في ذكرى حرب السادس من أكتوبر تشرين الأول عام 1973 التي شنتها مصر على اسرائيل شاهد كثير من المصريين فيلم ‘أغنية على الممر’ يوم السبت (6 أكتوبر) وهو فيلم وطني يدور حول حرب الاستنزاف التي قادها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ضد اسرائيل في أواخر ستينيات القرن الماضي.
ويجادل البعض بأن الأفلام التي أنتجت في تلك الفترةالزمنية صورت الاسلاميين وكأنهم شياطين.
ومن هنا يثور سؤال مفاده: هل سيتمكن المصريون من الاستمتاع بمشاهدة مثل تلك الأفلام في ذكرى حرب أكتوبر القادمة؟.
وفي إجابته على ذلك التساؤل يرى المخرج السينمائي المصري المعروف خالد يوسف ان ذلك سيحدث بكل تأكيد.
وقال خالد يوسف لتلفزيون رويترز ‘لا يستطيع أحد الاقتراب من التراث السينمائي المصري لأن زيه زي (مثله مثل) الآثار المصرية. اللي هاتمتد يده للعبث بأي فيلم أو أي منتج فني أنتج في أي سنة من السنوات عبر المئة سنة اللي فاتت أنا بأقول لك سنقطع يده. لأن ده جزء من الشخصية المصرية وجزء من تراث الشعب المصري وجزء من تاريخه. ماحدش يقدر يمد يده عليه. أيام السادات كانوا بيعملوا أفلام بتهاجم جمال عبد الناصر ..ده برده جزء من تاريخنا مع ان أنا ناصري أهو وضد مهاجمة عبد الناصر لكن بأشوف ان ده حق أصيل للمصريين انهم يختلفوا. والتنوع هو أساس الشخصية المصرية.’
وينفي حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين انه سيمنع أي فيلم قائلا ان ذلك سوف يتعارض مع مباديء ثورة 25 يناير 2011.
وقال أحمد سبيع أمين الاعلام في حزب الحرية والعدالة لتلفزيون رويترز ‘مستحيل..مستحيل. لا يمكن منع عرض أي عمل درامي حتى لو كان مخالف لك في وجهة النظر لأن ثورة 25 يناير جاءت لترسخ حرية الرأي والتعبير وبالتالي ليس من صلاحية أحد وليس من سلطته أن يمنع عن الشعب هذا التراث الانساني قبل ان يكون له أي شيء ثاني.’
وأضاف سبيع انه يتعين حماية الارشيف السينمائي المصري من جانب الدولة معربا عن أمله في استعادة الافلام القديمة من الأفراد والجهات التي تحوزها الآن.
وقال لتلفزيون رويترز ‘التاريخ المصري مسجل في السينما المصرية في الاذاعة والتلفزيون..بل اننا الآن نطالب وزارة الاعلام بعد ان جاء فيها وزير نعتقد انه يتمتع بالنزاهة والشفافية أن يعيد الأرشيف السينمائي المصري مرة أخرى للاعلام المصري وللتلفزيون المصري بعد ان تمت سرقته ونهبه. لا يمكن منع أي فيلم سينمائي أوعمل درامي. الآن في هذه اللحظة يعرض مسلسل الجماعة على شاشة التلفزيون..هذا المسلسل الذي كان موجها في الأساس ضد جماعة الاخوان المسلمين.’
ويرى حزب الحرية والعدالة انه يتعين ان تراعي الحرية عدم التعارض مع الدين. ويقول منتقدون ان هذا يعطي للحكومة الجديدة التي يقودها الاسلاميون في مصر مجالا لمهاجمة حرية التعبير تحت ذريعة حماية القيم الدينية والاجتماعية.
ويرى الروائي المصري المعروف بهاء طاهر ان القيود التي تفرضها السلطات قد تكون حافزا للابداع بالنسبة للفنانين.
وقال لتلفزيون رويترز ‘أعتقد هذا صحيح..أعتقد ان الصراع بيكون حافز رئيسي للكتاب للعمل مش بس (ليس فقط) في التاريخ المصري ولكن في تاريخ العالم كله..في اليونان القديمة..في روسيا في القرن التاسع عشر..في مصر في القرن العشرين. يعني كل ما يكون فيه صراع مع سلطة مع سياسة..ده بيحفز الكاتب انه يبدع وان تكون الكتابة بتاعته نوع من المقاومة دائما للسلطة.’
وتخوض الممثلة المصرية الهام شاهين معركتها الخاصة ضد مقدم برامج تلفزيونية اسلامي يدعى الشيخ عبد الله بدر اتهمها بارتكاب الفاحشة في مشاهد عاطفية بأعمالها الفنية.
ويرى الممثل المصري عمرو واكد الذي شارك في الانتفاضة على الرئيس المصري السابق حسني مبارك ان سيطرة الحكومة على وسائل الاعلام في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كانت بداية النهاية للعصر الذهبي للحركة الثقافية المصرية.
وقال واكد ‘زمان في الأربعينات والثلاثينات السينما والفن المصري كان أرقى بكثير من النهاردة. كان العصر الذهبي بتاع الفن في مصر. والحركة الثقافية كلها كانت يعني موجودة وكان فيه مسرح وكان فيه..وأعتقد انه يعني لغاية عبد الناصر الموضوع كان كويس قوي (جيد جدا). وابتدأ أيام عبد الناصر يبقى فن موده شوية أو يبقى فيه نوع من أنواع فنانين السلطة اللي هم نجوم كبار وطبعا ما حدش يختلف على مواهبهم. وابتدت السلطة تتدخل في موضوع الفن بشكل مباشر لغاية لما في 67 أثبتت ان السلطة دي غير قادرة على انها تحكم وعرت الناس والناس كلها اتصدمت فحصل صدمة في الحركة الثقافية كلها.’
وتسبب نجاح جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في تعريض الجماعة لضغوط بعضها من جانب الاسلاميين الذين أيدوا الجماعة في الانتخابات. وبعضها الآخر محاولة تفادي الصراع مع القوى العلمانية المصرية والفنانين المبدعين.
( رويترز )