غصن مايو


فخري رطروط *
( ثقافات )



تشبهين غصنا مزهرا مبللا يتراقص
في مايو
فوق الأسوار العالية

الورد المتدلي من الأسوار، هارب من أشياء غامضة
يشبهها الشعر والموت


توقف أيها العابر
الورد المتدلي من الأسوار حب فائر، يريد أن يقبل المارة ويفر معهم

المصباح على السور يفضح سرية زهور تحاول الفرار

السور المهمل الذي يحمل الورد المتدلي
أجمل من أسوار طروادة
التاريخ ينسى الورد العابر
التاريخ لا يحب أسوارا لا تتدلى منها الجثث

الورد المتدلي من الأسوار / رسائل استسلام

ورد يحرس السور / لو أفلح مرة في اقتحامه

ساعتين أمام السور / لم أفز بوردة ساقطة

السور يرمقني / أنا أرمق الوردة / والوردة ترمق عابرا لم يمر بعد
و العابر الوحيد يرمق نفسه

من السور يتدلى ورد أحمر و أبيض وليلكي وبرتقالي
لماذا كل هذه الورود ؟
تكفي وردة واحدة لقتلي

بكى قلبي
هنا أتركني أكسر بهاء الأبدية
قد تتوه نحلة تمتص سوادي
قد يلتقطني عابر ريح
عد لي في حياة أخرى
سأكون أكثر بياضا

يتدلى الورد من السور, يهرب إلى جهتي
و أنا إلى أين أهرب ؟

وردة مدلاة من سور قاتم – لا أستحيل شمسا في مثل هذه الضروف

كمنت تحت السور, أنتظر الليل, سأسطو على زهرة

الأسوار التي لم تعرف عظمة الورد المتدلي / تنهدم سريعا

سور ورد متدلي وعطر وليل ورذاذ مطر
و أنا العابرالحزين
كسور عار
فشل باقناع زهرة واحدة
بأن تطل من فوقه
على هذا العراء

تحت الورد المتدلي من السور
ليأت الموت


* شاعر من الأردن يعيش في نيكاراغوا

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *