*دارين شبير
قصص حب وحنين وحزن، تظهر ملامحها في لوحات الفنانة التونسية أسماء الطرهوني، التي تمتزج مشاعرها مع الألوان والخامات المختلفة، فيكون النتاج حالات خاصة، تعبر عنها كل لوحة فنية، ويظهر الفكر المتفرد، والرؤية المتميزة في ارتباط عناصر الجمال ببعضهاالبعض تلقائياً، فنرى لوحات مملوءة بالانفعالات، وتصميمات فنية تضخ بالابتكار والأصالة والتميز.
لا يقف الرسم عند اللوحة والفرشاة بالنسبة لأسماء، فالفن هو مرآة الروح، يعكس تلقائياً ما بداخلها، ويوصل قدرتها على الإبداع، وعن ذلك تقول أسماء: لا أحب أن أكون تقليدية في فني، ولذا أسعى لاستخدام تكنيك مختلف، أمزج فيه خامات متعددة كالأقمشة والنحاس والورق والجبس وبودرة الخشب لأبرز صوراً مختلفة وزوايا غير تقليدية، ومع مزج تلك الخامات مع الماء أو الصمغ أصل إلى نتائج مختلفة ومتعددة، ما يعطيني لوحات يحار القارئ في تفسير موادها.علاقة أسماء بالفن بدأت منذ صغرها، إذ كانت تصنع حقائبها بنفسها، وتصمم بيدها ما ترسمه في مخيلتها، فتحول أفكارها إلى تصميمات تتميز بها على مثيلاتها.
الفن ثقافة
ويرتبط الفن لدى الطرهوني بالثقافة بشكل مباشر، وتقول: الفن ثقافة، وكلما ارتفعت ثقافة الفنان، ارتفعت معها ذائقته الفنية، وأرى أن العرب مبدعون في مجال الفن، ومتميزون عن غيرهم برسم التراث القديم وبالرسوم المعمارية، وبالابتكارات التي تدهش الغرب وخصوصاً فيما يتعلق بالتجريد.
وتستخدم الطرهوني في لوحاتها أنواعاً متعددة من الأقمشة العربية، وتقول: أسعى جاهدة لنقل ثقافتي العربية عبر لوحاتي، فمن خلال استخدامي للأقمشة العربية والتونسية تحديداً أكون قد أسهمت في نقل ثقافة بلادي للمجتمعات الأخرى.
وتعد كل لوحة حالة انفعالية خاصة، وعن ذلك تقول أسماء: بعد وفاة والدي، توقفت عن الرسم لمدة عام، وبعدها رسمت لوحة تجريدية جمعت معاني الحب والحزن والشوق، طغى فيها اللونان الأزرق والرمادي، ما أبرز انفعالات متباينة، كما أن تقسيم اللوحة أبرز مدى الألم الذي كنت أشعر به جراء مرارة الفقدان.
منتجات فنية
وإلى جانب اللوحات المبتكرة، تمتاز الطرهوني بقدرتها على صناعة منتجات فنية من مواد مختلفة أهمها النحاس والكرتون، وتقول: أعشق طريقة العمل بالأدوات القديمة، وأحاول أن أمزج بين الخامات الحديثة والقديمة، ما يعطيني شكلاً نهائياً جذاباً ومتميزاً.
ولا تمر الخامات القديمة والمستهلكة على أسماء مرور الكرام، فمن كل مادة تصنع لوحة جديدة، وتقول: أهوى إعادة تصنيع المواد وتحويلها لمنتجات فنية، وأسعى جاهدة للاستفادة من كل مادة إلى أقصى مدى، كما أطور استخدام المواد، بحيث أبتكر شكلاً جديداً في كل مرة. وتؤكد أسماء أن الفنان ينظر لما حولة بنظرة مختلفة عن غيره، فهو يرى الجمال في كل شيء، كما تلفت نظره بعض التفاصيل التي لا تلفت الآخرين، وهذا ما يوسع أفق لوحاته، ويعطي كل منها مدى مختلف.
تقدير خاص
وتتعامل أسماء الطرهوني مع لوحاتها بكل حميمية، فارتباطها الكبير بكل لوحة، يجعل مهمة بيعها صعبة إلى درجة الرفض، وتقول: لا أحبذ بيع لوحاتي لمن لا يقدرون قيمة الفن وقيمة اللوحة التي أرسمها، وشرطي في كل لوحة أن تحصل على الاحترام والتقدير من قبل مقتنيها. وتفضل الطرهوني تزيين منزلها بلوحاتها أو إهدائها للمقربين منها على بيعها، وتقول: أعتز بلوحاتي، وأعتبر كل لوحة هدية خاصة جداً، وقد أهديت بعض لوحاتي لأفراد أسرتي.
كما أهديت لوحة لصديق الأسرة القنصل الألماني في دبي يورغ هيريرا، الذي تعامل معها بشكل خاص جداً، واختار لها في منزله الجديد مكاناً متميزاً، وتتميز تلك اللوحـة ببروز خاماتها وتداخل الألــوان مــع بعضهـا البعض بطريقة فنية ملفتة.
لمسة خاصة
تمزج الفنانة أسماء الطرهوني الفن بالتصميم لتقدم لوحات متميزة، وتقول: يجب أن تكون لي لمستي الخاصة، ووقع ريشتي أو بصماتي في كل لوحة، فلا أقبل إلا بأن تكون كل لوحة تحفة فنية متميزة إلى حد الإبهار.
________
*(البيان)