ولّى زمان البيت

(ثقافات)

ولّى زمان البيت

منصف الوهايبي

لِأقلْ إذنْ

“ولّى زمانُ البيتِ”.. بعدك أنتِ.. وانطفأت يدايَ.. وما الذي منه، تبَقّى؟

ما الذي.. منّي ومنكِ..

سوى مفاتيح الكلام؟

أديرُها في قُفْلِ قافيةٍ.. على إيقاع داليةٍ.. ولا غيمٌ ولا ريحٌ..

سوى ريحِ النواعيرِ.. الدلاءِ تدورُ في البستان.. خاويةً..

سوى مطرٍ كهذا الصحو ليلًا.. عالقٍ بسمائهِ حينًا..

وحينًا طامسٍ.. كَهِلالِها..

ولعلّه يوما يذوب غضارةً..

ولعلّها..

***

لكنّ حزني أنّ لي بيتا.. وأشياءً لنا..

أَنَسِيتُها حقّا.. أنا؟

إذْ نحن في شمسِ الحديقةِ في صباحِ القيروانِ الليلَكِيّ.. الصحوُ يَنْدى..

أو يذوبُ..

وأنتِ واقفةٌ إلى الشبّاكِ.. بين ظلالِها..

***

هل نلتقي في الظلِّ؟ أم في الصحوِ؟

أم في ما أنا اسْتَصْفَيْتُه..من مَائه؟

لو نلتقي..

***

لأقلْ إذنْ

أنا ما نَسِيتُ ولا أنا أُنْسِيتُ؟

والكلمات من تحت الرخام تعيدُ أشيائي.. وتجعلُ لي، بها سقْفَا..

وشبّاكا.. أطلُّ عليكِ منهُ..

وهي توقدُها..

وتوقدُ ظلّها..

 خريف 2023

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *