*
القاهرة ـ قدم الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة استقالة مسببة من منصبه وأوضح أنه سبق وأن تقدم لوزير الثقافة المصري د. علاء عبدالعزيز– الأسبوع الماضى باستقالة غير مسببة، لكنه رفضها بحجة أن توفيق يمثل فى نظر الوزير قيمة علمية وثقافية وأن المنصب الذى شغله قد تأخر عنه كثيرًا.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في استقالته المسببة: إننى أود أن أتقدم باستقالة مسببة أعرب فيها عن استيائى العميق من الأجواء المسمومة بالوزارة التى باتت تخنق الأنفاس وتشل العمل الثقافى والإدارى بالوزارة، والشواهد على ذلك كثيرة، ومنها على سبيل المثال السعى بإصرار نحو تنفيذ سياسية أخونة الوزارة الذي بات واضحًا للعيان وتبدى في تصعيد من يدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين وإن كانت تقارير رئيسه عنه بالغة السوء ويحظى بكراهية سائر الموظفين.
وأضاف “توفيق” في طلب لستقالته المسببة أنه من بين هذه الأسباب عدم الدفاع عن الوزارة ونشاطها بالرد على بعض الأقلام المحمومة المحسوبة على التيارات الدينية التى تطالب – دون خجل – بتجميد عمل المجلس الأعلى للثقافة، وإلغاذ جوائز الدولة، بل إلغاء وزارة الثقافة نفسها وتجميد عملها، ومنها أيضًا التنكيل بكثير من قيادات الوزارة وإن كانوا من أصحاب الكفاءة والخبرة، والأهم من هذا كله الاستهانة بالثقافة والمثقفين وإساءة معاملتهم أو الحديث عنهم.
وقال: “توفيق” ولهذا كله وغيره، أعلن استقالتي من عملي بصفتي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، اعتبارًا من الخميس، الثلاثين من مايو 2013، تاركًا بين أيديكم ولدى صاحب كل ضمير حي المشروعات التي أنجزتها مع كثير من الأساتذة والمبدعين على مدى أكثر من عام، وأهمها تعديل قانون إنشاء المجلس، وتعديل لائحة جوائز الدولة، ولائحة صندوق رعاية المثقفين التى أوشكت على الانتهاء، وستصلكم خلال أسبوع.
من ناحية أخرى قال الشاعر فاروق شوشة، عضو مجلس أمناء بيت الشعر، وأمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة إنه تقدم باستقالته هو وجميع أعضاء مجلس الأمناء احتجاجا على المواقف التي يقوم بها وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبد العزيز، والتي اعتبرها ادعاءات بتطهير الثقافة، وهي في الحقيقة تنفيذ لسياسة النظام الذي يريد إظلام العقول وتدمير الثقافة.
وفي السياق نفسه أوضح الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازى أنه استقال من رئاسته لبيت الشعر التابع لصندوق التنمية الثقافية، مؤكدا أن هذا الموقف لم يكن موقفه بشكل فردي ولكن استقال معه جميع أعضاء مجلس أمانة بيت الشعر وهم: فاروق شوشة، محمد إبراهيم أبو سنة، حسن طلب، محمد سليمان، محمد عبدالمطلب، سعيد توفيق، والسماح عبدالله الأنور.
وقال حجازي إن الدكتور جمال التلاوي، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، اتصل به لكي يثنيه عن الاستقالة من رئاسة تحرير مجلة إبداع، وأنا رفضت وشكرته”.
وأضاف حجازى: “أنه لم يتراجع عن قراره بالاستقالة من مجلة إبداع إلا إذا أقيل الوزير الحالي”،.
من جانبه أكد الدكتور جمال التلاوي، أنه لم يتلق تلك الاستقالة، وأبدى استغرابه لأن حجازي طلب منه تغيير سكرتير تحرير المجلة، وأنه استجاب له، وكان يفترض أن يلتقيا صباح الثلاثاء ليبحثا اقتراح حجازي نفسه بإصدار المجلة شهريا، لكنه اعتذر عن عدم الحضور في الموعد المحدد بدعوى أن نائب رئيس تحرير “إبداع” الشاعر حسن طلب لن يستطيع حضور اللقاء بسبب اضطراره للسفر إلى دمياط.
وفي الوقت الذي يطالب فيه العاملون والمثقفون والأدباء بإقالة علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، والهجوم الشديد عليه خلال الأيام الماضية نظرا لقراراته التي لاقت استياء العاملين والفنانين بدار الأوبرا المصرية، أكدت مصادر حكومية، أن وزير الثقافة لم يتقدم رسميا باستقالته خلال الاجتماع الوزاري الأربعاء، برئاسة الدكتور هشام قنديل، وإنما عرض ذلك في حالة تصاعد الغضب ضده.
وفى سياق متصل شهدت وزارة الثقافة المصرية الأربعاء موجة غضب عارمة من قبل العاملين بالوزارة قيادات وموظفين، حيث أقال الوزير رئيس دار الكتب والوثائق القومية د. عبدالناصر حسن، مما زاد من غضب العاملين بالوزارة والمثقفين والفنانين الذين أعلنوا الاعتصام عن العمل فى كافة القطاعات اعتراضا على سياسات الوزير التي وصفها بـ “التطهير” للوزارة، كما أعلنوا عن انعقاد مؤتمر كبير فى الساعة الخامسة مساء الخميس يشارك فيه كافة الأطياف الثقافية من قيادات مقالة ومستقيلة ومثقفين وفنانين وعاملين بالوزارة رفضا لقرارات الوزير.
ومن جانبها تضامنت جبهة الإنقاذ، وحزب الوفد مع المثقفين المعتصمين بدار الأوبرا المصرية، مؤكدين أن هذه الهجمة التي تتعرض لها الثقافة والفنون من قبل وزير ثقافة جاء بأجندة وأيديولوجية معينة لتنفيذها داخل وزارة الثقافة أخطر مما تعرضت له على مدار عقود طويلة، مؤكدًا على أن الثقافة والفنون هي السبب الرئيسي في ريادة مصر.
كما عقد عدد كبير من فناني الأوبرا اجتماعا، خلص إلى وقف كافة فعاليات دار الأوبرا على جميع مسارحها، بالإضافة للحفلات الفرق الأجنبية، للمطالبة بإقالة وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز.
________
* وكالات