أنور محمد
يركز كتاب” اسماعيل كاداريه.. شاعرا روائيا من ألبانيا”.. دراسة”، لمؤلفه عبد اللطيف الأرناؤوط، على رصد تفاصيل حياة وإبداع الشاعر الألياني كاداريه، في كافة المحطات والمراحل التي عاشها ومر بها.
ويبين المؤلف ان اسماعيل كاداريه وُلد في مدينة جيروكاسترا، في جنوب ألبانيا عام 1936. والتحق بعد دراسته الثانوية بكلية الآداب في جامعة “تيرانا”، وتخرج فيها عام 1958، ثم حصل على منحة دراسية لمتابعة دراسته في معهد غوركي للأدب العالمي. واطلع على الثقافة الغربية.
وبرز اهتمامه بالشعر منذ كان في الحادي والعشرين من العمر، وتطلَّع إلى التغيير، فكان باكورة نتاجه الأدبي روايته الأولى”مدينة بلا إعلانات”، التي وضع مسودتها في موسكو، وحاول نشرها بعد عودته إلى وطنه، لكن الرقابة -حسب ما يقول الباحث السوري عبد اللطيف الأرناؤوط ( ترجم له ست روايات إلى العربية صدرت عن وزارة الثقافة السورية)، مَنعت نشر حلقاتها في ظل الحكم الشيوعي. وبعد ذلك جاءت روايته”جنرال الجيش الميت” عام 1963 وهي الرواية التي حقَّقت له شهرة عالمية، إذ كان فيها أكثر التزاماً بالأسلوب الفني في كتابة الرواية، وأشد التصاقاً بحياة شعبه الواقعية.
ويلفت المؤلف إلى أن هذه الرواية فتحت له أبواب الشهرة العالمية، وتُرجمت إلى لغات عدة. ويوضح الأرناؤوط أنه بعد هذه الرواية، نشر كادارية روايته “الوحش”، إذ استفاد فيها من واقعة حصان طروادة أمام أبواب إيليون المقدَّسة، محاولاً إسقاط الماضي الأسطوري على حاضر بلده في معركة التحرر التي يخوضها. وفي عام 1978 أصدر رواية” العرس” واختار إطاراً اجتماعياً لها يهاجم فيه الإقطاعيين والمتنفذين، ويحض على تصفيتهم وإنهاء تسلطهم ومظالمهم.. وقدم في عام 1970 رواية “الحصن”، إذ تناول فيها قصص بطولات الشعب الألباني في موقعة عند حصن حاصره العثمانيون في القرن الخامس عشر.
والملاحظ كما يرى الباحث الأرناؤوط ،أنَّ الغرب الذي عزَّز شهرة إسماعيل كاداريه، كان يتابع نتاجه باهتمام، وينقل إبداعه المنسجم مع مصلحته.
ويؤكد مؤلف الكتاب، أنه، وكما في الرواية، كذلك في الشعر، بدا كاداريه متميِّزاً، إذ استطاع أن يبرهن على جدارته في حفز الروح الألبانية وتجسيدها، بما يملك من نزعة واقعية وبراعة فنية ورهافة حس، حتى يمكن تصنيفه في مصاف كبار الشعراء، من أمثال: لوركا، أراغون، بول إيلوار. وتناول كاداريه في شعره الموضوعات الواقعية التي تستجيب لمشاعر الناس العاديين من أبناء شعبه وتنسجم مع تطلعاتهم، مثل:
شعر التاريخ والحرب والاحتلال والمقاومة. وكأنَّه بذلك لا يريد أن يكتب إلا الشعر الذي يتجه إلى الناس البسطاء، فيخاطبهم بغنائية ساحرة، وبوضوح وبساطة وبلغة يفهمها الجميع، بعيداً عن كل تقليد لشعر النخبة، وكأنه يستعيد غنائية الشعر الألباني القديم وأغاني الفخر بالأمجاد السالفة. ويلفت المؤلف إلى ان هذا المنهج وضح جليا لدى كاداريه، منذ صدور أول اعماله الشعرية: ديوانه “إلهام صبياني” عام 1955. ومن ثمَّ ” أحلام” في عام 1957.
المؤلف في سطور
عبد اللطيف الأرناؤوط. كاتب وباحث سوري، ولد في مدينة دمشق عام 1931. عمل أميناً لتحرير مجلة التراث العربي التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب إلى منتصف عام 1997.
بدأ حياته الأدبية في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي. وشرع يترجم نماذج من الأدب الألباني إلى اللغة العربية في الخمسينيات من القرن نفسه. ويعد أول من عرّف قراء العربية على الثقافة والأدب الألبانيين. كما ترجم العديد من المختارات الأدبية من اللغة العربية إلى اللغة الألبانية.
الكتاب: اسماعيل كاداريه.. شاعرا روائيا من ألبانيا
المؤلف: عبد اللطيف الأرناؤوط
الناشر: وزارة الثقافة السورية 2011
الصفحات: 134صفحة
القطع: الكبير