قصة المماليك .. شجرة الدر تطحن مجوهراتها قبل مقتلها




*محمد زكريا توفيق

قابل المصريون أنباء هزيمة الفرنسيين في المنصورة، وأسر ملكهم لويس التاسع، ومغادرتهم أرض مصر إلى غير رجعة، بفرحة غامرة.

المماليك الأتراك كانوا في الأصل رعاة من سهول جنوب روسيا. النساء بينهم، كن يلعبن دورا هاما في الشؤون الاجتماعية. كانوا أكثر فعالية وجرأة من باقي النساء في العالم الإسلامي.
لذلك لم يجد المماليك البحرية أية غضاضة في تزكية “شجر الدر”، زوجة الملك الصالح أيوب، لكي تتبوأ عرش مصر، وتصبح سلطانة على البلاد. يمكن أن نعزو هذا لأسباب كثيرة، منها:
أنها كانت تركية مثلهم. هي أيضا زوجة الملك الصالح أيوب، ولي نعمتهم. كما أنها كانت قد أظهرت رباطة جأش، وذكاء شديدين، وكفاءة عالية في إدارة شؤون البلاد. في فترة من أخطر الفترات التي مرت بها مصر في تاريخها.
فقد دخل الصليبيون المنصورة بالفعل، وأصبحوا على بعد مرمى من الجيش المصري، وزوجها يرقد في حجرها يحتضر. لو علم جيشها بذلك، لانفرط عقده، وخارت قوى جنوده، وفترت عزيمتهم عن القتال.
لكنها ظلت تدير الدولة برباط جأش نادر، وتصدر الأوامر نيابة عن زوجها المريض، وأخفت خبر موته لعدة شهور. كما ثبت رجاحة عقلها، عندما قبلت الدية، لفك أسر لويس التاسع، وباقي جيشه من الأسر.
عندما تولت شجر الدر السلطنة، أبلت بلاء حسنا. أخذت تفرق الوظائف السنية والإقطاعات على أمراء المماليك البحرية. أغدقت الرزق والأموال والخيول على صغار المماليك، وأرضت هؤلاء وأولئك بكل ما في وسعها.
شجر الدر، كانت جارية تركية. أرسلها الخليفة المستعصم العباسي، هدية إلى الملك الصالح أيوب. وقع الملك الصالح في حبها، فعتقها من الرق وتزوجها. عندما بلغ الخليفة المستعصم خبر تولية شجر الدر، ذات الحجاب الجميل والستر الجليل، والدة المرحوم خليل، عرش مصر، استشاط غضبا، من فكرة تولي عرش مصر امرأة، كانت في الأصل جاريته. فأرسل رسالة شديدة الغضب واللهجة، إلى القاهرة تقول:
“اعلموا، إن كان ما بقي عندكم في مصر من الرجال من يصلح للسلطنة، فنحن نرسل لكم من يصلح لها. أما سمعتم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا أفلح قوم ولوا أمورهم امرأة؟”
لحل هذه المشكلة المستعصية، قررت شجر الدر الزواج من الأمير أيبك التركماني، والتنازل له عن السلطنة. في نفس الوقت، أُعْلن عن تتويج طفل عمره ست سنوات، ابن حفيد الملك الكامل، سلطانا بالاشتراك مع أيبك، وذلك لإعطاء الحكم صبغة أيوبية.
الأيوبيون في سوريا، لم تنطل عليهم هذه الحيلة الرخيصة. ورفضوا الاعتراف بسلطة المماليك في مصر. حاكم حلب، الملك الناصر يوسف الأيوبي، قام بالزحف بجيشه على مصر، يريد عودتها للنفوذ الأيوبي.
في يناير/كانون الثاني عام 1251، وقعت المعركة في العباسة، بالقرب من الصالحية (نسبة للصالح أيوب)، بمحافظة الشرقية. المعركة لم تكن بين مصر وسوريا، وإنما كانت بين الأيوبيين والمماليك، بانتصار المماليك على الأيوبيين، يصبح أيبك هو الحاكم الفعلي لمصر. لقب بعد ذلك بـ “الملك المعز أيبك”.
حُمِل جثمان الملك الصالح أيوب إلى مثواه الأخير، وشيّع ببالغ الحزن وبكاء الجماهير. شيدت له مقبرة فاخرة في ضواحي القاهرة. الحكام المماليك الجدد، كانوا متخوفين من الأيوبيين، الذين كانوا يتمتعون بحب الناس، ولهم شعبية كبيرة بين المصريين.
بعد هزيمة الملك الناصر يوسف في الشرقية، قام المماليك بسجن العديد من الأمراء الأيوبيين والمماليك، لشبهة أنهم كانوا من مؤيدي الأيوبيين. عامل السلطان، عز الدين أيبك، معظم الأمراء المماليك باحترام وأطلق سراحهم، لكنه أطاح برؤوس بعضهم أخذا بالأحوط. أما الأمراء الأيوبيون، فقد تم وضعهم في غيابات السجون الرطبة المظلمة، لكي يتم شنقهم الواحد تلو الآخر.
الصراع على الحكم، صراع دموي لا يعرف الرحمة. كان ضمن الأسرى الأيوبيين، الملك الصالح إسماعيل، عدو الملك الصالح أيوب المتوفي. اقتيد الصالح اسماعيل، مع باقى الأسرى في شوارع القاهرة.
عندما مروا بضريح الملك الصالح أيوب، نادى المماليك البحرية الصالحية (نسبة للملك الصالح أيوب)، عليه في القبر قائلين: “أنظر يا مولاي أنظر. هذا هو عدوك اسماعيل، وقد أسرناه”. هذا يبين لنا أن المماليك البحرية، زهرة الزهرة في الجيش المصري، لا يزال ولاؤهم للملك الصالح المتوفي، لا لرئيسهم في المعارك أيبك.
بالرغم من أن الأيوبيين، سلموا زمام الجيش للأمراء المماليك، إلا أنهم تركوا شؤون الدولة المدنية للأكفاء من المصريين والسوريين الذين قاموا بإدارة الشؤون الاجتماعية الداخلية للبلاد بمهارة استمرت ستة قرون.
الكثيرون من هؤلاء القضاة والإداريين، تقلدوا أعلى المناصب، ونالوا أسمى الرتب، وجمعوا الكثير من الثروات، وحازوا العديد من الأراضي. بدأ هذا النظام في العصر الأيوبي، واستمر مع عصر المماليك. ونعني: ترك شؤون الجيش للمماليك، وشؤون الحكم الداخلي للمدنيين، الأكثر كفاءة من المصريين والسوريين.
• المماليك الصالحية
عاد الملك الناصر يوسف إلى دمشق، بعد هزيمته في العباسة، لكي يحكم سوريا. في نفس الوقت، اتحد المماليك البحرية مع بعضهم، يجمعهم الولاء لمالكهم المتوفي الملك الصالح، لذلك يدعون المماليك الصالحية.
السلطان أيبك، لم يكن من المماليك الصالحية. أنما كان مملوكا لأمير يسمى التركماني. لذلك يسمى أيبك التركماني. بعد أن نال حريته، جند في خدمة الصالح أيوب. الأمير أقطاي، كانت له مماليكه الموالية له. من ثم، أصبح منافسا للأمير أيبك، وكون دولة داخل الدولة.
في عام 1252، أرسل الخليفة العباسي المستعصم، وفدا للوساطة بين مماليك مصر والملك الناصر يوسف، ملك الأيوبيين في سوريا. تمت الموافقة على أن يأخذ المماليك مصر وفلسطين، ويكتفي الأيوبيون بحكم سوريا.
في القاهرة، بدأ المماليك البحرية يتصرفون بعنجهية شديدة. أخذوا يشيعون الفوضى في كل مكان، ويسرقون المواطنين العزل، ويخطفون النساء. أعمال مشينة تبعث على الاشمئزاز. كما يقول المقريزي، لو أن الفرنسيين احتلوا القاهرة، لما فعلوا أسوأ من ذلك. كما أنهم، قد تآمروا لقتل أيبك وتولية الأمير أقطاي سلطانا على البلاد.
عام 1253، قامت القبائل العربية التي كانت تستوطن جنوب القاهرة بالثورة على المماليك. تصدى لهم المماليك البحرية وأقطاي، وهزمهم بعد معركة عنيفة. تم قتل كل الرجال، وسبي النساء والأطفال. القبائل العربية في مصر، كما يقول المقريزي، لم تبرأ أبدا من هذه الهزيمة.
استنجد رئيس القبائل العربية بالسلطان أيبك. ذهب هو ووفد معه، لكي يقابل السلطان، الذي كان يعسكر في مدينة بلبيس. عندما ظهروا أمام خيمة السلطان، تمت محاصرتهم من كل جانب. ثم قطعت رؤوسهم جميعا.
تبع ذلك مضاعفة الضرائب التي كانت مفروضة على القبائل العربية. الخيانة والخداع في الحرب، بالنسبة للمغول والأتراك الرعاة، شيء محمود. المماليك، كانوا دائما، يعاملون القبائل العربية بقسوة وعنف. شيء، ورثه العثمانيون فيما بعد.
في نفس الوقت، اجتمع أقطاي برجال بلاطه الخاص. أخذ يراسل الأيوبيين في سوريا. وكان يتصرف على أنه السطان رئيس الدولة، متخطيا السلطان أيبك التركماني.
المماليك البحرية، العمود الفقري للجيش، كانوا يطيعون أقطاي فقط. تجاهلوا أيبك كلية، وقاموا بالهجوم على حمامات النساء العمومية، وحملوا ما يستطيعون حمله من أجساد الصبايا البضة الرطبة العارية.
لم يعد أيبك يطيق صبرا على هذه الأعمال الإجرامية. في عام 1254، قام بدعوة أقطاي لزيارته في القلعة، لمناقشة بعض الأمور. وصل أقطاي، وسار في الدهاليز الضيقة، متوجها إلى غرفة أيبك. فقام ثلاثة من المماليك، بمهاجمته وتقطيعه إربا بسيوفهم. كان في مقدمة هؤلاء المهاجمين، قطز الذي جعله أيبك نائبا له.
عندما بدأت الأنباء تتسرب، بأن أقطاي تم القبض عليه، قام 700 فارس من المماليك البحرية، بالذهاب إلى القلعة، يتقدمهم: بيبرس البندقاري، قلاوون الألفي، سنقر الأشقر. وهي أسماء سوف تسطع وتلمع في قصتنا عن المماليك مستقبلا.
كانوا يعتقدون أن أقطاي مقبوض عليه فقط. لذلك، طالبوا بإطلاق سراحه. بينما كانوا يجعرون بحناجرهم، وينادون بأعلى أصواتهم، وهم على ظهور الخيل، وإذا برأس أقطاي تطير في الهواء وتسقط بين أقدامهم.
فهم المماليك البحرية الرسالة جيدا، وعلموا أن الموضوع جد لا هزار فيه. سرعان ما اختفوا من المشهد في لمح البصر. بعضهم ترك القاهرة في نفس الليلة.
في صباح اليوم التالي، كانت الأوامر معدة للقبض على المماليك البحرية جميعهم. وضع بعضهم في السجن، وأعدم البعض الآخر. كما صودرت كل ممتلكاتهم وسبيت نساؤهم وأطفالهم. كانت ثروة أقطاي تفوق الحصر.
عندما وصل من تمكن منهم الهرب إلى غزة، أرسلوا إلى ملك الأيوبيين في سوريا، الناصر يوسف، عارضين خدماتهم واستعدادهم للانضمام إلى جيشه. قبل العرض، وأصبحوا تبع القوة المرابطة في دمشق.
على ما نذكر، كان يشارك أيبك السلطنة، طفل أيوبي عمره ست سنوات، الأشرف موسى. في عام 1254، أرسل أيبك الطفل الأيوبي، لكي يعيش في المنفى، لدى امبراطور اليونان، ثيودور الثاني لاسكاريس.
في عام 1256، جاءت المراسيل من الخليفة المستعصم، لكي تتوسط بين أيبك والملك الناصر يوسف في سوريا. وتم الاتفاق على أن لا يوظف الناصر يوسف أيا من المماليك البحرية في خدمته. فذهب المماليك الهاربون من مصر، لخدمة الملك المغيث عمر، الذي كان يحكم إمارة أيوبية مستقلة بالكرك (مدينة أردنية حاليا).
في ذلك الوقت، طلب أيبك يد ابنة الملك المنصور، أمير حماة. وطلب أيضا يد ابنة بدر الدين لولو، حاكم الموصل. لم لا ودينه يسمح له بالزواج من أربعة. لكن هذه الزيجات كانت في الغالب زيجات سياسية، أكثر منها زيجات متعة.
لكن زواجه السياسي السابق من شجر الدر، لم يكن زواجا سعيدا. كان الاتفاق بينه وبين شجر الدر، أن يقوم بطلاق زوجته الأولى التي أنجب منها الولد. كانت شجر الدر تحكم مصر، قبل زواجها من أيبك. وكانت تعتقد، أنها لازالت تحكم مصر. بينما كان أيبك يعتقد أنه السلطان الأوحد للبلاد. أيبك كان يرأس الجيش. وشجر الدر، كانت تدير شؤون الدولة المدنية.
أيضا، من أسباب الصدام والشجار الدائم بين أيبك وشجر الدر، هو معاملته القاسية للمماليك البحرية، الذين كانوا يدينون بالولاء لشجر الدر. كما أنها كانت تخفي ثروة زوجها السابق الملك الصالح أيوب، وترفض البوح بمكانها لأيبك. لأنها لو فعلت، لتخلص منها أيبك بالقتل أو الطلاق.
لذلك، وخصوصا بعد زيجاته الأخيرة، أرسلت شجر الدر إلى الملك الناصر يوسف في سوريا، تعرض عليه قتل أيبك، والزواج منها، وضم سوريا ومصر في دولة واحدة.
في أحد الأيام، بعد أن مارس أيبك رياضة “البولو”، عاد منهكا يتصبب عرقا إلى القلعة. ذهب من فوره إلى الحمام، حيث كان ينتظره خمسة من عبيدها الأشداء الغلاظ. بعد مقاومة قصيرة، تم خنقه في الحمام. أفلام هتشكوك المرعبة، لا تقارن بما كان يجري في قصورنا الملكية.
يقال إنه كان يستنجد بها ويستعطفها، لكي تبقي على حياته. وعندما رقت لحاله وأمرت غلمانها بالكف عنه، قالوا لها، لو أبقينا على حياته لهلكنا جميعا. واستمروا في قتله.
فجأة، أصبح كل شيء في حيص بيص. أعوان شجر الدر، قاموا بدعوة الأمير عز الدين حلبي، لكي يتوجوه سلطانا على البلاد. أعوان أيبك، أصروا على أن يكون علي بن أيبك، من زوجته الأولى، هو السلطان الجديد.
• شجر الدر تطحن جواهرها قبل مقتلها
مماليك أيبك، أرادوا تنصيب علي بن أيبك. وقاموا بالقبض على شجر الدر، وسجنوها بالبرج الأحمر. ثم سلموا أمرها، لـ “أم علي” ضرتها وزوجة أيبك الأولى. بسبب غيرتها المجنونة، قامت هي وجواريها بضرب شجر الدر بالقباقيب على رأسها حتى وفاتها. ويقال إنها كانت تشترك بنفسها في الضرب. (ماذا تتوقع من ضرة).
ثم سحبوها من رجلها ورموها من فوق السور إلى خندق القلعة وهي شبه عارية. ليس عليها غير لباس داخلي في وسطها. قيل إن بعض الحرافيش نزل إلى الخندق تحت جنح الظلام، وقطع دكة لباسها المصنوعة من الحرير الأحمر. فوجد فيها كرة من لؤلؤ ونافجة مسك.
ظلت جثتها مرمية في الخندق مدة ثلاثة أيام، تلغ فيها الكلاب. بعد ذلك، حُمِلت، المرأة التي أنقذت مصر أيام معركة المنصورة، في قفة ودفنت في تربتها المعروفة إلى اليوم، عند مدخل قرافة الإمام، قرب مقام السيدة نفيسة بالقاهرة.
لقد قضت شجر الدر، ساعاتها الأخيرة، عندما علمت مصيرها، في طحن جواهرها بيد الهون على رخام القصر، حتى لا تستخدمه ضرتها أم علي.
أعداؤها، لم يكونوا أقل قسوة علي خدمها وعبيدها. فقد قاموا بقتل 40 منهم، بتوسيطهم (أي شقهم بالسيف من الوسط). حتى من كان مسالما منهم وليس له أو لها أي ذنب أو دور في هذا الصراع الدموي على السلطة.
أيبك كان يبلغ من العمر 60 عاما عند مقتله. حكم مدة 6 سنوات فقط. كان قائدا حذرا، شجاعا في المعارك، لكنه كان محبا لإراقة الدماء. يقول المقريزي، إنه قتل العديد من الأبرياء، لإشاعة الرعب بين أعدائه وباقي الرعية على السواء. فرض ضرائب جديدة على المصريين.
أثناء هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، لم يكن أحدا من المماليك البحرية الأتراك، يعرف اللغة العربية. اللغة الرسمية كانت التركية، وهي لغة لا يعرفها المصريون. القاضي المصري، زين العابدين بن الزبير، تم اختياره رئيسا للوزراء، لأنه كان يعرف التركية إلى جانب العربية. بذلك يمكنه أن يكون حلقة وصل بين المماليك والرعية.
في مارس عام 1257، الأمير علي، ابن السلطان المتوفي أيبك، تم تنصيبه سلطانا بواسطة مماليك أبيه. كان عمره في ذلك الوقت 15 سنة. الأمير قطز، الذي كان نائبا لأيبك عند وفاته، أصبح وصيا على السلطان الصبي، علي.
عندما تسربت بعض الأنباء، بأن الوزير شرف الدين الفائزي يقول، إنه لا يجب أن يحكم مصر طفل، أرسلت “أم علي” بعض رجالها الأشداء، لخنق الوزير طويل اللسان. يا لها من امرأة.
هناك طبق حلوى مشهور في مصر يسمى “أم علي”، يقال إنه من ابتكارات أم السلطان علي، وزوجة أيبك الأولى. الطبق مكون من الرقاق الأبيض المسقي باللبن ومحلى بالمكسرات والزبيب (العنب المجفف). يشبه في الشكل جزءا من ثدي شجر الدر الأبيض.
المماليك الذين فروا من مصر أيام أيبك، والموجودين حاليا في آسيا الصغرى لدي أحد الحكام السلاجقة، حاولوا العودة إلى مصر، لكنهم منعوا من ذلك، وقبض على أميرهم قلاوون وسجن. المماليك البحرية، لا يزالون غير مرغوب فيهم في مصر، طالما بقي مماليك أيبك في الحكم، تحت قيادة قطز، الوصي على السلطان الصبي.
عاد باقي المماليك البحرية بقيادة بيبرس إلى خدمة الأمير المغيث عمر، في الكرك. وبعد ذلك بفترة قصيرة، هرب قلاوون من السجن ولحق بهم في الكرك.
المغول، قوم يسكنون سهول آسيا جنوب سيبيريا، مثل الأتراك الرعاة، لكنهم أكثر شراسة من الأتراك. يقطنون عادة جنوب بحيرة بايكال، أكبر وأعمق بحيرة مياه عذبة في العالم.
في عام 1206، تم اختيار جنكيز خان رئيسا للمغول. الفترة ما بين عام 1211 إلى عام 1216، قضاها جنكيز خان في الإغارة على الصين. بعد ذلك، في عام 1219، حول انتباهه إلى الغرب.
في ذلك الوقت، كانت دولة السلاجقة القوية قد اضمحلت، وتركت لنا حكاما ضعفاء، لا يستطيعون المقاومة. من عام 1220 إلى عام 1225، لم يدخر جنكيز خان وسعا في تحويل فارس إلى صحراء جرداء. طريقته واحدة وأسلوبه لا يتغير.
يهجم وهو يسوق الرجال المساجين والأسرى أمامه كالغنم. عنما يقابل مقاومة، يكون هؤلاء الأسرى، بينه وبين الأعداء، يجعلهم مصدات تحميه من رشق النبال. كما أنه يجعلهم يردمون الخنادق لكي يعبر عليها جيشه، ويجبرهم على تسلق الأسوار والجدران وفتح البوابات.
النساء تغتصبن، والسكان يجزرن، بغض النظر عن السن أو النوع. المدينة تنهب، ثم تمحق وتسوى بالأرض. عدد السكان يتقلص. الخراب والحرائق في كل مكان. لكن، يموت جنكيز خان في صيف عام 1227، وعمره 66 سنة.
ابنه الأكبر، جوجي، ورث عنه سهول شمال البحر الأسود وبحر قزوين، التي كانت مسكونة بقبائل القبجاق الأتراك. ابنه الثالث، أوقطاي، بقي في منغوليا ك “الخان الأعظم”. وتفرغ لإكمال قهر الصينيين وتدمير بلادهم. جيش مغول آخر، قام بمداهمة أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وتم تدميرها بالكامل.
في عام 1243، السلطان في آسيا الصغرى، أصبح من المغول. في صيف عام 1251، بينما كانت شجر الدر، لا تزال سلطانة مصر، “مونكو” ابن “تولي”، أصبح الخان الأعظم. انتخابه جاء نتيجة صراع داخلي بين المغول.
في ذلك الوقت، أرسل المغول ثلاثة قواد: واحد ليكمل مهاجمة الصين بقيادة شقيق الخان الأعظم مونكو. “هولاكو” وأخ ثالث، كلفوا بمهاجمة العراق وسوريا ومصر.
• هولاكو في بغداد وخيانة الناصر يوسف
في 13 فبراير/شباط عام 1258، أخذ هولاكو بغداد. ذبح كل السكان، رجال ونساء وأطفال. الخليفة المستعصم، قتل تحت سنابك خيل المغول. بغداد، التي كانت زهرة المدائن، تحولت إلى أكوام ردم يتصاعد منها الدخان. في 20 فبراير/شباط 1258، توجه هولاكو إلى تبريز.
الناصر يوسف، ملك الأيوبيين في سوريا، المرعوب حاليا، أرسل وفدا إلى هولاكو في تبريز، محملا بالهدايا والعطايا (رشوة). بالإضافة إلى رسالة مفحمة بالصداقة والدفء والمجاملة، يطلب منه مساعدته في فتح مصر وانتزاعها من المماليك. إن لم تكن هذه خيانة، فماذا هي الخيانة إذن؟
لكن رد هولاكو، كان عنيفا قاسيا، جاء فيه:
“عندما يصلك خطابي هذا، فاسرع بالاستسلام إلى الخان الأعظم، ملك الملوك، سيد الأرضين. سلم نفسك له، وكذلك شعبك وعساكرك وثروتك. بهذا، تتجنب غضبه وتنول رضاه. أين يمكنك الهرب؟ فلا عاصم اليوم من غضبه. قوتنا العظمى جعلت الأسود تستسلم. كل الأمراء والوزراء هم رعايانا وأتباعنا.”
خطاب هولاكو، أثار الذعر في دمشق. ترك الكثيرون منازلهم، وتوجهوا إلى مصر. بعضهم مات في الطريق من وعثاء السفر. آخرون كانوا عرضة لقطاع الطرق وعصابات اللصوص. الناصر يوسف الملك الأيوبي، لم يجد بدا من إرسال وفدا إلى القاهرة، طالبا النجدة من المماليك أعدائه. وهل أمامه شيء آخر؟
في نفس الوقت، المغول (أو التتار وهم نفس الشيء)، قاموا بعبور نهر الفرات متوجهين إلى سوريا.
عندما وصل وفد الناصر يوسف إلى القاهرة، دعى قطز إلى اجتماع عاجل لأمراء المماليك وقاضي القضاة. سألوا قاضي القضاة، هي يمكن أخذ أموال الناس للإنفاق على مثل هذه الحرب؟ أجاب القاضي بشجاعة، أنه يجوز إذا بدأ المماليك بأنفسهم أولا، ولا يجوز غير ذلك. لم يجد المماليك بدا من الامتثال لرأي القاضي.
لم يؤخذ في الاجتماع قرار، بالنسبة لنجدة سوريا. لكن قطز، أشار إلى أن البلاد تحتاج في هذا الوقت العصيب إلى سلطان مقاتل، لا إلى سلطان طفل. السلطان علي الطفل، كان يقضي وقته، أثناء الاجتماع، في اللعب. وكانت أمه، هي التي تصدر الأوامر نيابة عنه.
هنا غضب أمراء المماليك بشده، لمجرد التفكير في خلع الطفل، ابن أميرهم أيبك. لكن قطز، عالج الأمر بحكمة. أخبرهم بخطورة الأمر، وأن التتار يزحفون على مصر، فالأمر جد خطير، يستدعي وجود حاكم واحد للبلاد. وعندما نقوم بهزيمة العدو الشرس، يمكننا بعد ذلك، أن نختار من ترون لكي يكون السلطان.
بعد الاجتماع، تكلم بانفراد مع مجموعة من الأمراء، كل على حدة، لكي يقنعهم ويخفف من معارضتهم. بعد ذلك، تم الاعتراف به سلطانا على البلاد. وقام هو بتكريس كل جهده وطاقته استعدادا للحرب القادمة. ثم قام بالرد على الناصر يوسف في سوريا.
في نفس الوقت، أخذ هولاكو حران كالإعصار الكاسح. ثم عبر الفرات، وفي ديسمبر 1259، كانت جيوشه تحت أسوار حلب. أخذ هولاكو حلب في سبعة أيام، كما يقول المقريزي. ثم قضى التتار خمسة أيام أخرى في القتل والنهب واغتصاب النساء والصبايا.
الشوارع كانت مغطاة بالجثث التي كان التتار يدوسونها بأقدام الخيل. القلعة، قاومت مدة شهر، لكنها أخذت في 1260. بعد ذلك، سوَّى كل مبنى بالأرض. كل الأشجار، تم قطعها. تحولت البلد إلى مساحات ترابية وأكوام هدم. 100 ألف امرأة وطفل، تحولوا إلى جواري وعبيد.
الناصر يوسف، كان يبغي في البداية مقاومة هولاكو. لكنه كان مترددا. مما أضعف الروح المعنوية لجنوده. عندما نصحه أحد قواده بالاستسلام، استشاط غضبا الأمير بيبرس البندقاري، المملوك البحري، وكان حاضرا في مجلس الناصر يوسف.
كان تعبيره عن رفضه للاستسلام عنيفا، لدرجة أنه غادر المجلس بدون استئذان، ينتفض غضبا، وعاد إلى مصر. قلاوون، مملوك بحري آخر، غادر كرك، وعاد إلى مصر.
بالرغم من وجود مماليك أيبك في الحكم، إلا أن المماليك البحرية انضموا إليهم في مثل هذا الوقت العصيب. نسي الكل خلافاتهم الداخلية، وبدأوا في التفكير الجماعي، كيف يواجهون هذا الخطر الداهم الخارجي، القادم إليهم كالإعصار.
في دمشق، الجيش بدأ في التفكك بسبب تردد الناصر يوسف. عندما جاءت الأنباء بتدمير حلب بالكامل، حدثت فوضى عارمة بين الناس. الناصر يوسف وبعض قواد الجيش هربوا إلى غزة، تاركين سوريا بالكاملة لمشيئة الرحمن.
الزحام الشديد، وتكدس الناس، كانا عند بوابات المدينة. الكل يبحث عن حمال ووسيلة مواصلات.أجرة الجملالواحد وصلت 700 قطعة فضة. الذين لا يستطيعون إيجاد وسيلة للنقل.كانوا كالحب المنثور، ينتشرون في الفلاة والفيافي والقفار والصحاري.
يهيمون على وجوههم في رعب وضياع. هذه تحمل متاعها فوق رأسها، أو طفلها على كتفها. وهذا يمسك بأولاده بيديه وهو يهرب بهم، ولكن إلى أين؟ يقول المقريزي، إنه كان مثل يوم الحشر.
الأمراء الأيوبيون الآخرون، الملك الأشرف موسى، ملك حمص، اختار الطريق السهل وانضم إلى هولاكو. الملك المنصور محمد، ملك حماة، أخذ نسوانه وأطفاله وتوجه إلى مصر. الناس في حمص وحماة، فروا إلى جبال لبنان، كأنهم يهربون من فيضان نوح. الكل يبحث عن مكان مرتفع يعصمه من الماء.
من دمشق، ذهب القاضي محي الدين ذكي إلى هولاكو مباشرة. استقبل استقبالا حسنا، وعاد يوم 14 فبراير/شباط 1260، بفرمان من الأمير المغولي، يعد بالصفح والغفران. في أول مارس/آذار 1260، دخل جيش المغول دمشق بقيادة كتبغا. إلى جواره بوهيموند السادس أمير أنطاكيا، وهيثم الأول، وكريشن الأرميني ملك قليقيا (جنوب تركيا).
لم يحدث أي تحرش من القوات الغازية. من بقي في دمشق، لا يصدق أنه لا يزال على قيد الحياة. إلا أن العفو لم يكن يشمل سوى دمشق. انتشر المغول جنوبا مثل الجراد حتى وصلوا إلى الخليل وغزة. قتلوا واغتصبوا ونهبوا وفعلوا كل الموبقات كعادتهم.
لم يرتح قطز لوجود الناصر يوسف الأيوبي في مصر، فعاد الناصر يوسف إلى عمان. هناك، تم القبض عليه وتسليمه إلى هولاكو، الذي لم يرحمه وقام بفصل رأسه عن جسده.
عندما مات الخان الأعظم، كان هولاكو يستعد لغزو مصر. لذلك، غير هولاكو من خطته. ترك جزءا من جيشه بقيادة كتغدا، للحفاظ على سوريا. أخذ هولاكو بقية جيشه وعاد إلى منغوليا، آملا أن يكون هو الخان الأعظم.
• غزو مصر، أمر يمكن أن يؤجل
غزو مصر، أمر يمكن أن يؤجل، أما منصب الخان الأعظم، فلا. لكنه أصيب بخيبة أمل، عندما وجد أخوه قوبلاي، هو الذي تم اختياره قبل وصوله.
في نفس الوقت، أربع سفراء من هولاكو وصلو إلى القاهرة. معهم رسالة عدائية كلها حرب نفسية، جاء فيها:
“من ملك ملوك الشرق والغرب، الخان الأعظم. قطز مملوك هرب من سيوفنا. يجب أن تتعظوا من مصير الدول الأخرى. وتسلموا مصيركم لنا. نحن لا نتأثر بالدموع، ولا ترق قلوبنا للنحيب. لقد قهرنا مساحات شاسعة، وقطعنا رقاب كل الناس. أنتم لا تستطيعون الهرب من جيوشنا. ..إلخ”.
كتب هذا الخطاب قبل سماع هولاكو بموت الخان الأعظم مونكو.
جمع قطز الأمراء المماليك، وقرأ عليهم خطاب هولاكو. سماعهم بمغادرة هولاكو، شجعهم جميعا على القتال. السفراء المغول، تم توسيطهم (أي شقهم من النصف بالسيف). ثم قطعت رؤوسهم، وعلقت على باب زويلة بالقاهرة. (إخواننا المماليك دول لا يعرفون الهزار).
صدرت الأوامر بالتعبئة العامة لجيش المماليك. بعد ثلاثة أيام، تجمع الجيش بالصالحية (محافظة الشرقية). اجتمع قطز بأمراء المماليك للتشاور، واقترح التقدم لملاقاة المغول. لكنه قوبل بمعارضة شديدة. رفض بعضهم التحرك. وأبدوا استعدادهم للدفاع عن مصر، أما الذهاب إلى سوريا لملاقاة التتار فكلا وألف كلا.
استشاط قطز غضبا لموقف الأمراء المماليك. فصرخ فيهم قائلا:
“يا أمراء المسلمين. منذ زمن بعيد وأنتم تنهبون ثروات هذه البلاد. الآن ترفضون السير لملاقاة العدو. حسنا: سوف أسير أنا وحدي. المخلصون منكم، يتبعونني. أما الباقي، عليه أن يعود إلى بيته. ذنب ما سيقع لنساء المسلمين، سيكون في رقاب من يرفض الآن القتال.”
قبل أن ينفض الاجتماع، حصل قطز على تعهد وقسم بالولاء من بعض الأمراء. هؤلاء هم الذين قرروا أن يتبعوه. الباقي أحس بالحرج والخزي، إن لم يحزوا حزوهم. الأمير بيبرس البندقاري، أُعْطِي قيادة الفيلق المتقدم. وسار جيش المماليك على الطريق الساحلي متوجها إلى عكا.
الصليبيون في عكا، عرضوا السير مع السلطان قطز، الذي رفض مساعدة جيشهم. ولكنه قبل المساعدة اللوجستية. وأقسم الصليبيون لقطز أنهم سوف يبقون على الحياد.
عقد قطز اجتماعا ثانيا للأمراء المماليك، قبل التوجه للمعركة. ألقى فيهم خطابا قويا حماسيا، يشحذ الهمم ويرفع الروح المعنوية. ذكرهم بالمجازر التي اقترفها التتار، واغتصابهم للنساء والأطفال، وتدميرهم لبيوت المسلمين ومقدساتهم، على أيدي هؤلاء الكفار. ليس أمامنا سوى الوقوف كالرجال لقتال هؤلاء الرعاع المعروفين بالتتار.
بكي كثير من المماليك لكلمات قطز، وأقسموا بأغلظ الأيمان أنهم سيقومون بطرد هؤلاء الأنجاس من سوريا. ثم تحرك بيبرس بفيلقه المتقدم، وتبعته بقية الجيش، بخيوله وأعلامه وطبوله.
كتبغا، قائد التتار مع جيشه الذي يدافع به عن سوريا. عندما سمع عن تقدم قطز، سار جنوب دمشق وعبر الأردن متوجها منطقة مرج ابن عامر. هو يعرف أن جيش قطز يفوقه عددا، لكنه كان واثقا من النصر، لأن التتار لا تقهر.
في صباح يوم 3 سبتمر/أيلول 1260، بعد شروق الشمس مباشرة، واقترابهم من عين جالوت (عين المارد جوليات)، أبصر فيلق بيبرس المتقدم، كشافة المغول. علم أنهم قادمون من الغرب، في طريق عرضه 7 أميال، يضيق إلى ثلاثة أميال، في عين جالوت.
• قطز .. وثيقة النصر الرسمية
جغرافية المكان، تبين أن المماليك يأتون من المنحدر النازل، بينما المغول، يأتون من المنحدر الصاعد. علم بيبرس أن هذا هو أفضل مكان مناسب للمعركة. طبول الحرب في معسكر المماليك، يسمع دويها عاليا.
هجم كتبغا بجيشه هجمة مضرية وغضبة شديدة، جعلت فيلق بيبرس يتنحى جانبا، ويفقد خاصرته اليسرى. لكن المماليك الذين لهم خبرة سابقة في الحرب مع الصليبيين، لم يجزعوا، وظلوا برباطة جأشهم. هذا لم يره المغول في الجيوش التي قابلوها من قبل.
المركز، في فيلق بيبرس، وجناحه اليمين، ظلا صامدين. بعد قليل، التفوق العددي للمماليك، بدأ يظهر تأثيره. بينما كان المماليك يحيطون بجيش التتار، كان التتار يقاتلون بشراسة. كتبغا الذي لا يقهر، ظل يجري يمينا ويسارا كالمجنون، يحث قواته ويستجمع قواه للهجوم المضاد.
في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ البشرية، تقدم قطز إلى مقدمة الجيش، خلع خوذته حتى يراه الكل، وصرخ صرخته المدوية لكي يسمعها العالم كله، ويردد صداها بين كل أجياله، “واإسلاماه، واإسلاماه، واإسلاماه”.
ثم قام بالهجوم على فيالق التتار، يتبعه بقية جيشه. كان الهجوم كالإعصار لا يقاوم. فرق شمل جيش المغول، وشتتهم بددا، ثم أبادهم كلية من ساحة المعركة. كتبغا، مات فرسه تحته، وأخذ أسيرا. مَثُل أمام قطز، فأمر بقع رأسه.
تفرق شمل التتار، وهرب من بقي منهم على قيد الحياة. المماليك في أثرهم تطاردهم، بالنبال والسيوف والحراب. كان بيبرس يحارب مع قطز، جنبا إلى جنب.
في بيسان، عادت فلول المغول تحارب حربا يائسة يدا بيد. هنا صرخ قطز صرخة ثانية، “انصرنا يا إلهي”. وكان صوته مجلجلا فوق المكان. انهار جيش المغول بالكامل، وهرب منهم من يستطيع الهرب.
ترجل قطز، وقام بالصلاة ركعتين شكرا لله على النصر المبين. رأس كتبغا، أرسلت إلى القاهرة، كبرهان على هزيمة التتار. عندما وصلت الأنباء إلى دمشق، تقهقر جيش التتار هناك إلى الشمال. وقام الناس بمطاردتهم. وقتل من يقع في أيديهم.
بعد ذلك بيومين، عسكر قطز بالقرب من بحيرة طبرية. وجلس يكتب وثيقة النصر الرسمية. الدمشقيون كادوا يجنون من الفرح. توجهوا بعد ذلك، إلى كل من اتهم بمساعدة التتار، وقاموا بنهب منازلهم ومتاجرهم، إلى أن تدخلت الشرطة المحلية لحفظ النظام.
______
*ميدل ايست أونلاين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *