يقفلُ ( خزانةَ الأسف ِ وينام )



عبّود الجابري *

 ( ثقافات )

إلى زياد العناني




أولئِكَ الَّذينَ حمَّلوكَ الفأسَ
كانوا حطّابينَ
لمْ يبصروا من الغابةِ
سوى الشَّجرِ اليابسِ
وذبولِ النَّار
الَّتي تحلمُ بيباسِ قلبِكَ


******

يعرفونكَ جيّداً
أولئكَ الَّذينَ يأخذونَ بيدِكَ
حينَ تسقطُ عنِ الحائِطِ
، لكنَّك تنْعى مخالبَكَ القديمةَ
كلَّما فكَّرتَ
بفرائِسَ أكثرَ نعومةً

*******

في السَّماءِ أَيضاً
ستَجدُ منْ يتخيَّلُك طائراً أعرجَ
ستجدُ كثيراً ممَّنْ يشدُّونَ الرِّحالَ
إلى صلواتِهمْ
ليكتشفوا أَينَ تقعُ أبوابُ السماء..؟
وأيُّ المفاتيحِ تصِلُ إليهِ أَيدي المريدينَ
حينَ يُتقنونَ ترديدَ النَّوايا
وراءَ شيوخِهم
الَّذين يبنونَ مباعدةً شاسعة ً
بينَ الأرضِ والسَّماء
ليقذفوا
فيها شاعراً
يتخيَّلونَهُ طائراً أعرج

*******

سأفترضُ أنّكَ نائمٌ بعمْق
بعد سهرةٍ طويلةٍ
تبادلتَ فيها الأنخابَ
مع موتكَ القديم
موتِك الَّذي كنتَ تسخرُ منهُ
بالشِّعر
والأصدقاءِ الباهتين
ولكنْ ، تبّاً لك
كيفَ تدعو كلَّ هذا الحشد
ليحملَ أباريقَ الماءِ
الذي تغسلُ بهِ وجهَكَ
وتنااااام ….؟

******

كُنّا قَتيلين ِ
في أَرضٍ واحدةٍ
لكنَّك لم تمتْ
من فرطِ خيانتِكَ
للحياةْ …



* (خزانة الأسف ) عنوان ديوان للشاعر زياد العناني


شاعر من العراق يعيش في الأردن
abboudaljabiri@yahoo.com

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *