نجوى شمعون*
( ثقافات )
جف الليل /خف الليل/ من دفء القصائد
نجمة تراقب ليلها وتقتله أول الفجر ليتزوجا/
جف النهر ولم ينج الغزال من نظرة/ يشرب قهوته ثم يبكي
لنكتب معاً ..ماذا سنكتب والقصائد فخاخ لمن حولنا ..
لا تفزعنا يا الغريب
ارفع لثامك تكلم معنا بما يليق بروح التراب
لا تفزعنا ونحن نائمين /متيقظين في دمنا
سيسأل المارة عنه/ ُينقبون بعيون الشارع عن قبعة الغريب
ُوجدت وحيدة تبكي بركن الفراغ المراوغ
/ وحدها ودمعة تسكب وجعها في القمر ليُضيء
أبي لا تهبني للآلهة
قالت قصيدة ما لشاعرها
لا تجرح القلب ..
قالت قصيدة لصديقها الأمريكي
أيها الظل :لا تتركنا وحدنا في مكر أحاط بنا
لا تتركنا مضرجين بالرياحين النهمة لدمنا
توغلت في الفكرة حتى نضجت ثمار الليل فيّ
لا تلوموا القصائد
الحرير الذي سرق سابقاً/الليلة جنازته في الظلام
كي تغرق كل الخوف منك يا غريب/
الحرير الذي سرق على غير عادته يعود سالماً
ينبت أنثى/وينام كهدوء قبلة
والرماد الذي وجدوه بعد حرق المرأة/كان رماد ليلة
بقايا وردة تعثرت بالظلام
وإذ أرمي بقلبي من فوق غيمة /يسقط
تنكسر فيه المسافات / وذكريات
ويعود فرحاً ..لم أُقتل في معركة الضباب يا قصيدتي
أعاد الشاعر سرد حكايته على الناي وأسمع الحجر..
حجر” في بئر
لم أسند ظلي على هواء/خواء
أسطورة بئر الماء
وحجره ينفث دخان الولع في أنثاه
أما أنا ..فأرمي بالضجيج المعلق كجرس في فناء أغنيتي
وحدهم يسيرون خفافاً..
ليس من وهج في التراب إليك يفتح المساء انهيارات ليلي ويئن الورد.
تلك رحلتها /ولم يكن وفياً ..
ليريحنا هذا الصيف من محنة اللجوء للوعد
يسرقني ليلك فأسكر فيك نبيذ النسيان
لا تتركني للسهر سيأكل شغفي هناك وأهدأ كرحيل السفن
هل نجوت من لدغة النبات ..؟
قالت قصائد لشاعرها وهو يزيح سم الأفاعي من ياقة برتقالة سقطت من توها
عطب في القصيدة ..في السفينة المتجهة جهة القلب
القصيدة ترتق جسدها النحيل دون عاطفة مع ظلها
الأنثى تهرب تهرب وُتشرد القصيدة
الخفافيش التي جاءت ضربت حقول قلبي بأجنحتها
أحرقت صنوبرة الرحيل
ضوء يشع من الرماد تولد قصيدة نازحة ..
امرأة بطعم الشيكولا ساحرة
وأخرى لها طعم الورد في خاصرة الندى
امرأة حليب قلبها تريق العطر على الصباح وتضحك
وامرأة لها زحام على الأوردة قتيل هنا وقتيلان هناك
تلك رحلتها ولم أكن معها ..أنايّ
و إذ يصبو للنجوم يمسك نجمة وتفلت نجمة
يصب الوله في البال أغنياته العشرة
أي فكرة لا تنتحب على يديك
تلقفها الغياب بيد غيرك
كغابة مررنا /انقباض طائر من العابرين ببنادق بلا أثر
خوف غزال من مطاردة الذئب
سأكتب بك الشعر وهو يبكي غيابك المنسي ..
حر” كطائر بلا مأوى
تتشابه الأسماء ولا أحد يشبه الناي فيك
تتشابه المدن في سماء تعج بالمسافرين كل على انفراد
ولا أحد يودع أحدا الا مصادفةً في الحب
مللتك يا حب التفرس في الجسد
أنا لا أخاطب لغتي لغة الورد في الحجر
…لغة العشب الرطب بعدما هجرتك لزفرة الهواء
مللتك أيها الحب رغبتك في السفر البعيد
من الكلام المسيج برمش يهفهف على التلال منها.
* شاعرة من غزة