*
حصل ثلاثة مغاربة وعراقيان وفلسطيني على جوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها التاسعة (2013-2014)، التي تمنحها سنويا مؤسسة دارة السويدي الثقافية بالإمارات في مجالات منها “تحقيق الرحلة” و”الدراسات” و”الرحلة المعاصرة” و”اليوميات”.
وقال المركز العربي للأدب الجغرافي (ارتياد الآفاق) في بيان إن الفائزين في الدورة الجديدة هم الفلسطيني تيسير خلف والعراقيان باسم فرات وشاكر نوري، والمغاربة نور الدين شوبد وعبد العزيز الراشدي ومليكة نجيب. وقد اختيرت الأعمال الفائزة من بين 37 مخطوطة من 10 دول عربية.
وستوزع الجوائز في نوفمبر/تشرين الثاني القادم في دبي في حفل خاص يقام بالتعاون مع مجلة “دبي الثقافية” في احتفالاتها السنوية، ويرافق الاحتفال معرض لكتب الرحلة وندوة حول الأعمال الفائزة كما جاء في البيان الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.
ونال جائزة تحقيق المخطوطات الفلسطيني تيسير خلف، عن جمع وتحقيق “رحلات البطريرك ديونيسيوس التلمحري في عهد الخليفتين المأمون والمعتصم”. وفي فرع تحقيق المخطوطات أيضا فاز المغربي نور الدين شوبد عن تحقيق “الرحلة الحجازية” لأبي عبد الله محمد بن الطيب الشرقي الفاسي، والرحلة التي لم يسبق تحقيقها من أمهات الرحلات المغربية إلى الحج في القرن الثامن عشر.
وفي فرع الدراسات فازت المغربية مليكة نجيب عن كتابها “المرأة تمثلا وتمثيلا في الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و19” وتتناول فيه مظاهر حضور المرأة في كتابات الرحالة إلى أوروبا في تلك الفترة للتوصل إلى أسباب تكريس دونية المرأة ومحاصرتها بين دهاليز التبعية والتهميش.
وفي فرع اليوميات فاز الروائي العراقي شاكر نوري عن كتابه “بطاقة إقامة في برج بابل يوميات باريس” الذي سجل فيه أكثر من ثلاثين عاما قضاها في باريس. وفي فرع الرحلة المعاصرة فاز المغربي عبد العزيز الراشدي عن كتابه “سندباد الصحراء”: مشاهدات من جنيف وباريس والمنامة وعمان ودمشق والقاهرة وبيروت ومراكش ومدن أخرى.
الأدب الجغرافي
وفي الفرع نفسه فاز العراقي باسم فرات عن كتابه “مسافر مقيم، عامان في أعماق الإكوادور”، وفيه يروي الكاتب رحلته من العراق إلى الأردن ونيوزيلندا واليابان ولاوس وأخيرا إلى الإكوادور حيث أقام ثم دون هذه اليوميات التي تفتح لقارئها “فضاءات غير معهودة، فلم يحدث أن دون شاعر أو كاتب عربي معاصر يوميات عن مغامرته في تلك الأصقاع” كما جاء في البيان.
وتكونت لجنة التحكيم من خمسة باحثين وأكاديميين هم المغربيان الطايع الحداوي وعبد النبي ذاكر والسوريون خلدون الشمعة ومفيد نجم ونوري الجراح.
وقال راعي المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزته الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي في البيان إن مشروع “ارتياد الآفاق” رسخ أقدامه في أرض الثقافة العربية بوصفه مؤسسة عربية مستقلة وإن الجائزة “تثبت أنها مشروع تنويري عربي يستهدف إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي”.
من جهته أكد المشرف على المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزته الشاعر السوري نوري الجراح أن الأعمال الفائزة هذا العام تكشف عن “تعاظم في أهمية حقل أدب الرحلة العربي وتطور في مناهج البحث والتحقيق والإبداع سواء النصوص التي أنجزها أجدادنا الرحالة والجغرافيون والعلماء وما ينجزه الأدباء المعاصرون”.
يذكر أن المركز العربي للأدب الجغرافي مشروع ثقافي عربي مستقل غير ربحي تأسس عام 2000 ويحمل شعار “جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم”، ويعنى بإحياء أدب الرحلة والأدب الجغرافي العربي والإسلامي.
ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنويا منذ عام 2003 وفاز بالجوائز في الأعوام الماضية 61 باحثا ومبدعا عربيا وأجنبيا. وينظم المركز سنويا ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي واستضافت الندوة في السنوات الماضية عواصم منها الخرطوم والجزائر والرباط والدوحة والمنامة.
__________
*(الجزيرة)