خليل قنديل*
( ثقافات )
بجرة قلم وزيرة الثقافة تم تجميد مشروع التفرغ الابداعي، وبجرة قلم انكشفت الطحالب والديدان الثقافية التي كانت كاظمة لغيظها على مثل هذا المشروع بحيث اننا وبعد صدور قرار التجميد صرنا نسمع بعض الاصوات التي بدات تجهر بعدائيتها لمثل هذا المشروع الطليعي والحضاري. ذلك ان معظم الذين ارتفعت اصواتهم للحديث عن عيوب المشروع هم من الكتاب الذين لم تتم الموافقة على قبول تفرغهم فكان التجميد فرصة لاعلان المكبوت!!
وصار لزاماً علينا ان نفهم سر هذا الاكتئاب النقدي الاردني ازاء الاعمال الابداعية التي حصلت على جائزة التفرغ وكل هذا الفقر النقدي والقحط الذي يحيط بمنجزات التفرغ الابداعي
بجرة قلم من وزيرة الثقافة وامينها العام تم شطب كل المسافة التي قطعها مشروع التفرغ الابداعي ولم نعد نمتلك القدرة على التباهي امام المثقفين العرب بالمنجز الحضاري والثقافي الاردني الذي انجزه جلسات عصف ذهني ولجان ومناقشات ادت الى صدور قرار التفرغ الابداعي الاردني. جلسات شارك فيها العديد من الرموز الثقافية الاردنية من رابطة الكتاب وامانة عمان ومؤسسات ثقافية اردنية فاعلة اخرى.
نعم بجرة قلم يتم شطب الامل الثقافي الوحيد في الاردن ويتم كالعادة تهميش الثقافة على اعتبار انها باب تبذير لمزانية الدولة الاردنية، وانها سبب خراب بيت الاقتصاد الاردني، وان على المثقف الاردني بناء على ذلك ان يقيم كعادته في مربع الاقصاء والتهميش. وقضاء عمره الثقافي في منطقة التسول والبحث المضني عن تلك المكافأة التي تحولت الى كابوس مزمن.
ما يجب الاعتراف فيه ان المثقف الاردني اعتاد وابالتدريج على طأطأة الرأس والسير بمحاذاة الجدار وهو يطلب الستر والامان بحيث صار يعتقد وبجدية انه السبب في فقر ميزانية الدولة الاردنية وان المفسدين ولصوص المال العام والمشاريع الوهمية هم براء من كل ما حدث للميزانية.
بجرة قلم قوضت وزيرة الثقافة وامينها العام حلمنا في وضع المثقف الاردني بعيداً عن مساحة التسول.
وزيرة الثقافة شكراً لولائك الحكومي و التقشفي. وشكراً لأمينك العام ايضاً!!
* قاص من الأردن