جائزة “الدب الذهبي” في الدورة ال63 لمهرجان برلين


* هدى ابراهيم

انتزع الفيلم الروماني “شايلد بوز” للمخرج كالين بيتر نيتزر السبت جائزة “الدب الذهبي” ارفع جائزة في مهرجان برلين في ختام الدورة الثالثة والستين لهذا المهرجان السينمائي الدولي، اول المهرجانات الاوروبية لهذا العام.

وسلم رئيس لجنة التحكيم المخرج الصيني وون كار واي خلال حفل توزيع الجوائز الذي تم في قصر البرلينالي الجائزة بنفسه للمخرج والمنتجة التي تكلمت باسم فريق الفيلم وحرصت على دعوة المسؤولين في رومانيا الى دعم الانتاج السينمائي مؤكدة صعوبة الانتاج والطريق الطويلة التي خاضها فريق الفيلم قبل تحقيقه.
كما نددت بما سمته “الرقابة التجارية” على توزيع الافلام.
وتناول الفيلم ضمن معالجة انسانية قصة شاب يقتل عن غير عمد في حادث سير شابا آخر، مصورا معاناة الامهات وصعوبة الفقدان والحداد.
وخلال الشريط تحاول ام الشاب المسؤول عن الحادث تعزية اهل القتيل عبر جلسة مؤلمة تدور بين ام الشاب الذي ارتكب الحادث وام الشاب المقتول وتنتهي الاولى باقناع الثانية بضرورة الصفح عن ابنها الوحيد.
وبعد تسلمه الجائزة، قال المخرج كالين بيتر نيتزر في تصريح للصحافيين “ما ازال تحت وقع الصدمة (…) انها مكافأة مهمة بالنسبة الي”، مشيرا الى ان قصته “يمكن ان تحدث في اي مكان من العالم”.
واعتبر ان “الجائزة تشجع المشاهدين على الذهاب لمشاهدة العمل في السينما دوليا ومحليا”.
واكدت رومانيا بهذا الفيلم الجديد قوة السينما التي ينتجها هذا البلد الذي نجح قبل اعوام في انتزاع السعفة الذهبيةفي مهرجان كان معززا حضوره في محافل السينما العالمية.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم للمخرج البوسني دانيس تانوفيتش عن شريطه “فصل من حياة في ايرون بيكر” الذي حاز ايضا جائزة “افضل ممثل” لنظيف موشيش الذي قال انه يحضر اول مهرجان سينمائي في حياته.
ويتناول الشريط سيرة عائلة من الغجر في البوسنة ويتعامل مع ممثلين غير محترفين ادوا قصة مستمدة من الواقع تروي نضال عائلة للاستمرار ولانقاذ الام التي تحتاج الى عملية عاجلة.
واعرب دانيس تانوفيتش عن سعادته للفوز بالجائزة. وقال “اريد متابعة صنع افلام تنبع من احساسي وآمل ان تساهم في صنع الحوار في بلدي حيث لم يعد احد يعرف الى اين نحن متجهون وهذا رهيب بالنسبة للشعب وخاصة الاكثر فقرا انا متشائم بمستقبل بلدي لكني آمل بان تغير السينما شيئا”.
ومنحت جائزة “الدب الفضي” لافضل فيلم يفتح آفاقا جديدة والتي تحمل اسم الفريد بور مؤسس مهرجان برلين لشريط “فيك وفلو شاهدا دبا” الكندي من اخراج دنيس كوتي، ويتميز بان احداثه تتم في مكان منعزل وتنقل بتميز قصة حب بين امرأتين.
واكد كوتي خلال المؤتمر الصحافي بعد اعلان فوزه بالجائزة انه يقبل وصفه بالمخرج الذي يصنع افلاما للمهرجانات. وقال “الجائزة طريقة لشكري على جرأتي وتجديدي، هذا سيساعدني على بيع الفيلم في عدد من البلدان”.
وحصل الاميركي ديفيد غوردون غرين على جائزة “الدب الفضي” لافضل مخرج عن شريطه “برينس آفالانش”.
وفي حين رجحت التوقعات فوز فيلم “غلوريا” التشيلي بجائزة “الدب الذهبي” فان الفيلم حاز فقط جائزة افضل ممثلة، وقد حملت بولينا غارسيا جائزة “الدب الفضي” وشكرت المخرج سيباستيان ليليو الذي رسم خصائص الشخصية التي تؤديها.
ولم يخرج شريط الايراني جعفر بناهي “ستائر مغلقة” خالي الوفاض بل منحته لجنة التحكيم جائزة “الدب الفضي” لافضل سيناريو وقد تسلمها شريكه في العمل المخرج كامبوزيا باتروفي الذي حضر المهرجان في وقت يمنع فيه بناهي من السفر.
ويصور الشريط عزلة المخرج واصراره على العمل رغم الاقامة الجبرية المفروضة عليه.
وقال بارتوفي في المؤتمر الصحافي الذي اعقب تسلم الجوائز ان “السينما الايرانية وجدت مكانها في العالم ومهم ان نحصل على هذه الجائزة للسيناريو لانه الاساس، انها محاورة للافكار التي مرت في ذهن بناهي وهي الافكار التي كوفئت هنا في برلين”.
واكد ردا على اسئلة الصحافيين حول المعنى السياسي لسينما بناهي ان “لا حدود واضحة بين الفن والسياسة”.
ومنحت جائزة “الدب الفضي” لافضل مساهمة في التصوير لعزيز زامباكييف لتصويره شريط “دروس هارمونية” للكازاخستاني امير بايغازين.
اما جائزة افضل شريط اول وهي جائزة مالية قيمتها خمسون الف يورو فمنحت لشريط “ذي روكيت” للمخرج كيم مورداونت، وحاز الفيلم ايضا جائزة “الدب الفضي” في تظاهرة “جينيرايشن”.
وحرص وون كار واي على التنويه بفيلمين آخرين عند اعلانه جائزة “الدب الذهبي” وهما شريطا “ليلى فوري” للمخرجة بيا ماري من افريقيا الجنوبية و”ارض موعودة” للاميركي ستيفن سوذيربيرغ.
وفي الجوائز الجانبية حصل شريط الفلسطيني مهدي فليفل “عالم ليس لنا” على “جائزة السلام” بينما حصل فيلم المخرجة آن ماري جاسر “لما شفتك” الذي يسجل انطلاقة “الكفاح المسلح” العام 1967 على جائزة “نيتباك” التي تكافىء الفيلم الاسيوي من قبل النقاد. وشارك الشريطان في تظاهرتي “بانوراما” و”فوروم”.
كما حصل شريط “انشالله” الذي تناولت مخرجته الكندية اناييس باربو لافاليت الشأن الفلسطيني مشاركة في تظاهرة “بانوراما”، على جائزة لجنة تحكيم النقاد الدوليين “فيبريسي”.
______________
* الفرنسية.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *