*
لطالما كانت لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي ملهمة للفنانين والمبدعين على مر العصور الماضية، إذ قدموا العديد من الأعمال التي استلهمت اجواء اللوحة الأشهر في العالم أو حملت مقاربات لها. وفي مقاربة جديدة للموناليزا العالمية، قدمت الفنانة التشكيلية الإماراتية سمر الشامسي لوحتها «موناليزا العرب» التي كشفت عنها مساء أول من امس، في معرضها الذي افتتحه الشيخ زايد بن سرور بن محمد آل نهيان في «أبراج الاتحاد» بأبوظبي، بحضور نخبة من رجال الأعمال والمثقفين في الدولة.
استلهمت «موناليزا العرب» الأجواء العامة للوحة دافنشي العالمية، ولكنها اتسمت أيضاً بملامح خاصة بها عكست من خلالها هويتها العربية، خصوصاً أن الشامسي اختارت ان تحمل «موناليزا العرب» ملامحها الشخصية، وهو أمر ليس بجديد على الفنانة التي ترى ان كل نساء لوحاتها يعبرن عنها وهي تعبر عنهن، فبدت الموناليزا العربية بملامح عربية وشعر أسود طويل، واختفت الابتسامة المميزة للوحة دافنشي ونظرة العينين الهادئة، لتحل محلها نظرة تحمل الكثير من الكبرياء والتصميم والعزم، في حين ارتدت زياً إماراتياً من الأزياء التقليدية للمرأة الإماراتية.
وذكرت سمر الشامسي لـ«الإمارات اليوم» أن لوحتها تتمتع بالخصوصية بعيداً عن الموناليزا العالمية لأنها ولدت وترعرعت في الإمارات وتحمل ملامح المرأة العربية بما يكسوها من كبرياء وشموخ وعزة.
مشيرة إلى ان فكرة رسم «موناليزا العرب» بدأت معها كحلم، وقررت ان تحوله إلى واقع بهدف تسليط الضوء على المرأة العربية، وهو هدف لا يقتصر فقط على هذه اللوحة، ولكنه مطروح دائماً في أعمالها. كما لفتت إلى ان رسم اللوحة استمر على مدى ثلاث سنوات كانت تعمل فيها ولكن بشكل غير متواصل.
وضم معرض سمر الشامسي، التي تحمل درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية ودكتوراه أخرى في إدارة الأعمال، وتحضر لدكتوراه ثالثة في العلوم السياسية، 13 لوحة اختلفت في موضوعاتها، واستخدمت فيها الألوان الزيتية أو الاكريلك، وابتعدت فيها الفنانة بدرجة كبيرة عن موضوعها المفضل في الرسم وهو الوجوه أو «البورتريه»، خصوصاً لوحات وجوه الملوك والزعماء والشخصيات العامة، الذي اشتهرت به وأقامت له معارض سابقة ومن بينها لوحة للرئيس الأميركي باراك أوباما تعرض حالياً في البيت الأبيض.
ومن اللوحات اللافتة في المعرض، وهي البورتريه الوحيد فيه، لوحة سيدة عجوز ترتدي الأسود، وتدخن سيجارة، وهو ما قد يبدو غير متوقع أو مألوف للمتلقي، لكنه لا يبتعد عن اسلوب الفنانة التي تميل إلى مزج الواقعية في أعمالها بأفكار قد تبدو غريبة أو حتى مجنونة لتقدم عملاً ذا خصوصية يعبر عن فكرتها هي لا الأفكار السائدة والمعتادة.
مشيرة إلى ان اختيارها لمكان المعرض أيضاً بين ردهات «أفينو في أبراج الاتحاد»، وهو أول معرض يقام هناك، اختيار غير تقليدي يتناسب مع روح وطبيعة لوحاتها. كذلك ضم المعرض الذي يستمر حتى السابع من أغسطس المقبل عدداً من لوحات الطبيعة الصامتة لأطباق الفاكهة، ركزت فيها الفنانة على الألوان، كما اهتمت في بعضها بتناسق المكان متأثرة في ذلك بتخصصها وعملها في مجال الديكور والتصميم الداخلي، وبرز الاهتمام بالألوان في لوحة لخميلة أزهار تداخل فيها اللونان الاحمر والأخضر بحيوية، في حين تنوعت ألوان الازهار في لوحة أخرى. وحضرت الخيول في لوحة جسدت فيها الفنانة مجموعة كبيرة من الخيول تعدو في الصحراء في مشهد كلي لم تركز فيه على ملامح الخيل أو تكوينها.
_______
*(الإمارات اليوم)