هل كان المريخ مأهولاً بالحياة؟


*

اكتشفت أجهزة وكالة “ناسا” الجوّالة في المريخ علامات كيمياوية في بحيرة قديمة تدل أنها كانت تحوي الماء قديماً، وأطلق عليها اسم “غيل كرتير”.وقبل بلايين الأعوام، عندما بدأت على الأرض الحياة، كان المريخ يحوي بحيرة تحتوي على المقومات المطلوبة للحياة، كما أكد العلماء في الأسبوع الماضي.

وقال الجيولوجي جون غروتزينغر، قائد المجموعة العلمية لمهمة “كيوريوستي” ان المريخ كان قديماً يحوي من الحياة اكثر مما نتصور، فهذه المياه والشبه بينها وبين بيئة الأرض وربما ان الحياة فيها قد دامت ملايين الأعوام.
وقد تم بحث هذا الموضوع في اللقاء الأخير لاتحاد الجيوفيزيائيين الأمريكي في سان فرانسيسكو وتم فيه تقديم بحوث عدة، تناقش هذا الأمر.
ويقول مالكوم وولترز، وهو أخصائي بعلوم الفضاء في جامعة نيوساوث- أستراليا.
الذي ساهم في الكشف عن عدد من المتحجرات على الأرض، ان لدى العلماء اليوم تفاصيل كثيرة عن الكيمياء والترسبات على المريخ، وهذا الأمر يعتبر قفزة كبيرة إلى الأمام.
وما يزال مفقودا هو دليل على نوع الحياة العضوية التي تشكل أسس الحياة على الأرض، والأبحاث القادمة ستركز على هذا الأمر، وأضاف وولترز قائلاً: “إننا وصلنا نقطة تحول في المهمة، ونحن سنكون قادرين على تقبل التحديات المهمة”.
وقد توصل العلماء إلى تاريخ “المريخ” الجيولوجي، بعد هبوطهم عليه في آب 2012، في منطقة اطلق عليها اسم “غيل كارتز” وكانت المهمة للرحلة هو البحث عن بيئة توافق الحياة، واستغرق “جوّال” الرحلة لتحقيق مهمته الرئيسة وهو العثور على عوامل مناسبة للحياة عدة اشهر، ووجد العلماء بغيتهم في منطقة اطلق عليها اسم “خليج يلونايف” حيث وجدت رابيتان في الصخور المغطاة بالطين المتيبس، أطلق عليهما اسما جون كلين وكمبيرلاند.
وكانت الطمى التي تغطي الصخرتين غنية بالمعلومات عبر طبقاتها المتعددة، وتبين للعلماء بعد التدقيق ان عمر تلك الصخور تعود إلى ما قبل 3،6 بليون عام، وانها تحوي على عناصر الحياة ومنها: الكربون، الهايدروجين والسلفات.. وغيرها، والأكثر من ذلك ان المياه التي كانت تنقل تلك الطمى، تحوي ايضاً عوامل تؤكد صلاحيتها للشرب، على العكس مما عثر عليه العلماء في منطقة “ميريدياني” في الطرف الآخر، والأكثر من ذلك ان البحيرة كانت تحوي أنواعا مختلفة من العضويات الميكروسكوبية، تعيش في بيئة مالحة وحامضية، ولكن العلماء لم يعثروا على الكاربون العضوي، من ذلك النوع الذي يتحد مع الأوكسجين والمهم للحياة على كوكب الأرض.
إن الحياة لا تدوم بدون اتحاد الأوكسجين مع الكربون ،والعلماء يواصلون البحث عنه على سطح المريخ، إذ ان وجوده يشير إلى ان الكوكب كان يوما ما مأهولاً بالحياة.
ومن اجل إتمام مهمتهم، يواصل العلماء في تحليل نماذج عدة من التربة، ووجدوا فيها: الهيليوم-3 ونيون 21 وأورغان 36- وهو الأمر الذي ساعدهم على تحديد عمرها بـ78 مليون عام- أقل عمراً مما توقع العلماء.
يقول عالم “ناسا” دوغلاس مينغ الذي قاد فريق دراسة الكاربون العضوي، “هناك شيء واحد جئت لأتوقعه من أبحاث المريخ وهو ان أتوقع ماهو غير متوقع”.
وليس لدى العلماء أي شك إن كوكب المريخ كانت فيه في يوم ما بحار وأنهار، ولكن الشمس ظلت تقشّر سطح المريخ على مرّ بلايين الأعوام.
ويحاول العلماء للحصول على معلومات أوفر عبر التعاون مع الجوال الاستطلاعي لوكالة “ناسا” وحتى الآن لم يتوصل أولئك العلماء إلى أمر يمكن الاستناد عليه، ولذلك السبب فإنهم يعوّلون على فحص الصخور، ثم القيام بجمع المعلومات التي تم الحصول عليها من قبل بحوث أخرى.
إن الدلائل التي تشير إلى كون المريخ سابقاً كوكباً أكثر دفئاً ومياهاً، والأكثر شبهاً بالأرض، فالصخور القديمة تحمل بصمات كيماوية من الماضي، وسطح الكوكب، كما يبدو عليه شقوق أرضية تدل على كونها مجاري للأنهار التي جفّت والبحيرات.
ولابد ان البيئة في المريخ كانت أكثر كثافة والسؤال الملّح هو: أين ذهبت تلك المياه وغاز دايوكسيد الكربون؟
ويقول العالم جاكوسكي (جامعة كلورادو) متسائلا “ان المادة لا تفنى ولكنها تتغير”. ولذلك فان دايوكسيد الكربون، انتهى على سطح الكوكب وشارك مع المعادن الأخرى في قشرة المريخ.
ويقوم جهاز “ميفن”، كما هو متوقع، بجمع المعلومات التي يحتاجها العلماء، عبر الحالات المختلفة للمناخ، وبعد ذلك ستتواصل مهمة “ميفن” في الفضاء، ويبقى في ذلك المدار الجوي عشرة أعوام، لتزويد علماء “كيوريوستي” بالمعلومات ،إذ من المخطّط تواصل الأبحاث تلك حتى عام 2020.
_________
 عن: النيويورك تايمز
والغارديان/المدى

شاهد أيضاً

فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“

(ثقافات) فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“ بقلم: إدريس الواغيش في البَدْءِ كان جمال الطبيعة وخلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *