فاطمة بن محمود *
( ثقافات)
عن وزارة الثقافة السورية صدر الكتاب الجديد للدكتور رياض نعسان آغا بعنوان ” أريج الشام ” في ترجمتين بالعربية و الانكليزية و فيه يقتفي مظاهر الحضارة التي عاشتها سورية على امتداد تاريخها الطويل الذي يعود إلى آلاف السنين ..
يقدم الدكتور رياض نعسان آغا كتابه فيقول ( في المقدمة ) ” لست متخصصاً في علم التاريخ أو الآثار، لكنني قارئ متابع مزهو بما لدى بلدي سورية وأمّتي العربية من فكر وإبداع وثقافة رائدة مؤسسة في حضارات البشرية، وهي ما تزال حيّة وواعدة بأن تنهض من جديد لتعود سيرتها الأولى في رفد الإنسانية بالعلوم والفنون والأفكار ”
اهتمّ الدكتور آغا في كتابه بأهم الأماكن التاريخية من قلاع و جوامع و أديرة و مسارح و متاحف ومختلف الأمكنة و الفضاءات التي تضجّ بعبق التاريخ و التقط في جميعها كل الملامح التي تكشف عمقها التاريخي و جمالها الفني و سحرها الحضاري بما يؤكد ان سورية و منطقة الشام عموما كانت احد أهم الفضاءات المكانية التي احتضنت البشرية منذ القديم و أنها أثرت بطريقتها التراث الإنساني بمختلف مساهماتها الفكرية و الفنّية ..
الأسلوب الذي اعتمده الدكتور آغا في كتابه هو سرد جميل و خفيف يوصل المعلومة بكل جوانبها بيسر و دون أن يذهب به بعيدا في متاهات الاصطلاحات او تراكم المعلومات التي قد تثقل على القارئ و لعل ميزة الأسلوب الذي اعتمده الدكتور آغا في جعل الكتاب قريبا من قارئه انه يسرد عليه كيفية تعرّفه على المكان لأول مرة من ذلك انه في الفصل الخاص بقلعة دمشق فيشير انه دخلها لأول مرة منذ ثلاثين عاما و قد أصبحت سجنا تأوي المجرمين و المتهمين عن طريق احد أقاربه الذي كان يؤدي عملا بالقلعة و يضفي مشاعره الخاصة على المكان عندما ابدى استيائه ان يتحول هذا المعلم التاريخي الكبير من قلعة يسكنها الأبطال و المدافعين عن البلاد الى سجن للمتهمين و المارقين عن القانون ..
ايضا عندما يتحدث عن قصر العظم و بعد ان يستعرض مختلف زواياه و أروقته يقول ” من زار قصر العظم أدرك سرّ قول نزار قباني ” عائد أليكم و أنا مضرّج بأمطار حنيني، عائد الى محارتي ، الى سرير ولادتي ، فلا نوافير فرساي عوضتني عن مقهى النوفرة و لا قصر باكنغهام في لندن عوضني عن قصر العظم ” ..
يقول الناشر عن الكتاب ” انه كتاب انطباعي يطوف بك في سورية ، يعرّفك إلى أوابدها التاريخية العظيمة ، يسرح بك في المكان والزمان ، يعرّفك إلى عظمة التاريخ السوري المتنوّع عبر العصور”.
كتاب ” من أريج الشام ” أراده صاحبه أن يكون متعة للسائحين و معينا لأبناء البلد ليدركوا انهم فعلا احد جذور البشرية و أهم حضاراتها .
الكتاب ورد مزوّدا بصور عديدة مختلفة و بطبعة أنيقة تجعله هدية لائقة تقترب من سحر الشام و عمقه.
* شاعرة من تونس