قصائد في الحب الإلهي


عايدة العبدالله *

( ثقافات )

يسعد موقع ثقافات أن ينشر النصوص الأولى للشاعرة الأردنية المتصوفة عايدة العبدالله التي اشتهرت في نشر قصائدها واشراقاتها العرفانية على صفحتها عبر الفيس بوك ، ولا سيما أنه اقترب أوان صدور ديوانها الأول :



أيّها السلطان :
حين وافيتني في معبد الحبّ :
حيث السكينة العرفانية
تغمر أرض روحي بمعانيها
لمست طرف قلبي بجناحك الخفيّ
النورانيّ
فسرى معناك اللطيف بكياني
وانسابت موسيقاك العلوية
في تفاصيلي
فانقلبت موازين فكري :
فقدت الأدلّة مبرراتها
وانجاب ثقلها عن عين بصيرتي
وغابت عن مرأى فؤادي
جريرة الشواهد الكونية
وتجلّى المدلول بلا دليل
على لوح يقيني
فأصبحت أشهدك بلا جارحة
وأسمعك بلا واسطة
وأسقطت الجهات الستّ
من حساب الأمكنة ..
وتلاشى وهم الوقت
وطاف طائف من روح معناك
في حان قلبي
بكأسك العامر
بخفيّ أسرارك ..


إنّ خفاءك ظاهر لعياني
وسرّك واضح
على مرآة جناني
فكيف للظنون أن تحجبك
يا من يحيل ظلمة الأكوان
لنور وقّاد
ويا من تحجّ إليك الأرواح
بلا أجنحة منظورة
على سرج الشوق
أنت يا مصباح القلوب
في دياجير التعدّد
ويا منارة الأرواح
في خضمّ بحر الظنون
ويا شمس الحقيقة
في حلكة الشكوك والأوهام


…………………………………………..

ذابت منّي الأحرف
على بوابة حانك
وألجمني جمالك
فبم أتكلّم
وقد سربل فمي الخشوع ؟
وملأت مآقي روحي الدموع
إن قلت :
أشتاقك
فارحمني ..
زدتني
وإن قلت :
رحماك ..
شوّقتني
فما زلت تقيمني .. ما بين منازل دهشة الشوق
وسطوة العشق
………………………………..

نحن أسارى جمالك
حين يسفر عن صبح الشهود
وسكارى حانك
حين تسقينا بلا كأس
خمرة التوحيد
أنت : يا من تهب الحياة حياة
والوصال وصال
أيّ جدوى للعالم
وأيّ ضرورة
إن لم يقع عليه قبس
من خفيّ نورك
…………………………………………….

حين أجلس في حضرتك
ماثلا بين يديك
أغيب عن شهود ذاتي
في بقاء المحو
يذوب اختياري
في بحر التسليم
يتعطّل عقلي
عن جريرة التدبير
تتبعك روحي جذلة
توّاقة
راضية
للمنتأى البعيد
من شوارق المعنى
يتبعك قلبي
مترنّما بنجواك
متشوّفا للإتحاد بك
يا من وهبت العالم الأسنى
جمال فيوضاته
………………………………………….

أصبح قلبي أسيرا
في دائرة العشق
مولّها بمجلس السلطان
ذلك الذي لا يلجه إلاّ الخاصّة
ندماء إشاراته
هنا : وقف العقل عن الاحاطة
بشمولية علاماته
وعجز الادراك
عن تفسير بواطن
تنزّلاته


…………………………….

قلبي مبدؤك
ومنتهاك
أيّها النور الأعلى
صلني بك
وأوصلني إليك
وخذني منّي عنّي
واقطعني عمّن سواك
أنت أنت
والكلّ في غيابة العدم
ما خلاك
لا شيء يحجبك
ويقصر عن ادراكك الادراك
أقلقني الشوق إليك
وسبتني شواهد حضورك
يا جميل المعاني
يا مالكي
ومولائي

………………………..


حين يحتجب قلبي بثقل الأغيار
تذبل المعاني في أرض روحي
وينضب معين الحياة
وتتهاوى الأفلاك السبع
في مدارات الفقد
وتخبو قبسات الحقيقة
في أروقة الفكر 

………………………….

حين اصطفاني سيّد الحان
من بين ندمائه
واجتباني
وصيّرني خاصّة نفسه :
غيّبني عن ملاحظة ذاتي
في مرآة جماله
هو ماء الحياة
حين يهب الحياة تفاصيلها
هو سعادة الروح
حين يهب للروح معناها
وهو النور الحقّ
حين يهب للقلب يقينه



شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

تعليق واحد

  1. عذبٌ رقراقٌ فياض شفاف…
    غير أني يبدو لي أنه لو كان موزونا لكان أعذب وأرق وأفيض.
    شكرا لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *