ثمـرة البدء….


أروى أبو طير *

( ثقافات )




أينما أرادت المشيئة ، توقفت خطاها بمحاذاة انتظاره ، كل منهما لم يتجرع حرفا من كأس القبول او الرفض، برفق اخذت تمسح نداوة ظل الجبين والثبات، فيما يتأهب فرحا لما هو آت ..

دنت منه بسكينة الرضى ثم استلتها ..أخرجت حصالة القماش من مرقدها، امسكت ذاك البدن بحرص يشابه تمسكنا باللثغة الاولى، النظر اعطى الامر، فانسابت يدها بذات الاتجاه ، دخلت حيث وثير القماش حتى احتجبت اطراف اصابعها بين حواف عنق الضنك، اذ باشرت انامل الفطرة بتقليب ملامح الظاهر والباطن لقطعة قد وقع الاختيار عليها، ناولته اياها، نظراته الغضة لم تتأملها لكن هذا الكيان الذي حط بيسر بين شعاب كفه ترقب وهج الدهشة ثم توارى معه ..

الطفل ايضا معه غاب عن المشهد ، فيما السنديانة اعادت البوتقة حيث مهدها ثم عادت الى مقر جلستها بهيئة ما ، بحيث استحضر الذي غاب صورة ساكنة بين سلالم الذاكرة، ثم طفق بما تيسر من مفازات الكلام.

صورة كأنها صفحة من تاريخ لم يوصم بالتزوير، صورة ماضينا .. ماضيها ..

اهي كانت على هذا الحال ؟ توليفة من نبض الفصول ؟

كورتها السنون حتى أمست قبضة الحلم ، حلم فطامه يقظة مستعجلة حتى تدق العتمة اجراسها، فيكون الدفع بقامة التسعة شهور، ذاك بهدف الخروج ..

تبحث عنه بين ضلوع اوجاعك .. 
تجده بعد ان يرتق جرح الغربة ..

يتوجس بأن هناك مؤامرة ما وسيكون نفاذ الأمر بالاسترضاء بحيث توثق الأنفاس عبر صرخة ميلاد ومن خلال تلك القسيمة سنمنح شرعية الظهور ، شهادة ميلاد مروسة بأي اسم ينتمي الى لغة الماضي ، اسم يرافق الخطى كدرع ، لكن بقية وميض الحلم ما زال منكفئا هناك بحوزة فضاء قد انبجس من ثقب القدوم ثم اصطف من اجل رحيل يشق بذرة تغتسل دوما بتراب العابرين ..

كأنه رأى .. فأيقن .. كنت بداخل جعبة تحوي بداخلها نقود ، بعض الفئات منها رحمة ، ألم وخلاص ، يتمخض عنها عنوان هو ترجمان لسيرة قد دونت بزمن لا يتجاوز سقوط ثمرة اصلها دمعة .. 

يتذكر أيضا بأنه جالس فنجان العمر الذي ارتشف خلسة الافراح والمآتم وعند الانتهاء من طقوس المهمة قلب رأس جسد الفنجان وسط فضاء ابيض مستدير ، فتبدى كقبر ، الشاهد فيه قد طمر فراسة اللا وجود بين انحناءات غارة البعث ..

اذن ثمة ثمرة .. صرخة قد لمعت امام ناظريه ،، اوحت بانها صرة نقود ، اخرجتها الجدة ومنحته منها بعض رصيد السعادة ، ثم اعادتها الى جوف عتبة الثوب قبل ان يستبيحها ضوء الغياب والتلاشي ..

” قابعين في أسر الرحم ، وحدها مقامات اللهاث تؤنس وحشتنا، نضيع هناك لكي يستجدينا الترتيل من اجل السجود مرة اخرى”.. قالها ثم رافقهم حيث مقعد عجلة الصعود .. النمو ثم الانعتاق.


*قاصة وسينارست من الأردن






شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *