرية البشر الذي نشرته «الحياة» أمس أثار ردود فعل عدة، لم تخلُ غالبيتها من تحامل واضح في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«تويتر»، في حين جاء بعضها ينم عن مقدار من الوعي والتبصر في التعاطي مع قضايا مثل هذه، فكتب الروائي والكاتب عواض العصيمي في «فيسبوك»: «لم أجدها قالت شيئاً يحط من قدر أعضاء لجنة التحكيم، بل ولا يحط من شأن الجائزة، فقد ذكرت أنها لا تعرف الناقد العراقي عبدالله إبراهيم فماذا في ذلك؟ ألا تعرف الناقد العراقي لا يعني أنها تسيء إليه أو تطعن في مكانته النقدية، فهو وإن كان من أشهر وأهم النقاد العرب اليوم فعدم معرفته ينم عن قصور في الاطلاع والمتابعة، إلا أنه ليس على كل من يكتب رواية أن يعرف من هو عبدالله إبراهيم مع تقديرنا له.
أما رأيها في الناقد سعد البازعي فلم يزد عن تصور ما لديها بأن اهتمامه بالرواية ليس كبيراً، وهذا صحيح، فهو ليس متخصصاً في نقد الرواية، وأطروحته في الدكتوراه كانت عن الاستشراق في الآداب الأوروبية، ومؤلفاته العشرة كانت كلها عن الشعر والنقد والعولمة والثقافة، باستثناء كتاب يتحدث عن سرد المدن ممثلاً في الرواية والسينما»، مشيراً إلى أن هذا «لا يعني أن الناقد البازعي ليس مؤهلاً لرئاسة لجنة التحكيم، بل هو في تقديري ناقد كبير ومهم، وموقعه في لجنة التحكيم يرفع من قيمة الجائزة ولا تضيف له شيئاً هو بحاجة إليه. الذي حدث في رأيي هو أن الكاتبة بدرية البشر هي في مستوى نجومي، على الأقل في الخليج، يؤهلها لأن تطمع منها الصحافة بتصريح في هذا الصدد ففعلت».
في حين غرّد البازعي في «تويتر» قائلاً: «في ملتقى شهدناه في الإمارات كانت بدرية البشر أمامي حين قدمت قراءة لروايتها «هند والعسكر» التي ضمنتها كتابي «سرد المدن». للتذكير فقط، في ما عدا كتبي حول الشعر لا يكاد يخلو كتاب لي من قراءات في الرواية سواء العربية أو الغربية». وحيَّا موقف البشر «المتزن من جائزة البوكر وتحكيمها».
______
* الحياة