25 ألف جهة من 133 بلدا تشارك في معرض ( لندن للكتاب )




 يرجع تاريخ تأسيس معرض “لندن للكتاب”، الذي يعد ثاني أهم معرض للكتاب في العالم، بعد معرض فرانكفورت، إلى العام 1971، ذلك عندما نظمت المكتبات اللندنية، معرضاً تجارياً صغيراً للناشرين الصغار والمتخصصين بالنشر. ونظم المعرض، آنذاك: كلايف بينغلي وليونيل ليفينثال، في بهو فندق لندن.

تميزت قصة البدايات لمعرض لندن للكتاب، بملامح فريدة. ولكن اللافت أن المنظمين بذلوا جهوداً جبارة لإنجاح تلك الفعالية، التي أسست لـ “لندن للكتاب”. وفي هذا السياق، أجرى أحد المنظمين: ليفينثال، خلال حملته الترويجية للمعرض، 2000 مقابلة، وكانت النتيجة مشاركة 22 ناشراً.

ويبقى الدور البارز، والفضل الأساسي في تعزيز مكانة المعرض ونجاحه، يعود إلى شركة “ريد للمعارض”، المتخصصة بتنظيم المعارض في مختلف بلدان العالم. إذ في رصيدها تنظيم 500 فعالية في 39 بلداً. وتتنوع أنشطتها بين المؤتمرات والمعارض واللقاءات، وهذه الفعاليات تشتمل حقولاً متعددة، منها: صناعة الطائرات والطيران، مستحضرات التجميل، الرياضة، الكتاب.

محطة مهمة

مع مرور السنين، أعيدت تسمية المعرض في عام 1976، لإبراز حضوره الكبير وعكس مدى المشاركة النوعية الضخمة لعديد الناشرين. وكان حينها قد شرع يستقطب مشاركات عالمية. وبالتالي، ازدادت أهميته وتوسعت مساحته، ليصبح محط اهتمام ومشاركة الناشرين.

وكذا مؤسسات وجهات الحقوق والإعلام. وبفعل جملة تطويرات لاحقة، أصبح يستقطب المعرض، حالياً، أكثر من 25 ألف ناشر ومكتبة ووكلاء للأدب، وكذا من أمناء المكتبات والإعلام، والعاملين في صناعة الكتب، القادمين من ما يزيد على 133 بلداً. ويحرص الناشرون المشاركون في المعرض على الإعلان عن عناوين كتبهم الجديدة، خلال المعرض، كذلك لقاء المتخصصين في الترجمة والاتفاق معهم.

خصوصية

يشارك في المعرض سنوياً، أكثر من 1700 عارض. إذ يغطي مختلف اهتمامات سوق الكتب وصناعة النشر، بما فيها المفاوضات حول حقوق البيع والتوزيع، والتسجيلات الصوتية والتلفزيونية والأفلام والمحطات الرقمية مع الطباعة التقليدية. ويضم المعرض أيضاً، العديد من المؤتمرات والبرامج التعليمية، إلى جانب ما يزيد على 300 ندوة وفعالية، ذلك كجزء من برنامج حب التعلم.

كان يقام المعرض قبل العام 2006، في مركز معرض “أوليمبيا”، وانتقل بعدها، إلى مركز معرض “إكسل” في دوكلاندس بلندن. وبعد اعتراضات المشاركين على الموقع الجديد، عاد المعرض إلى غرب لندن عام 2007، ليقام في مركز معرض “إيرلز كورت” خلال فترة ثابتة، من 15 إلى 18 أبريل من كل عام. وواجه المعرض سنة 2010، انسحاب عدد كبير من المشاركين، بسبب كارثة انفجار بركان في آيسلندا، التي حالت دون قدرة الكثيرين على الوصول إلى لندن.

مقر المعرض

كانت المنطقة التي بني عليها مركز إيرلز كورت للمؤتمرات، المقر الأخير والنهائي للمعرض، وسط العاصمة البريطانية لندن، مهملة تماماً حتى العام 1887، حين عمد المتعهد جون روبنسون وايتلي، إلى تحويل هكتارين من الأرض المهملة، إلى مركز ترفيهي. وأول عرض قدم فيها كان لجواميس الغرب الجامحة. وفي عام 1896 شيد فيها الدولاب العملاق الذي يبلغ ارتفاعه 300 قدم، ليغدو كمؤشر مستقبلي على أهمية المنطقة.

أما قرار بناء مركز مؤتمرات ومعارض في المنطقة، فكان في منتصف عام 1930. ثم صمم في عام 1937، “إيرلز كورت”، من قبل المعماري الأميركي سي هوارد كرين. وافتتح، بداية، لغرض خدمة أعمال التجارة. ولكنه لم يتحول إلى مقرٍ للمعرض، إلا في عام 2007.

محوران

يضم المعرض محورين حيويين في المجال المعرفي: التعليمي والفعاليات. ففي التعليم هناك برنامج ندوات “في حب التعليم”. ومؤتمر “عقول رقمية” وكذا ورشة “تقدمة الحقوق”. إلى جانب مؤتمر عن التعليم. أما بشأن الفعاليات، فتضم: جناح الكتّاب، مركز الترجمة الأدبية، كتّاب اليوم، إفطار مع رئيس مجلس إدارة المعرض، الإعلان عن الفائز بجائزة “إنجاز الحياة”، فعاليات العارضين.

الكتّاب

يجد الكتاب الباحثون عن الإرشادات والنصائح الخاصة بنشر كتبهم وتسويقها، في المعرض، ضالتهم، من خلال العديد من الندوات المعنية بصناعة النشر. كما يمكنهم قضاء يوم كامل بين الندوات التي بمقدورهم عبرها، طرح الإشكالات التي يواجهونها. وذلك طبعاً، إلى جانب حفلات تواقيع الكتب وغيرها.

الكتب الرقمية

يشارك أكثر من 60 عارضاً متخصصاً بالكتب الرقمية، مع وجود مسرحين رقميين، وفعاليات خاصة بالتواصل والتعارف وتوسيع شبكة العلاقات، مع منتدى خاص بالنشر الرقمي.

ثلاثة مبدعين

يستضيف المعرض ثلاثة من أبرز الكتّاب على مدى ثلاثة أيام، ابتداءً من 15 أبريل، إذ يشارك كل كاتب في العديد من الجلسات والندوات والنشاطات الأخرى، التي يتواصل من خلالها مع قرائه والكتاب الناشئين، وتنظم حفلات لتوقيع كتبه.

ويتحدث في دورة المعرض لهذا العام، في اليوم الأول، الروائي ويليام بويد، الذي حققت كتبه أعلى المبيعات على نطاق عالمي، حيث ترجمت رواياته وقصصه القصيرة، إلى أكثر من 30 لغة، لتتجاوز مبيعات كتبه ثلاثة ملايين نسخة.

وكان قد حصد بويد العديد من الجوائز، منها: “سومرست موم”، “كوستا”. وتحسب له كتابته رواية بطلها جيمس بوند، وإن لم يُعلن بعد عن عنوانها. إذ ستصدر من دار نشر “جوناثان كيب”، التي سبق ونشرت لإيان فليمينغ، مبتكر شخصية جيمس بوند، ومن المقرر أن تطبع تلك الرواية في دار” فينتيج للنشر”، لتتوافر في الأسواق، بعدها، في شهر سبتمبر المقبل.

ويستضيف المعرض في اليوم الثاني، الروائية التركية إيليف شافاك، الأكثر انتشاراً في تركيا، والتي ستكون في جناح بلدها. ونشرت غيليف 12 كتاباً، من بينها ثماني روايات. وهي تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، ويعدها النقاد من أبرز الأصوات المعاصرة في الأدب، وترجمت أعمالها إلى أكثر من 30 لغة. ووصلت روايتها الأخيرة “اسكندر.. الشرف”، إلى القائمة الطويلة لجائزة “مان” الآسيوية للأدب. وبيع من روايتها “القواعد الأربعين للحب”، 600 ألف نسخة، لتصبح من الكتاب الأكثر مبيعاً في تركيا، والتي رشحت عام 2012 للجائزة الأدبية العالمية “إمباك دبلن”.

وفي اليوم الثالث، يستضيف المعرض كاتبة الأطفال ليز بيشون، التي باعت سلسلة كتبها “توم غيتس”، أكثر من 200 ألف نسخة في المملكة المتحدة وحدها، إذ ترجمت إلى أكثر من 20 لغة.

وليز، التي فازت بجائزة الكتاب الفضي “سمارتيز”، تكتب وترسم قصصا كتبها العديدة. ونشر أول كتاب لها من سلسلة “توم غيتس” بعوالمه الرائعة، في عام 2011، لتفوز بجوائز عدة، منها: “رود دال”، “ريد هاوس للأطفال”. وسيصدر كتابها الخامس من السلسلة، خلال شهر أبريل.

الترجمة الأدبية

يقدم مركز الترجمة الأدبية في المعرض، المعرفة والمعلومات والمناظرات، إضافة إلى توفير أرضية لبناء شبكة التواصل والمعلومات، للمتخصصين بالترجمة والقائمين عليها.

برنامج حافل

يستضيف المعرض في دورته لهذا العام، تركيا، التي تمتلك جناحاً خاصاً بها، إلى جانب توافره على العديد من الجلسات والندوات الثقافية والمهنية.

كما يشارك في القسم المخصص لأدب الأطفال واليافعين، أكثر من 100 عارض. وهناك ركن مبتكر يضم أحدث الإصدارات، مع الندوات الخاصة بحب تعلم الأطفال.

1500 شركة عارضة ومؤلفات شاملة

يقام معرض “لندن للكتاب 2013” لمدة ثلاثة أيام فقط، خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل المقبل، بالتعاون بين شركة ريد للمعارض ومجموعة كورت وأولومبيا، وذلك في مقر إيرلز كورت. ومن المقرر أن يفد إليه الزوار والعارضون المتخصصون بالنشر، من مختلف المناطق والبلدان.

ويتوقع أن يصل عدد زوار المعرض الذين ينشدون توسيع شبكة اتصالاتهم وإقامة الصفقات، استناداً إلى إحصاءات السنوات السابقة وحجوزات الفنادق والطيران، إلى أكثر من 25 ألفاً من 133 بلداً. وهؤلاء معظمهم من وكلاء كتاب والناشرين وبائعي الكتب، وأمناء المكتبات المتخصصين، والمنتجين والموزعين والفنيين.

ويعتقد المنظمون، أن عدد الشركات العارضة، سيتجاوز الـ 1500، وذلك بناءً على النسب والمعدلات المحققة في الأعوام السابقة. ولا شك في أن هذا الأمر، يمثل دعامة حيوية بفضل تأمينه حضور مجموعة متنوعة من العاملين في صناعة النشر التي تستمر في الانتشار في الحقل الرقمي.

وتقوم الشركات بعرض كتبها وفق الحقول التي تشمل: الجانب الأكاديمي، الفن والعمارة والتصميم، كتب الأطفال واليافعين. وأيضاً، مع قسم للمواد الرقمية والهواتف المتحركة، وحقل خاص بالنشر العام، وآخر بحلول النشر، إضافة إلى حملات الترويج وحفلات إطلاق عناوين الكتب الجديدة.

مهرجان فكري غني

يبدأ الإعداد للمعرض في كل عام، مع حلول شهر يناير، إذ تشرع أعمال شحن الكتب. ويوجد في المعرض طابقان، الأول للأعمال والعقود والاتفاق في طابق التجارة، بينما تجري أعمال صناعة التجزئة في طابقه الأرضي.

وغذا المعرض، أخيرا، بمثابة المهرجان الفكري. وتحسب له مبادرته في استضافة إحدى الدول، لتكون ضيف الشرف في دوراته المتعاقبة، وهي فعالية يرافقها الكثير من الندوات والبرامج.. وكان العالم العربي ضيف دورة المعرض المنظمة في عام 2008.



( البيان ) 

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *