جهاد هديب *
تُرى ما الروايات الأوفر حظا للترشح إلى القائمة القصيرة من بين الروايات الست عشرة التي تشكل القائمة الطويلة المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)؟
سوف يجري اختيار ست روايات من بين تلك الروايات منتصف الشهر المقبل تقريبا، تتشكّل منها القائمة القصيرة التي ستحظى واحدة منها بالجائزة، وأغلب الظن أنّ تناصفها بين عملين روائيين حادثة من الصعب أن تتكرر.
تقدم المنافسة على الجائزة لدورة العام 2012 هذه أسماء جديدة في فضاء الرواية العربية تتجاور مع أخرى راسخة في أرض هذه الرواية: سعود السنعوسي من الكويت بروايته “ساق البامبو” إلى جوار المخضرم إلياس خوري وروايته الجديدة “سينالكون”، أيضا أنور حامد من فلسطين، لا يعرف أحد من أين، أهو من فلسطينيي الشتات أم من الـ48 أم الـ67، وفقا للتقويم الفلسطيني مع روايته “يافا تعدّ القهوة”، وإلى ذلك ثمة محمد حسن علوان من السعودية بروايته “القندس” إلى جوار روائي من طراز واسيني الأعرج بروايته “أصابع لوليتا”. بل يتجاور روائيون شبّان إلى جوار بعضهم البعض: جنى فوّاز الحسن من لبنان وروايتها “أنا وهي والأخريات” مع أمين الزاوي من الجزائر بروايته “حادي التيوس” وأيضا أشرف العشماوي بروايته “تويا” وابراهيم عيسى بروايته “مولانا” ومحمد عبد النبي بروايته “رجوع الشيخ” ومحمد حسن علوان من السعودية بروايته “القندس”، وحسين الواد من تونس بروايته “سعادته السيد الوزير”، وذلك مثلا لا حصرا.
واللافت من بين جملة هذه الروايات هو وصول الكويت لأول مرة مع “ساق البامبو”، هذه الرواية التي تفوح منها رائحة آسيوية ما، إلى هذه القائمة لأول مرة في تاريخها على مدى خمسة أعوام من عمرها، وستكون السابقة الأكثر لفتا للانتباه وصول هذه الرواية إلى قائمة الست، ذلك أن القارئ العربي لم يعهد من الكويت أسماء روائية خارج ما عهدناه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بل إن العدّ يتلكأ بعد ذكر اسمين أو ثلاثة..
وبحسب الأسماء التي حظيت بالوصول إلى قائمة الست عشرة فإنها تؤكد أن الجغرافيات العربية الكبرى، أو التي ترسّب في وعينا أنها كذلك، هي التي تنتج الرواية: مصر ولبنان والعراق والسعودية والمغرب التي تُسجِّل لهذه الدورة غيابا لافتا عن المنافسة على جائزة باتت تكرِّس نفسها على أنها تُسهم في رفع توزيع مبيعات الكتب للروايات التي من المتوقع لها الدخول إلى قائمة الست، أو حتى إلى قائمة الـ16.
تقريبا، وخلال الدورات الماضية لم تغب الأردن عن هذا التنافس على الرغم من أنها “جغرافيا” غالبا ما نُظر إليها أنها ظالمة لمبدعيها مع أنها بلد خرج من أصلابها روائي كبير من طراز الراحل غالب هلسا، لهذه الدورة تحضر الأردن مع الشاعر والروائي الأردني ـ الفلسطيني، معا، ابراهيم نصر الله في رواية “قناديل ملك الجليل” التي بحسب عنوانها، كأنما نصر الله يستعيد فيها الأسطورة أو المتخيل الأسطوري إذا جاز التوصيف.
أيضا، يعود محسن الرملي، الشاعر والروائي من العراق بروايته “حدائق الرئيس” إلى قائمة الست عشرة التي كان قد دخل إليها سابقا بعنوان آخر، أما سنان أنطون، من الجغرافيا ذاتها ومن منفاه الأميركي، فيحضر للمرة الأولى بـ”يا مريم”. إنهما روائيان قد يشكّل أحدهما مفاجأة ما، ربما ينافس أحدهما بقوة على الجائزة وليس على الوصول إلى قائمة الست فحسب.
إنما يبدو أن الرواية اللبنانية هي الأكثر تأثيرا، فثمة الفنانان الروائيان: إلياس خوري “سينالكول” وهدى بركات “ملكوت هذه الأرض”، ثم يأتي ربيع جابر، الحائز جائزة العام الماضي عن روايته “دروز بلغراد”، برواية جديدة “طيور الهوليداي إن” والحرب الأهلية اللبنانية.
من خلال استعراض الراوايات الستة عشر التي تشكل القائمة الطويلة، وعن طريق استطلاع آراء عدد من المتابعين والزملاء، الذين قرأوا الروايات أو بعضها، يمكن وضع لائحة أولية للروايات التي يمكن أن تصل إلى القائمة القصيرة، وللقراء المتبعين أن يعدلوا عليها ما شاؤوا طالما أن القرار الأخير هو بين أيدي لجنة التحكيم.
وقائمة الترشيحات الست هي:
1 – هدى بركات عن “ملكوت هذه الأرض”.
2 – أمين الزاوي عن “حادي التيوس”.
3 – إلياس خوري عن “سينالكول”.
4 – ابراهيم نصر الله عن “قناديل ملك الجليل”.
5 – محمد عبد النبي عن “رجوع الشيخ”.
6 – محسن الرملي عن “حدائق الرئيس”.
شاهد أيضاً
ليتني بعض ما يتمنى المدى
(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …