بدايةٌ صَـحيحةٌ


نضال برقان *

(1) ماذا يعني: أن تسمي احتفاظكَ برأسكَ (نصراً تاريخيّـاً) وقد سَرَقَ اللصوصُ عقلكَ
وعينيكَ
وأذنيكَ
وأنفكَ
ولسانكَ؟
(2)
ماذا يعني:
أن تقيمَ مهرجاناتٍ وطنيةً (مستدامةً)
احتفالاً بوجودِكَ
وأنتَ
في الحقيقةِ
كائنٌ غيرُ قابلٍ للرؤيةِ
وصوتُكَ غيرُ قابلٍ للسمعِ
بينما رائحتُـكَ
لا تشبه
إلا رائحةَ الزجاج؟
(3)
ماذا يعني:
أن تقامرَ على الشمالِ والجنوبِ
وعلى السماءِ والهواءِ
وعلى البلادِ والعبادِ
من أجل أن تربح طِـباقاً
وسجعاً
وقافية؟
(4)
ماذا يعني:
أن تسمّـي (الزُهرةَ) كوكباً للحريّـةِ
و(المريخَ) كوكباً للعدالةِ
و(زحلْ) كوكباً للفضيلةِ
بينما الأرضُ تلفظُ أنفاسَـها الأخيرةَ
تحتَ قدمِـكَ؟
(5)
ماذا يعني:
أن تعتقلَ ميداناً
أن تغتالَ شارعاً
أن تتخذَ من حديقةٍ عامةٍ (عدواً استراتيجياً)
في سبيل اكتساب شيءٍ من الرصانةِ
والهيبةِ
واحترامِ الذاتِ
وأنتَ ترفضُ أن تتخذَ لنفسِـكَ
مجردَ ملابس داخليةٍ؟
(6)
النهايةُ الصحيحةُ تشبه البدايةَ الصحيحةَ
كما تشبه القصيدةُ البلدَ
والناسُ يشبهون الناسَ
هنا وهناك
الشهداءُ والطيبونَ والقوّادُ
إذنْ؛
ربما تأخَّـرتِ الرسالةُ
غير أنها الآن قد وصلتْ
ومرسلـُها كذلكْ.

 

 

*شاعر من الأردن

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *