اختتام مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان 4

اختتمت فعاليات مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الرابعة مساء الثلاثاء 10 كانون أول الجاري بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان، وبعرض للفيلم المصري “فيلا 69″ بحضور مخرجته آيتن أمين، وبطله الفنان خالد أبو النجا، بحضور جماهيري حاشد، وبحضور السفير المصري في عمان، حيث أعلن عن فوز ” سباط العيد” بجائزة الشباب الطلاب للأفلام القصيرة و”فعل القتل” بجائزة كرامة لأفضل فيلم وثائقي طويل، كما أعلن عن انطلاق فعاليات مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الأولى في فلسطين، في الفترة من 14- 19 كانون أول “ديسيمبر” 2013، حفل الاختتام الذي قدمه عمر الطراونة من فريق كرامة، استهله بالقول “مرت 6 أيام، ارتحلنا بها عبر الشاشة إلى عوالم مختلفة، وشاهدنا التقاطاتٍ متفرقة للإنسان واختبرنا مع المعتقلين والمضطهدين ألمهم، ورافقنا الأطفال الذين يحلمون بطفولة والنساء اللواتي يصبون إلى نافذة حياة. 6 أيام قدم بها كرامة بدورته الرابعة قرابة 70 فيلماً وثائقياً وروائياً وتحريكياً… من الإنسان إلى الإنسان … عن الإنسان”. مواصلا تقديم فقرات الاحتفال التي تميزت بعرض فواصل فيلمية أنيقة.

بداية أود أن أعبر عن جزيل شكري وفريق كرامة للشريك الرسمي لمهرجان كرامة ممثلا بعطوفة السيد محمد أبو سماقة مدير عام المركز الثقافي الملكي، وتعاونه المثمر والمتواصل معنا، ومع قطاع العمل الثقافي والفني.

نصل هذا اليوم إلى نهاية فعاليات هذه الدورة آملين أن نكون قدمنا باقةً من الأفلام الحقوقية التي أثمرت عن نقاشاتٍ بناءة وساعدت في زيادة الوعي حول حقوق الإنسان عامة، وعلى رأسها الكرامة، والتي يحملُ المهرجانُ اسمها.

ولكننا نؤمن أن النضال من أجل الإنسان والإنسانية لا ينتهي، وأن هذه المسيرة يجب أن تستمر، وأن تتسع لتشمل أكبر عددٍ ممكن من الناس، في مجتمعنا العربي وفي العالم أجمع. وحتى لو كانت متأخرة بعض الشيء إلا أن الأهم هو وصول الرسالة؛ فكما يقال: “أفضل وقت لغرسِ شجرة، كان قبل 20 عاماً… ثاني أفضل وقت، هو الآن”.

والآن هو الوقت، لإحياء كرامة الفكرة، ولإطلاق كرامة والمهرجان، تحت سماءِ فلسطين، عبر مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، والذي سيبدأ دورته الأولى بعد 4 أيام.

اليوم، وتقاطعاً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي يحتفل هذا العام بعشرينية مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة كثيمة أساسية… يختار مهرجان كرامة، “حقوق الأسرى والمعتقلين السياسيين” كثيمة فرعية لهذا العام، في هذا اليوم، العاشر من ديسمبر 2013، تقديراً لكل الأسرى والمعتقلين الذين يدفعون سنين من أعمارهم فداءً لكرامة الإنسان وحريته.

ونقدم اليوم تكريم الكرسي الفارغ للمناضل الراحل نلسون مانديلا تقديراً لتاريخه ونضاله في مواجهة الظلم في كل الأشكال ولكل الشعوب؛ واحتراما للرجل الذي عانى أنواعا كثيرة من الاضطهاد في حربه من أجل كرامة إفريقيا، من أجل مبدأ كرامة الإنسان. 

كما أعلن المنتج المصري شريف مندور في الحفل الختامي، عن جوائز كرامة ، وفوز ” سباط العيد” بجائزة الشباب الطلاب للأفلام القصيرة و”فعل القتل” بجائزة كرامة لأفضل فيلم وثائقي طويل. 

وكان مندور وجه الشكر لمهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، ولأعضاء لجنة التحكيم، والجمهور الكريم في الأردن. كما قرأ مندور ما قاله مخرج فيلم فعل القتل فهو جوشوا أوبنهايمر، الذي تعذر حضوره لاستلام الجائزة “أود أن أشكر فريقي من الإندونيسين المجهولين، بدونهم لم يكن هذا الفيلم ليوجد. كما أشكرعائلات الضحايا الذين أخبرونا في البدء بقصصهم، وألهمونا لصناعة هذا الفيلم”.

ويذكر أن فيلم “سباط العيد” فيلم من تونس، يحكي عن “نادر، طفلٌ في التاسعة، يحب أن يركض كما لو أنه يريد تحدي الجاذبية. بينما كان مع والديه لشراء ملابس العيد، سقط اختياره على سباطٍ باهظ الثمن، لا يمكن لأبيه دفع ثمنه”.

وهو أخراج انيس لَسْود المولود في نابل، تونس، عام 1972، وحصل على شهادة البكالوريوس بتخصص “إنتاج الأفلام” من المعهد المغربي للسينما” في تونس. أخرج فيلما روائياً قصيراً باسم “اللغز” كمتطلب لمشروع تخرجه عام 1998. يخرج أنيس حالياً الأفلام الوثائقية القصيرة.

أما فيلم “فعل القتل” وهو فيلم انتاج مشترك (الدنمارك، بريطانيا، النرويج)، ويروي “أن أنور كونغو وأصدقائه كانوا يرقصون طريقتهم، بتعذيب الآخرين في مشاهد أفلام الجريمة، ويهرعون من أخويةٍ إلى أخرى كرعاة البقر الحدائين.وبالرغم من أن أنور كونغو وأصدقائه من مرتكبي القتل الجماعي إلا أن دخولهم إلى صناعة الأفلام ، يحتفلُ به في الميديا ويناقش على شاشات التلفاز”.

نبذة عن المخرج:أما مخرجه فهو جوشوا أوبنهايمر المولود في تكساس، الولايات المتحدة الأمريكي عام 1974. عمل لما يزيد عن العقد مع المليشيات، وفرق القتل وضحاياهم ليستكشف العلاقة بين العنف السياسي والمخيلة الجماهيرية. أوبنهايمر، باحثٌ كبير في مشروع “المجلس البريطاني لدراسة الفنون والعلوم الإنسانية”، الإبادة الجماعية وإبادة النوع. ونشر كثيراً من البحوث حول هذه الموضوعات. 

الأفلام الطويلة المتنافسة على جائزة “الوثائقي”

وكان مندور استعرض الافلام الستة المتنافسة بجائزة كرامة لأفضل فيلم وثائقي طويل، وهي: 

عالم ليس لنا | مهدي فليفل

A World Not Ours | Mehdi Flefel

لا براقع خلف الجدران | نيما سارفستاني

No Burqas Behind Bars | Nima Sarvestani

نحنا موهيك | كارول منصور

Not Who We Are | Carole Mansour

السلم بمواجهة العدالة | كلارتي كيرايغنز

Peace vs. Justice | Klaartje Quirijns

فعل القتل | جوشوا أوبنهايمر

The Act of Killing | Joshua Oppenheimer

المخيم 14: منطقة خاضعة للسيطرة الكلية | مارك فيسيه

Camp 14: Total Control Zone | Marc Weise

الأفلام القصيرة المتنافسة على جائزة “الشباب”

وكان مندور استعرض الافلام الستة المتنافسة بجائزة الشباب الطلاب للأفلام القصيرة لأفضل فيلم وثائقي طويل. وهي: 

نمو، 

العتم في الخارج، 

سباط العيد، 

آسيا، 

زلاجة،

مي-أنا.

وكان المدير الفني للمهرجان “إيهاب الخطيب” قدم الفيلم المصري “فيلا 69” بحضور مخرجته آيتن أمين، وبطله الفنان خالد أبو النجا، داعيا المخرجة والفنان للحديث عن فيلمهما، وهو فيلم درامي يناقشُ المرض والحميمية واقتراب الموت. و بلمسةٍ خفيفة الظل للمخرجة ’يتن أمين يروي الفيلم قصة حسين، يؤدي دوره “خالد أبو النجا”، وهو مريضٌ ميؤوسٌ من شفائِه، ومهندسٌ معماري جذاب يعيشُ نمطاً معيشياً منعزلاً عن الآخرين في بيت عائلته القديم، تزوره بعضُ الزائرات الإناث. غير مدرك أن ماضيهِ على وشك اللحاق به، تنتقلُ أخته وابنها للعيش في بيته، مقتحمةً بذلك نمط معيشته الراسخ ما يجعلهُ يعيد النظر بأفكاره عن الحياة والحب والعائلة.

ويشار ان الجمهور ناقش مع ضيفي الفيلم أحداث الفيلم نقاشا مطولا.

عروض اليوم الختامي

وكانت عروض اليوم الختامي لمهرجان كرامة تواصلت على (المسرح الدائري) بماراثون أفلام قصيرة، تلاه فيلم “المتسللون” فلسطين، فيما تعذر عرض فيلم “من الأفضل أن تقفز، الولايات المتحدة” لأسباب تقنية بحتة، رغم الحضور الشبابي الكبير الذي حضر خصيصيا لمتابعته، فاستدركت إدارة المهرجان بإعادة عرض فيلم “أحلام مصطفى السعيدة” وذلك على المسرح الرئيسي، وعلى مسرح المركز (المعهد الفرنسي) عرض “النجاح، أنا هنا، تونس”، بحضور مشروع أنا هنا، و الكل مشمول، النمسا (فيديو آرت)، و “ع راب” الأردن، و”أرض المخلفات الإلكترونية” أستراليا، كما عرض عل (المسرح الرئيسي) مقصات، إيطاليا ، ولا براقع خلف الجدران، السويد – بحضور المنتجة، فريما كريمي، و ضجيج العالم، إسبانيا. أضافة لعرض الختام “فيلا 69”.

وكان مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة والذي تعذر حضوره لحفل الاختتام- بسبب مشاركته في مناقشة ميزانية العمل الثقافي للعام المقبل في وزارة الثقافة، والذي قال في تصريح صحفي في وقت سابق، “أن شراكة المركز الثقافي الملكي وللسنة الرابعة على التوالي، مع مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، تأتي في إطار الهدف المشترك بأهمية دعم وإثراء سينما حقوق الانسان”، مؤكدا أن “المركز الثقافي الملكي يقف على مسافة واحدة من كافة المبدعين والهيئات الثقافية الجادة التي لديها مشروع ثقافي حقيقي وملتزم ويساهم بشكل جدي في إثراء مسيرتنا الإبداعية، بعيدا عن النمطية والتكرار، متجاوزا معوقات واحباطات نحو فضاءات رحبة من العمل المبدع والخلاق”.

كما أعلنت دروزة عن إنطلاق فعاليات مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الأولى في فلسطين، في الفترة من 14- 19 كانون أول “ديسيمبر” 2013، والذي يقام بتنظيم والشراكة مع مؤسسة عشتار وبدعم من (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP، وبالتعاون مع بلدية رام الله، ومؤسسة يبوس والمركز الثقافي الفرنسي/ فلسطين، حيث سيصار إلى تقديم حوالي 25 فيلم روائي ووثائقي منتقاة بعناية. وينطلق مهرجان كرامة الأول في فلسطين مباشرة بعيد الأحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان، ويتواصل على مدار ستة أيام، وستقدم عروض المهرجان في رام الله، غزة، القدس، الخليل ونابلس. والجدير بالذكر ان حفل الافتتاح سيقام في قصر الثقافة في رام الله.

تحية وفاء ومحبة إلى القائمين على مهرجان الكرامة ،،،

هذه الكلمة الكبيرة كلمة “كرامة” … إن الآلاف يدفعون أعمارهم فداء لكرامة الإنسان وحريته. ونحن هنا داخل سجون الإحتلال، كأسرى فلسطينيين ندفع سنين من أعمارنا داخل هذه السجون، من أجل كرامة الإنسان الفلسطيني وغير الفلسطيني. لأننا نؤمن بحرية الإنسان والحفاظ على كرامته وبأن له الحق في أن يعيش دون إضطهاد أو عنصرية أو إحتلال – حراً على أرضه-. 

ولكن في زمننا هذا تزداد وتيرة إنتهاك كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة بالحياة بكرامة وحرية، فنرى اليوم إستغلال الإنسان للإنسان، أمام صمت عالمي ومحلي، نرى كيف يتم إنتهاك كرامة الإنسان في دول إفريقيا وفي دولنا العربية، ونرى أيضا كيف أن الذين ينادون بالحرية والكرامة الإنسانية، هم أنفسهم الذين يدعمون هذه الأنظمة القمعية ويزودونها بالأسلحة من أجل قتل الانسان، وبعد ذلك ينادون بحرية الإنسان والحفاظ على كرامته لكن على أرض الواقع يحدث إنتهاك لحقوق الإنسان والدوس على كرامته. وتأتي مبادرتكم هذه من اجل كسر الصمت العالمي والتحرك بجدية ومسؤولية إتجاه الشعوب المضطهدة؛ وأخص بالذكر هنا، بلدي فلسطين المضطهدة من قبل الاحتلال الذي يمارس كل أنواع الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، من إعتقال للشباب والشابات والأطفال وزجهم داخل سجون الاحتلال وانتهاك كرامتهم في فترات التحقيق وما يليه. 

ونرى اليوم أيضا ما يحدث في سوريا وفي مصر واليمن وليبيا والعراق من انتهاكات واضحة وصريحة لحقوق الإنسان والقتل والقمع ألاّ مبرر؛ وإننا نأمل أن تكون هذه الخطوة نحو الاتجاه الصحيح وخطوة لإنهاء معاناة الإنسان أينما وجد في هذه المعمورة. واخص هنا بالذكر الإنسان في دول إفريقيا، الذين يموتون جوعا وبردا وعراء وعطشا. ونحن اليوم رغم هذه التكنولوجيا والتقدم ولكن هناك أناس يموتون جوعا وعطشا. 

ونحن هنا من داخل هذه السجون التي تنتهك بها الكرامة الإنسانية نتمنى لكم التوفيق ونشد على أيديكم ونحيكم على هذه الخطوة والى لقاء قريب معكم خارج أسوار السجون .

أخوكم سامر العيساوي

سجن شطة

تاريخ21/11/2013

وعودة لتكريم الراحل مانديلا، والذي أعلن في الافتتاح، وكان بمثابة مفاجأة لم يعلن عنها فريق كرامة إلا في الافتتاح، وفي كتيب المهرجان، إلا أن المفاجأة الأكبر هي رحيله بعد ساعتين فقط من إعلان تكريمه، إنه بحسب كتيب المهرجان ” تكريم واحترامٍ رفيع لنضاله المثابر لقضايا حقوق الإنسان لحق الإنسان البديهي والذي لا يمكن إنكاره أن يعيش في حرية وكرامة. يقدم كرامة هذا العام تكريم الكرسي الفارغ للسيد نيلسون مانديلا، لهذا الرجل العظيم الذي يمثل أفضل ما لدى البشرية من صفات”.

ولد مانديلا في 18 تموز 1918 في قرية مفيزو في أومتاتو، وسمي روليلاهلا، ومعناه صانع المتاعب. كان أبواه أميين، لكن كون أمه من المسيحيات المخلصات أتاح له الفرصة أن يلتحق بمدرسة محلية منهجية في سن السابعة وأطلق أستاذه عليه الإسم الإنجليزي “نيلسون”، بعد أن حصل على بكالوريوس المحاماة انخرط في سياسة مناهضة الاستعمار وانضم إلى المجلس الوطني الإفريقي وكان أحد مؤسسي رابطة الشباب فيه. بعد أن وصل الأفارقة الوطنيين من “الحزب الوطني” إلى السلطة عام 1948 وبدأوا بتطبيق سياسة الفصل العنصري، برز مانديلا في “حملة التحدي” التي شنها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وانتخب رئيسا لفرع حزب المؤتمر الوطني في ترانسفال.

خلال الخمسينيات، حظر مانديلا وألقي القبض عليه وسجن لتحديه نظام الفصل العُنصري. وخلال فترة حظر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي عام 1960، تخفى مانديلا تحت عدد من الشخصيات فأحياناً كان يظهر كعامل وأحياناً كسائق. 

وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

بعد قضاء 27 عاماً من حياته كمعتقل سياسي، أصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا بعد سقوط نظام الفصل العُنصري؛ منذ 1994 حتى 1999. وفور توليه منصبه، بدأ مانديلا بتفكيك إرث نظام الفصل العنصري عبر التصدي لسياسة التفرقة العنصرية المتجذرة في المؤسسة، والتصدي للفقر واللامساواة، وتشجيع التصالح العرقي.

في الواقع، كان الطريق لقيادة أمته نضالا متواصلاً استمر قرابة ثلاثة عقود. طوال معظم حياته، لم يكسب مانديلا احترام شعبه فحسب، بل كسب احترام العالم أجمع لتضحيته التي لا مثيل لها باسم الحرية وحقوق الإنسان لكل الشعوب التي تناضل من أجل ذات الحقوق الأساسية، والتي عمل طوال حياته على ضمانها. ومقولته المشهورة، والتي قالها في خطابه عام 1994 بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” تعكس حقاً قناعاته:”نعلمُ جيداً أن حريتنا ناقصةٌ دون حرية الشعب الفلسطيني”.

يتقاطع “مهرجان كرامة” مع الفنان عماد حجاج في بحثه عن العدالة الإجتماعية والسياسية من خلال قوة الأداة الفنية، قلمه (في حالته)، الذي يخطُ رسماً بسيطاً يحملُ نقداً لاذعاً وخلاقاً حول ضمير المجتمع وما يحصل في السياسة من إنتهاكات لحقوق هذا الأخير. 

ملايين الدولارات تنفق لإخفاء الحقيقة. وفي المقابل يستطيع قلم رصاص وقصاصة ورقة بيضاء أن يلتقطا الحقيقة بما تحمله من فداحة وبديهية.

كرامة وبدورتة الرابعه، يستضيف وتحت مسمى “ضمير الفن”، معرض الفنان الأردني عماد حجاج، ولوحاته الأربعون، التي تعكس إنتهاكات حقوق الإنسان بإسلوب كاريكاتوري مكثف وساخر.

“حقوق الإنسان بالكاريكاتير، أو كاريكاتير حقوق الإنسان العربي. لا فرق. فالواقع المُزري الذي مازالت تعيشهُ الشعوب العربية وشُح توفر حقوق الإنسان الأساسية للمواطن العربي حتى في خضم الثورات والثورات المضادة، يدفع باللوحة الصادمة، بالمضحك والمُبكي من حقوقنا المهدورة، إلى الواجهة في لوحة كالكاريكاتير تختزل الواقع في لقطة واحدة. فالضحية كما الجلاد؛ وسنظل نضطهد النساء والاولاد. وشعلة الثورة قد تبدو كلحية سوداء تحرق الاخضر واليابس من ربيعنا العتيد المأسوف على احلامه. 

في هذا المعرض، ومع كرامة، نحاول أن نستعيد الكرامة لإنساننا العربي، ولو بشق إبتسامة. ولو بلقطة محوّرة وحالمة تلغي شيئا من هذا السواد.” 

مارس الرسم الكاريكاتيري كهواية في شبابه وبدأ بنشر رسوماته في الصحف الأسبوعية أثناء دراسته الجامعية. شرع في إحتراف الكاريكاتير ونشر رسوماته على فترات متلاحقة في العديد من الصحف الأردنية والعربية. عُرف الفنان عماد حجاج بشخصيته الكارتونية المحلية الساخرة “أبو محجوب.” وقدم إبداعات كثيرة في الكاريكاتير السياسي الساخر وأفلام الرسوم المتحركة وكتابة النص الحواري الساخر. أقام، على مر سيرته الفنية العديد من المعارض الفنية، وشارك في العديد من المعارض والمهرجانات الدولية والعربية وفي العديد من المؤتمرات العربية والدولية المتعلقة بالإعلام والكاريكاتير والرسوم المتحركة. نال جائزة الحسين للإبداع الصحفيوجائزة دبي للصحافة مرتين، وجائزة معرض مونبلييه للكاريكاتير في فرنسا والعديد من الدروع والتكريمات المحلية والعربية والدولية. 

أختار مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان في دورته الرابعة، تقديم “تكريم الكرسي الفارغ ” تقديراً لوقوف نيلسون مانديلا بمواجهة الظلم والوضاعة في كل الأشكال ولكل الشعوب؛ “انهُ تقديرٌ يحمل الاحترام الواجب للرجل الذي قاسى أنواع كثيرة من الإضطهاد في حربه من أجل كرامة إفريقيا، من أجل مبدأ كرامة الإنسان”. وكانت أعلنت مديرة المهرجان سوسن دروزة في كلمتها قبيل رحيل مانديلا بساعتين فقط، كما أعلنت عن تكريم خاص للاسير الفلسطيني سامر طارق العيساوي، الذي وجه رسالة لمهرجان كرامة، كما تضمن كتيب المهرجان كلمة خاصة عنه. 

وكان مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان في دورته الرابعة عرض مجموعة متنوعة من الافلام الروائية والوثائقية والقصيرة، في مسارح المركز الثقافي الملكي وفي المركز الفرنسي، فضلا عن معرض الزميل الفنان حجاج بعنوان “ضمير الفن” وموسيقى كرامة في جاليري المركز الثقافي الملكي، كما تم عرض أفلام انتجها محترف كرامة للفيلم، ومن بينها “تاء مربوطة”، وهو فيلم وثقائقي إخراج ايهاب الخطيب، سيناريو سوسن دروزة، شهد نقاشا موسعا أثر عرضه في المركز الثقافي الملكي.

تاء مربوطة هو فيلم وثائقي حقوقي يبحث في موضوع الهوية عموما و موضوع منح الجنسية من الام الاردنية لاطفالها خصوصا. نساء عاديات من جميع الاعمار يخاطبن الكاميرا في لحظات اعتراف و مواجهة, يحملن قصصهن الاليمة بكل صدق و يعترضن بهدف استعادة حقوقهن الكاملة كمواطنات منتجات في وطنهن.

نبذة عن المُخرج:

درس الاخراج السينمائي في القاهرة وتخرج من اكاديميةالفنون المعهدالعالي للسينما – سنة 1991، عمل في مجال الفيلم التليفزيوني والفيلم الوثاقي والترويجى الاعلامي كما عمل مخرجا فنيا لكثير من الاعمال التلفزيونية العربية . بالإضافة إلى ذلك اخرج مجموعة كبيرة من البرامج التليفزيونية الوثائقية.

إيهاب الخطيب مؤسسس وعامل في المعمل 612 في مبادرة لتطوير المشاريع السينمائية والفنية وايجاد طرق انتاج بديلة وهو مؤسس والمديرالفني ومبرمج لمهرجان كرامةلأفلام حقوق الانسان.

وفي إطار التواصل الاجتماعي واصل فعاليات العروض الخارجية في محافظات إربد، عجلون، مادبا، وفي الكرك “كرامة كرك”، فضلا عن مدارس وجامعات في عمان والمحافظات.

كما نظم مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الرابعة بندوة بعنوان “حقوق الإنسان والإعلام في أوقات الأزمات السياسة في الإعلام المرئي – سوريا واللاجئين السوريين”، أقيمت في (فندق ريجنسي بالاس) تواصلت على مدار أربع ساعات، ناقشت وعرضت “أفلام” و”صور” توثق لموضوع الندوة التي شارك بها عدد من الخبراء في مجال حقوق الانسان، شارك بها : فادي القاضي؛ ميسر الندوة، رود ستونمان – مدير” معهد هوستن لأفلام والوسائط الرقمية” في جامعة إيرلندا الوطنية، محمد شما – صحافي متخصص في مجال حقوق الإنسان، “مشروع صوت” بتقديم من هناء رياض، وهو مشروع يخص اللاجئين.

وتواصل مهرجان كرامة على مدار ستة أيام في المركز الثقافي الملكي والمعهد الفرنسي، المهرجان الذي تنظمه جمعية المعمل 612 للافكار، كما في كل عام في هذا الوقت من السنة، بالتزامن مع الأحتفاليات باليوم العالمي لحقوق الانسان، حيث أختتم مساء الثلاثاء 10/12 المقبل إحتفالاً باليوم العالمي لحقوق الإنسان، عرض أكثر من 60 فيلماً روائيا ووثقائياً وقصيراً، تم اختيارها من بين 600 فيلم من 70 دولة ارسلت أفلامها للمشاركة، وتعد الأفلام المختارة من أهم الأفلام العربية والدولية التي تم إنتاجها مؤخراً. تمركزت محاور الأفلام حول قضايا حقوق المرأة، والحقوق السياسية الاجتماعية وحق المعرفة، حقوق اللاجئين العرب في الغرب، حقوق الاطفال الاساسية وحق التعلم، التغيرات بعد الثورات العربية وانتهاكات حقوق الانسان والتوق للعدالة الاجتماعية.

حضور عدد من أبطال الأفلام المعروضة، والمخرجين، والمنتجين، لمناقشة العروض مع الجمهور. ومن أهم الأفلام العربية الروائية التي تم عرضها خلال المهرجان، فيلم الإفتتاح المصري “هرج ومرج” بحضور مخرجته نادين خان، وبطل الفيلم محمد فراج، والفيلم حاز ذهبية مهرجان وهران السينمائي في الجزائر كأفضل فيلم روائي لعام 2013، كما يختتم بفيلم “فيلا 69” بحضور بطل الفيلم الفنان خالد أبو النجا ومخرجته أيتن أمين. 

كما تم تنيظم عدد من عروض الأفلام الصباحية الخاصة بطلاب المدارس بعض مدارس المملكة في عمان والمحافظات. واقيمت ورشة عمل طلابية بالتعاون مع الجامعة الأسترالية “SAE”بالإضافة إلى نشاط تبادلي مع جامعات لبنانية متخصصة بصناعة الافلام حول سينما حقوق الإنسان في مشاريع الطلاب والتي تم عرضها في الجامعة. وضمن البرنامج السينمائي الحقوقي التوعوي للمهرجان، ينطلق برنامج “كرامة محافظات” (كرامة كرك) لعرض عدد من الأفلام المختارة في إربد، والرمثا، وعجلون، وأم قيس، وجرش، والأغوار الشمالية، والكرك، ومخيم إربد. كما عرض عدد من الأفلام في عدد من الجامعات الأردنية بحضور الطلبة. 

وعبرت مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة أن الدورة الرابعة لمهرجان كرامة 2013 تأتي بالشراكة مع المركز الثقافي الملكي، وبدعم من الإتحاد الأوروبي، والتشارك مع المعهد الثقافي الفرنسي، وعدد من المراكز الثقافية المحلية والأجنبية.