وفاة بطل فيلم لورنس العرب


*عبدالخالق علي

1932 – 2013 ) 

عن عمر ناهز الحادية و الثمانين وافت المنية الممثل بيتر أوتول، الذي صعد إلى الشهرة في فيلم ديفيد لين ” لورنس العرب” عام 1962 و المرشح لثماني جوائز أوسكار، في مستشفى ويلينجتون في لندن بعد صراع طويل مع سرطان المعدة منذ سنوات السبعينات . 
تقول ابنته كيت أوتول ” نحن ممتنون جدا لمشاعر الحب و فيض الود التي عبّر عنها محبوه و نشكرهم جميعا من أعماق قلوبنا ” .
في بداية حياته المهنية أصبح أوتول رمزا لسلالة جديدة من مدمني الكحول في هوليوود، قال ذات مرة ” نحن مبشرو الستينات ، أنا و ريتشارد بيرتون و ريتشارد هاريس ؛ كنا نفعل علنا ما يفعله غيرنا بالسر. كنا نحتسي الخمر علنا “.
في العام الماضي أعلن أوتول اعتزاله التمثيل قائلا ” إني أودّع مهنة التمثيل بعيون جافة و بامتنان عميق “. و أضاف ان مسيرته الفنية على خشبة المسرح و على الشاشة قد كفته عاطفيا و ماديا و جمعته مع ” أناس طيبين و صحبة لطيفة شاركتهم الكثير”.
كان الرئيس الإيرلندي ميشيل هيكنز من بين أول المعزين قائلا ” لقد فقدت إيرلندا و العالم واحدا من عمالقة السينما و المسرح . في قائمة طويلة من الأدوار البارزة على المسرح و الشاشة ، عانى بيتر الكثير كممثل. كان مهتما جدا بالأدب و بحب قصائد ( سونيتات ) شكسبير بوجه خاص . و بينما تم ترشيحه كأفضل ممثل لجائزة الأوسكار لثماني مرات و استلامه جائزة أوسكار خاصة من أقرانه لمشاركته في السينما ، فقد كان ملتزما بعمق بالمسرح. الذين شاهدوه و هو يلعب أدوارا بارزة على الشاشة من فيلم “لورنس العرب” عام 1962 إلى دور هنري الثاني في فيلم “بيكيت” و ” الأسد في الشتاء ” و في عشرات الأفلام ، يشعرون بالامتنان لحياته التي كرّسها لفن الكاميرا “. 
يضيف هيكنز الذي عرف أوتول كصديق منذ عام 1969 ” كل من يعرفه في الغرب سيفتقد روح النكتة والصداقة الكريمة التي تميز بها أوتول . إنه غير مسبوق بفضله في كل الأدوار و في الأداء المسرحي”.
كما قدّم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعازيه قائلا بأن لورنس العرب – فيلمه المفضل – كان مذهلا . من جانبه قال وكيل أوتول ستيف كينيس ” كان فريدا بمعنى الكلمة و عملاقا في مجال عمله “. 
أعلنت عائلة ان ” حفلا تأبينيا سيجري و سيكون حافلا بالغناء و البهجة كما كان يرغب ” لكن حتى ذلك الوقت فليحزن عشاقه كما يحلو لهم بصورة شخصية . 
في بداية حياته المهنية أصبح أوتول رمزا لسلالة جديدة من مدمني الكحول في هوليوود، قال ذات مرة ” نحن مبشرو الستينات ، أنا و ريتشارد بيرتون و ريتشارد هاريس ؛ كنا نفعل علنا ما يفعله غيرنا بالسر. كنا نحتسي الخمر علنا “. 
في سنوات التسعينات، وجد الشهرة المسرحية من خلال التمثيل في مسرحية كيث ووترهاوس ” جيفري برنارد ليس على ما يرام ” التي تدور حول صحفي مدمن على الشرب ينصب حواجز في سوهو . 
في الشهر الماضي تم إقناعه بالعدول عن التقاعد و التمثيل في فيلم عن روما القديمة بعنوان ” كاثرين الإسكندرية ” ليلعب دور كورنيلوس غالوس أحد خطباء القصر . من المعتقد أنه أكمل التصوير في الفيلم مع جوس آكلاند و ستيفن بيكروف و إدوارد فوكس، ومن المؤمل إطلاق الفيلم في العام المقبل . 
يعتقد ان بيتر أوتول ولد في كونيمارا من مقاطعة غالواي في إيرلندا، و عاش في لندن . انطلق إلى النجومية عام 1962 في فيلم عن قصة حياة تي إي لورنس و استمر بلعب أدوار بارزة في أفلام ” وداعا مستر تشيبس ” ، ” الطبقة الحاكمة ” ، ” الممثل البديل ” ، ” سنتي المفضلة “. تسلم جائزة أوسكار فخرية عام 2003 بعد ثمانية ترشيحات للأوسكار دون الفوز بأي منها – ليس لديه سجل من الانتقادات . أراد ان يدافع عن حقه لدى الأكاديمية لكنه اقتنع أخيرا قائلا ” الوصيفة لا تكون عروساً أبداً “. 
ترك بيتر أوتول وراءه ابنتين من زواجه بالممثلة سيان فيليبس هما بات و كيت ، كما ترك ولدا من كارين براون هو لوركان أوتول.
________
 عن: الغارديان

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *