الصبيان
تحكي قصة عربية قديمة، أن صبيين،أحدهما غني والآخر فقير، كانا يمضيان إلى بيتيهما عائدين من السوق، وجلب الصبي الغني معه كعكة شهية مكسوة بالعسل، بينما أحضر الصبي الفقير قطعة خبز جافة بائسة.
قال الصبي الغني الفقير:” سأتيح لك الأكل من كعكتي إذا قلدت الكلب أمامي”.
وافق الصبي الفقير على هذا الاقتراح الغريب، وجثم على يديه وقدميه وسط الطريق، وراح يقلد الكلب في كل حركاته والتفاتاته، ثم شرع بعد ذلك، يقضم كعكة الصبي الغني.
قال رجل حكيم كان واقفا في صمت يرقب هذا المشهد العجيب:” لو أن الصبي الفقير كان لديه ذرة من كرامة لوجد سبيلا له لكسب بعض النقود وشراء الكعكة التي يرغب فيها، ولكنه فضّل أن يتحول إلى كلب الصبي الغني ليقضم الكعكة، وغداً عندما يشتد عوده سيفعل الشيء نفسه من أجل وظيفة عامة، ولن يتردد في خيانة بلده من أجل كيس من النقود”.
حكم الإعدام
مر الجمع في الطريق. وكان يضم جنودا أشداء يقودون رجلا حكم عليه بالإعدام، إلى المشنقة.
قال أحد طالبي الحكمة على يد الحكيم أوس بن عبد السلام:” هذا رجل شرير، فذات مرة أعطيته قطعة فضية لمساعدته على تجاوز بؤسه ولم يفعل شيئا ذا بال بها.
رد الحكيم :” ربما كان شريرا، ولكنه ربما يكون في طريقه إلى المشنقة بسببك، فمن المحتمل أنه استخدم المال الذي أعطيته إياه ليبتاع خنجرا. وانتهى به الأمر إلى استخدامه في جريمة اقترفها، وهكذا فإن يديك ملوثتان في الدم كذلك. فأنت بدلا من أن تسانده بالمحبة والرقة، اكتفيت بأن تلقي إليه قطعة من النقود وتتخلص بهذا من التزامك نحوه”.
– البيان