نسخة “كفاحي” الرقمية لهتلر تحقق مبيعات قياسية في الانترنت



منذ سبعين عاما تقريبا وكتاب “كفاحي” المثير للجدل لأدولف هتلر غير متاح رسميا في ألمانيا، إلا أن الواقع في الانترنت غير ذلك، فمنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 يمكن تحميل نسخة رقمية بالإنجليزية لأحد أسوأ الكتب سمعة في التاريخ بسعر لا يتجاوز 73 سنتا لدى أمازون، وبـ2.20 يورو لدى آي تيونز.


والمثير للانتباه هو الطلب الكبير على الكتاب الذي احتل في الأشهر الأخيرة مراتب متقدمة ضمن الكتب الأكثر مبيعا، والمصنف لدى أمازون ضمن فئة “الدعاية وعلم النفس السياسي”. بل وحصل كتاب هتلر في النسخة الأمريكية من موقع أمازون على 3.8 من أصل خمسة نجوم. وترك ما لا يقل عن 354 من القراء تعليقاتهم من بينهم من وصف الترجمة بـ”الرائعة”، وآخرون ذهبوا إلى حد إنكار الإبادة الجماعية لليهود في معسكرات الاعتقال النازي.

كتاب هتلر محظور في ألمانيا
نُشر كتاب “كفاحي” لأول مرة عام 1925، تلاه جزء ثاني عام 1926، حيث أوضح الديكتاتور في الجزئين أيديولوجيته السياسية، ومشاريعه بالنسبة لمستقبل ألمانيا أو ما وصفه بـ”النظام الجديد”. ووصلت عدد النسخ المطبوعة من الكتاب عشرة ملايين نسخة في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبالنظر لفظائع المحرقة النازية، تم حظر طبع الكتاب في ألمانيا منذ عام 1945، وبعد انتحار هتلر في أبريل/نيسان من نفس السنة ذهبت كل ممتلكاته بما فيها حقوق نشر “كفاحي” إلى ولاية بافاريا حيث كانت آخر إقامة رسمية للديكتاتور. وباتفاق مع الحكومة الألمانية امتنعت ولاية بافاريا عن السماح بإعادة نشر الكتاب في ألمانيا، واستعملت كل الوسائل القانونية لتحقيق هذا الهدف، لكن ذلك لا يشمل النسخة الإنجليزية التي بيعت حقوق نشرها لبريطانيا والولايات المتحدة قبل عام 1945.


لماذا نجحت النسخة الرقمية؟

ويرى غيرهارد فاينبيرغ (88عاما) أستاذ التاريخ في جامعة كارولينا الشمالية، والذي طبع الكتاب الثاني لهتلر عام 1961، أن هناك أسبابا متعددة للنجاح المفاجئ لكتاب هتلر في الانترنت. أولها يتعلق بالفضول، فالكثيرون يرون في هتلر شخصية من الماضي كثيرا ما سمعوا عنها.
ويرى فاينبيرغ الذي هرب من ألمانيا النازية ولجأ إلى الولايات المتحدة عام 1938 في حديث مع DW، أنه الآن بإمكانهم قراءة كتابه المثير للجدل عبر الانترنت بتكلفة قليلة، أو حتى دون تكلفة. ويضيف: “هناك عامل آخر، يتعلق في رأيي، بكون بعض الناس يعتقدون أن هتلر كان على صواب في أشياء كثيرة. والآن أتيحت لهم فرصة معرفة ما كان يفكر فيه بالضبط دون إحراج أنفسهم أمام الآخرين الذين لا يتفقون معهم”.

المنع ليس حلاً
ويرى الدكتور ريتشارد فينتزل، الباحث في معهد التاريخ الألماني في واشنطن أن حظر الكتاب في الإنترنت ليس حلا، وإنما يجب نشر نسخة منه مرفقة بتعليقات المؤرخين. “الكتاب مصدر تاريخي، لذلك يجب أن يكون متاحا للجمهور، ولكن بالطبع، هناك قلق أن يسيء البعض قراءة الخلفيات. لذلك من الضروري توضيح السياق التاريخي للكتاب مرفقا بتعليقات نقدية للمؤرخين”، يضيف فينتزل.
_________
DW.DE

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *