*محمد البندوري
( ثقافات )
وقع الاختيار على الفنانة الرائقة فاطمة بنكيران للمشاركة في أحد أهم الملتقيات الدولية بافريقيا، ويتعلق الأمر ببينال دكار الدولي، الذي يضم أسماء فنية عالمية، وستمثل فاطمة بنكيران المغرب وتعطي صورة لائقة عن الفن التشكيلي المغربي المعاصر، باعتبار تراكماتها المعرفية وتجربتها الفنية الكبيرة. فالفنانة التشكيلية فاطمة بنكيران تبني عالمها التشكيلي بنبضات تحولية، وصناعة فنية فريدة ليكون جوهر أعمالها مادة دائمة البحث.. وهو ما يجعل تجربتها رائدة، تستجيب لمتطلبات الفن التشكيلي المعاصر. فهي تمنح المتلقي مجالا خصبا للتفاعل مع مكونات وعناصر وفلسفة أعمالها الرائقة، كما أن الملمس التقني العالي لديها يساعد بشكل كبير في عملية إنجاز مادة تشكيلية معاصرة تلامس الوجود الحسي والبصري بنوع من المهارة الكبيرة، إنه منحى مهما تتوفر عليه الفنانة فاطمة بنكيران، مما يجعل تجربتها محط اهتمام العديد من النقاد والمتتبعين الدوليين في مجال الفن التشكيلي المعاصر. وإنها أحد أقطاب الحركة التشكيلية المعاصرة، فهي صاحبة الصناعة التشكيلية النوعية التي تكسب أعمالها سحرا ورونقا، وصاحبة أسلوب فريد بعوالم إبداعية تتجدد وتلتف بخيوط الابتكار وبألوان وأشكال معاصرة في كل لحظة وحين.
إنه طموح فني مشروع يقودها إلى عوالم تطرح أعمالها في سياقات ورؤى فنية متعددة، وإنها صناعة تمتع المتلقي بالعديد من المنمنمات الجمالية الرائعة. تشيء الأشياء داخل فضائها الابداعي وفق وهج فني عميق، إنه إنجازها الموفق وأسلوبها التشكيلي الجديد المتجدد في التعبير، الذي ينم عن تجربة عالمة وخبرة قائمة، من حيث عمليات التوظيف الرمزي والعلاماتي، وأيضا من حيث تدبير المجال الجمالي فيما يخص تناسق الألوان وشكلية مزج الخطوط والدوائر والرموز والعلامات في نطاق التجاور والتمازج والتماسك، الذي يصنع التوازن بين كل العناصر المكونة للوحاتها، ويوفر التنغيم والتباين والتكامل والانسجام. إنه مسلك تعبيري يتجاوز المنحى التجريدي ويؤسس لمنهج أسلوبي غير مألوف، يحرك مشاعر الناقد الخاص والمتلقي عموما.
إن مشاركة الفنانة فاطمة بنكيران في بينال دكار الدولي سيضفي عليه طعما جميلا وسحرا كبيرا ومتعة جديدة في المفهوم التشكيلي المعاصر.