التَّوريث/ لورا ليهو


*ترجمة: محمَّد حلمي الرِّيشة

(ثقافات)

(إلى دون ليهو 1947-2010)
التقيتُكَ عِندما كنتُ فِي الأَربعينَ منْ عُمري
التقيتُكَ لأَنَّني كنتُ النَّعجةَ السَّوداءَ فِي العائلةِ الجديدةِ
التقيتُكَ لأَنكَ كنتَ الخروفَ الأَسودَ فِي الأُسرةِ القديمةِ
التقيتُكَ فِي “دينِّي”
التقيتُكَ منْ دونِ أَن أَعرفَ كيفَ تبدُو
وعِندما كنتَ تسيرُ عرفتُ أَنكَ كنتَ أَخي
التقيتُكَ وأَنتَ كنتَ تَرتدي قميصَ هاواي الأحمرَ نفسَه الَّذي لدَى أَبي
التقيتُكَ وأَنتَ قلتَ نكتةَ أَبي نفسَها قبلَ أَن أُغادرَ
التقيتُكَ وسأَلتَني: لماذَا أَبي يُحبُّني أَنا وأَنتِ لاَ
التقيتُكَ وسأَلتَني: مَا هوَ الشَّيءُ السِّيئُ للغايةِ الَّذي كنتُ قدْ فعلتُه
التقيتُكَ فِي صمتٍ – عثَّةُ ليلٍ نزلتْ من سبجٍ علَى لِساني
أَرسلتُ لكَ فِي وقتٍ لاحقٍ قصائدَ عنِ الأَبِ الَّذي لمْ يُحبَّ بَناته أَبدًا
أَرسلتُ لكَ قصائدَ عنِ الأَبِ الَّذي لمْ يحبَّ زَوجاته
أَرسلتُ لكَ قصائدَ عنِ الإِدمانِ، والعمَّاتِ غيرِ المعروفاتِ، والكدماتِ
أَرسلتُ لكَ قصائدَ عنِ الحبِّ، وعنْ موتِ قطَّتي “توباز”
وقطَّتكَ “توباز” الَّتي ماتتْ لِلتَّوِّ
ورفعتَ الهاتفَ واتَّصلتَ
وقلتَ لي: لاَ للعيشِ معَ الأَسفِ أَبدًا
ووعدتَ أَنكَ ستأْتي لزيارةٍ
ولكنْ بعدَ ذلكَ اتَّصلَ غريبٌ ليقولَ لِي: إِنكَ لنْ تأْتي.
_______________
* شاعر وباحث ومترجم من فلسطين

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *