كمال زايت *
قررت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي غلق المعهد العالي لمهن فنون العرض السمعي البصري، كرد فعل على إضراب عن الطعام شنه طلبة منذ أيام احتجاجا على ظروف الدراسة داخل المعهد، وهي الخطوة التي كانت مفاجئة وصادمة للطلبة وللوسط الفني بشكل عام، على اعتبار أن الجميع كان ينتظر من الوزارة الوصية فتح باب الحوار مع الطلبة والاستماع لمشاكلهم ومطالبهم، لكنها لجأت إلى غلق المعهد بكل بساطة، مع تأكيدها على أن القرار مؤقت.
وأقدم الطلبة على تنظيم اعتصام أمام مقر المعهد احتجاجا على قرار الوزارة، الذي اعتبروه مجحفا وتعسفيا، ودليلا على الطريقة التي تنظر بها السلطات إلى الفن، مؤكدين على أنهم كانوا ينتظرون من وزيرة الثقافة أن تفتح باب الحوار معهم، من أجل التفاوض حول المطالب التي يرفعونها، لكن هذه الأخيرة اختارت غلق المعهد، مع إنذار الطلبة بإخلاء الموقع الذي يعتصمون فيه.
وتدهورت الحالة الصحية لعدد من الطلبة المضربين عن الطعام، إذ تم نقل العديد منهم إلى المستشفيات بسبب التعب والإرهاق الذي نال منهم بسبب إضرابهم عن الطعام، فيما أرسلت الوزارة ممثلين عنها لإخطار الطلبة بضرورة إخلاء المعهد قبل إغلاقه لفترة لم يتم تحديدها. وتوجه عدد من الفنانين إلى مقر المعهد الذي يقع ببرج الكيفان ضواحي العاصمة من أجل تقديم الدعم المعنوي ومساندة الطلبة في هذه المعركة التي يخوضونها من أجل انتزاع ما يعتبرونها حقوقا مشروعة، خاصة ما يتعلق بالوعود التي قطعتها وزيرة الثقافة على نفسها سنة 2011، والتي يقول الطلبة المضربون إن الوزيرة تنصلت منها.
( القدس العربي )