عبد الكريم أبو الشيح*
( ثقافات )
حينما
ينتبه الواحد منـّا على
ذاتهِ فجأة ً
يغتربْ
فاقتربْ
يا غريبُ وذبْ
في حروفِ القصيدة دفعة ً واحدة ْ
تجترحْ رحمها
ربّما …..
عندها
تولدُ مرة ً ثانية ْ،
تولدُ
مثلما تشتهي
حيث ُ تكونُ الأبَ والأمَّ والقابلة ْ
فالقصيدة ُ إنْ تـُدمها
تأتلفْ
فيكَ سيدة ً عاشقة ْ
أو تكنْ
أمَّكَ الوالدةْ.
يا غريب بماذا تفكرُ
وحدكَ
وحدكَ أنت َ
تقاسمُ هذا المساءَ تقاسيمهُ المفردة ْ
مفرداً
مفرداً
فوق هذي الدروب ِ تبعثرُ خطوكَ
من غير معنىً وتمضي إلى
ضفةٍ موصدة .
حيث لا أنتَ أنتَ ولا
أنتَ فيهم تراكَ ولا
هم يمرّون مرّ السحاب عليكَ
يرشونَ أحلامهمْ
في حقول الندى
مرفأ ً للعشيقة ْ
أو همُ
يُولِمون بها
شمعة ً
في سرير الحقيقة ْ.
حينما
يغتربُ الواحد منا ينتبهْ
أنـّهُ
نصفـُهُ اللا أحدْ
………………
أيهذا الغريبُ اليفتشُ عن وجههِ
في مرايا وجوهٍ تمادتْ رحيلا فلا
هوَ فيها يَرى…
أو يُرى…
مسقطاً للنظر
إنـّها
وحدها الـ
(حدّقَ في المرآة طويلاً
جاسَ زواياها بذهول ٍ
فتـّشَ خلفَ المرآةِ :
لعلَّ الصورة سهواً
سقطت خلف المرآةِ
وخالفتِ المنطق في مَظهَرةِ
المُتمرئي
أو أنكَ أنتَ وقفتَ بشكل ٍ مغلوطٍ
بينَ يديّ المرآةِ
ولم تتأنقْ أو تتأدبْ ..
ولذلكَ
حُقَّ عليك بأنْ
لا تظهرَ لامرأة ٍ
أو تلمسَ وجهَكَ عينان ِ
ولا …..
فالمرآةُ بأصل ِ التكوين ِ
وحسبَ التشريح اللغويِّ
وتاء التأنيثِ
المعقودة كالخلخال ِ بآخرها
أنثى……….
أو أن الصورة ما عادتْ
ترتاحُ لمرآكَ فآثرتِ البعدَ وأن
تنزاحَ قليلا عن مركوز دلالتها
في الإرث المرآتيِّ لكي
تدرك لذة طينكَ حين يغلفُ
أمواج الروحْ
ويبوحُ بها
لسهوب الرغبة في امرأةٍ
لا تعرف بعدُ لماذا
يحمرُّ الوردُ بخديها
ويفوحْ
لامرأةٍ من….
(ماذا يحدثُ لو أن امرأة ً حيّتكَ
صباحاً
وأباحت للعطر ِ
الخافق في أمواج أنوثتها
أن يتسلل نحوكَ في السرِّ
ويهمسَ في قلب سكونكَ رغبتهُ
هل يُوقظ وعلاً فيك غفا
أو يُذكركَ
اسما أنـْسيتَ هجاء مقاطعهِ
اسماً
ما عادَ لهُ منكَ سوى ما تحملُ
ذاكرة ُ الحبر المهجورةِ
فوق رداء الكلماتْ،
اسماً
قد لا تشبهه الآن بشيءٍ
أو قدْ
تشبههُ بعض الشيءِ بشيء
لكنـّكَ تنساهُ
وأنتَ تلوكُ الطرقاتْ
* شاعر من الأردن